فكرية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أنظمة الضرار والغرب الكافر يبغون قرآناً بلا أحكام وسنةً بلا بيان!

النظام المغربي نموذجا

 

ما انفك الغرب الكافر في صراعه مع إسلامنا العظيم، يغذي بشكل صليبي حاقد تلك النزعة العلمانية الشريرة في تجريد الشعوب المسلمة من إسلامها وتعسفها بكفره وضلاله. ولقد اشتدت هذه الحرب الحضارية الصليبية عُراما وشراسة وفتكا بعد اندلاع الثورات في كثير من بلاد المسلمين مطلع عام 2011، هذه الثورات التي صعقت الغرب الكافر وأذنابه من أنظمة القهر بعفويتها وحيويتها وقدرة الأمة الكامنة في انتزاع المبادرة، فأربكت برامج الغرب الاستعمارية في بلاد المسلمين بل في العالم، وأثرت على أولويات سياسته الدولية.

 

ثم كانت ثورة الشام المباركة أكثر نضجا حضاريا وتصميما وعزما مبدئيا ووضوحا وتجليا سياسيا، إذ كان سقفها الإسلام ليس إلا؛ (هي لله هي لله) و(ما لنا غيرك يا الله) و(قائدنا للأبد سيدنا محمد) و(الشعب يريد خلافة إسلامية) و(يا أوباما اسمع اسمع للأبد ما راح نركع، يا أوباما اسمع اسمع خلافتنا راح ترجع)...، فحطمت أصنام الغرب وأحرقت أوثانه فأرعبته وأفزعته فأعلنها همجية صليبية يبغي بها استئصال الإسلام ومحو أثره ووحشية سادية في قتل أهله.

 

وكعادته أوكل بها شر الرعاء الحطمة عملاءه في بلاد المسلمين ومعاول هدمه، وما دام الإسلام عصياً على الكسر وما دام شيطان الغرب يئس من أن يعبد من دون الله في أرض الإسلام، ولكن ما يئس من التحريش وزرع الفتن بين المسلمين. فكانت حملته الفتنة في محاولة بائسة لعلمنة هذا الدين سعيا لتذويبه في حمض العلمانية، عبر تفكيك مفاهيم الفكر الإسلامي الأصيلة لاستنساخ دين هجين من مولدات العلمانية وتفريخاتها؛ عبر مقدمات منها ذلك الزعم الباطل الكاذب في وجود قواعد مشتركة بين الإسلام والفلسفة والفكر العلماني الغربي، وأي بهتان هو في ادعاء مشترك بين الوحي والوضع وبين الحقيقة والإفك! وأي سفاهة وحمق في ادعاء مشترك بين الإسلام كدين وعلمانية كافرة تقصي الدين! ولكنه دأب الغريق في تعلقه بقشة واهية!

 

فغاية الغرب اليوم ليست كما كانت بداية القرن الماضي إقناعنا بفكرته وطريقة عيشه، ففي إفلاسه وفشله الحضاري اليوم هو يسعى لإعادة صياغة إسلامنا العظيم طبقا لقوالبه العلمانية وبحسب معاييره ورؤاه الفلسفية لتوليد دين علماني يتعسف به المسلمين لعلمنتهم وتضليلهم عبر حملة فكرية مركبة وبأساليب شتى، أوكلها لكيانات الوظيفة الاستعمارية في بلاد المسلمين.

 

أبرز عناصر هذه الحملة إعادة صياغة مفاهيم الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية عبر التفكيك والهدم ثم التركيب والتلفيق جمعا من هنا وهناك من مكة إلى أثينا، وكان من أبرز آليات وأدوات هذه الحملة:

 

* النقد والتحديث والعصرنة وكلها آليات هدم وتفكيك وكلها أسماء أخرى للكفر والعلمنة والإلحاد ألبست لبوس النقد والتحديث، ومن غريب وعجيب تهافت الغرب الفكري أنه تم اعتماد أدوات التفكيك والنقد المستعملة في نقد وتفكيك العلمانية الغربية نفسها (المدرسة الألمانية مدرسة فرانكفورت النقدية، مدرسة التفكيك الفرنسية وروادها "فوكو ودريدا") أي اعتمد منهجيته في نقده وتفكيكه لرؤاه الفلسفية العلمانية!

 

* فكرة تاريخية النص الشرعي، أي أن النص خاضع ومحكوم عليه زمانا ومكانا، فهو وليد ظرف زمني وبيئة معينة وجب إذن تطويره وتحديثة انتهاء بعلمنته.

* الأنسنة عبر تجريد النص الشرعي من قدسيته تأسيسا لنسبية حقائقه وعدم القطع بيقينياته وانتهاء بهدم إيمانه أي عقيدته. يعبر عنها معلمنو الدار باستنساخات مستعربة لآراء علمانيي الغرب من مثل "انتهاء المتعاليات" و"عودة الوجود الإنساني" و"أنسنة المقدس" و"أنسنة الوحي" وغير ذلك من الشطحات الصوتية، كان آخر نعيقهم "الديانة الإنسانية الإبراهيمية" التي أذاعها صبية زايد الأشقياء.

 

* العقلانية كناية عن التفكير على الطريقة الغربية طبقا للمعايير والمقاييس العلمانية الخاطئة الباطلة، والغاية منها تمجيد العقل وجعل الإنسان مركز ومرجع المعرفة، وأن عقله هو المصدر والمنطلق والمنتهى ومن ثم تجاوز الوحي إلى الوضع العلماني الغربي بوصفه نتاجا عقليا.

 

* النقض تحت غطاء النقد عبر التشكيك في النص الشرعي سندا ودراية، كالتشكيك في علم الرواية أحد أعظم علوم المسلمين وفنونهم (من باب أن عسلكم ما هو إلا خرء نحل!)، عبر تزييف وتزوير الحقائق وادعاء أن الرواة متأخرون عن المرويات أي عن النص الأصلي لضرب ونسف السنة، ومن ثم نقض البنيان وهدم الصرح كله.

 

* الاجتزاء والافتئات وهي تلك القراءة الانتقائية والمجتزأة للثقافة والفكر الإسلامي واختلاق الأكاذيب والأباطيل ورمي الإسلام بها للتوظيف في التفكيك والهدم، فمتى رفعوا شعار العقلانية أتوا بغلو المعتزلة في الكلام عن العقل واستشهدوا بهم توظيفا، ومتى حاولوا التأسيس للخروج عن النسق العام للفكر الإسلامي أتوا بشذوذ وانحرافات الحركات الباطنية ومرتديها دليلا لهم، وفي سعيهم لهدم الأمة في مجموعها ونسف قطعياتها وثوابتها وتكريس فرقتها وتنافرها استدعوا أحداث التاريخ الإسلامي لتصوير مشاكله أنها كوارث، وحالاته النشاز أنها الأصل، وأصحاب الزيغ والهوى أنهم الثوريون المجددون، ولكم في المأفون الأفغاني وعميُّ البصيرة طه حسين ومن سار على دربهم خير شاهد.

 

أما الإجراءات العملية لهكذا مسخ حضاري وتحريف وتزييف فكري فأناطها الغرب الكافر بأنظمة الضرار ببلاد المسلمين، ومن رؤوس الضلالة وقرن الشيطان في هكذا إفك إمارات صبية زايد الأشقياء مشركي جزيرة العرب الجدد في انتحالهم شرك الإبراهيمية دينا، ولقد أنشأوا له معبدا وكهنة يجهدون في الترويج له في سعي خسيس لتمييع الإسلام ونقض حقائقه وتسويته بعبادة الصليب وجناية اليهود وشرك وإلحاد عباد الحجر والشجر والبقر والبشر، والغاية الخفية ليست وحدة الأديان بل أن يصبح الإسلام كباقي الأديان المحرفة والوضعية متجاوَزا ومستوعبا داخل المنظومة العلمانية الغربية الكافرة، وفي هذا التنميط مع أديان تمت علمنتها تكمن العلمنة.

 

ثم هناك في أقصى الغرب الإسلامي نظام الضرار المغربي الذي التحم بالغرب الصليبي كليا فصيره رأس حربة له في حربه الحضارية الصليبية على الإسلام وأهله، فانخرط باكرا في حملة التحريف والتجديف الفكرية تحت ذريعة محاربة الإرهاب والتطرف وإصلاح الحقل الديني وتجديد الخطاب الديني، وكل هذه العناوين عند التحقيق قنطرة للعلمنة الشاملة، أفصح عنها أحد المسؤولين في عملية التحريف والتجديف الواسعة هذه وهو أستاذ علم الاجتماع في جامعة القاضي عياض بمراكش محسن الأحمدي المدرس الزائر بجامعة جورج تاون الأمريكية والذي أوكلت له وزارة الأوقاف تغيير مناهج التدريس بكافة مؤسسات التعليم الأصيل، فبعد استضافته من معهد الشرق الأوسط الأمريكي في 14 كانون الثاني/يناير 2010 لمناقشة الاستراتيجية المغربية لمواجهة التطرف بدأ تحليله بالقول "إن النظام الملكي المغربي منذ 1965 قام بعمل رائع في تطبيق الإصلاح الليبرالي في المؤسسات الاقتصادية والسياسية والتعليمية والقانونية، ولكن كانت المؤسسة الدينية بعيدة عن تلك الإصلاحات الليبرالية. وقد دفعت الملك محمد السادس إلى استعراض حالة الشؤون الدينية المغربية، وسن برامج للإصلاح ولكن بدرجات متفاوتة من الليبرالية" والليبرالية هنا كناية عن العلمانية والعلمنة.

 

ثم كان من مخرجات هذه العلمنة علمنة المناهج والمؤسسات، فكان ما أسماه النظام بهيكلة الحقل الديني سنة 2004 مدخلا لإعادة صياغة مفاهيم الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية في قوالب علمانية في عملية تحريف وتلفيق شاملة، أشرف عليها موظف الاستخبارات الأمريكية الأمريكي كامبيز كانيباسيري وكان له الإشراف المباشر على التأطير الأكاديمي للمناهج الدراسية في دار الحديث الحسنية (المعهد العالي للدراسات الإسلامية)، وعليه أصبحت دار الحديث الحسنية التي كانت مقتصرة على بعض من مواد الثقافة الإسلامية في الفقه والتفسير والحديث وشيء من علوم اللغة العربية معهدا للتكوين والترويض على العلمانية بلبوس إسلامي بعدما أضيفت لمناهجها المواد الثقافية العلمانية كالمنطق والفلسفة وتاريخ الأديان والعلوم الاجتماعية الغربية والنقد التاريخي وعُيِّن لإدارتها عميد علماني خالص، وحُددت غايتها في تخريج فقهاء معلمنين قادرين على مسايرة "المشروع الحداثي للمملكة" حسب توصيف مسؤولي النظام، أي علمنة المشايخ لتوليد الفكر العلماني الهجين بأدوات محلية عطفا عليه تشكيل رأي عام معلمن.

 

كما تم في شباط/فبراير 2006 استحداث الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب وهي النسخة المعلمنة علمنة شاملة لرابطة علماء المغرب التي حلت الرابطة المحمدية محلها، وحُددت لها وظيفتها فيما سمي نشر مبادئ الوسطية والاعتدال وتفكيك خطاب التطرف، ومهمتها عند التحقيق ذات شقين؛ شق ثقافي فكري حيث أنيط بها من الدوائر الغربية مهمة تأثيث الإسلام الأمريكي لمعهد راند بالمادة الثقافية التي لم تسعفه أعجميته على استخلاصها فأوكل بها مستعربي أنظمة الضرار للحفر والغوص في ثقافة الإسلام مع عملية تحريف وتجديف لازمة للإسلام الأمريكي المزيف. ثم الشق السياسي في اتخاذ بلاد المغرب مختبرا لتجربة وتطبيق هكذا مسخ حضاري وتشوه فكري لتعميمه بعدها على باقي البلاد الإسلامية. ولقد كانت هذه الرابطة بحق فرعا ملحقا للاستخبارات الغربية تخوض حرب الغرب الحضارية الصليبية نيابة عنه.

 

فقد أَطلقت في هذا الصدد جملة من المنصات الرقمية التفاعلية التي تعنى بإنتاج الخطاب العلماني البديل، علاوة على إصداراتها كسلسلة دفاتر منها "الإسلام والسياق المعاصر" و"دفاتر في تفكيك خطاب التطرف العنيف". كما أطلقت سنة 2016 مركزا للبحث والتكوين في العلاقات بين الأديان ويهدف بحسب بلاغ الرابطة إلى تشجيع وإدماج معرفة ثقافة الآخر والتربية على الاختلاف وإدماج الحوار بين الأديان في المقررات الدراسية، وعند التحقيق فعمل المركز هو التوطئة والتهيئة لاستقبال وقبول معارف ومفاهيم الدين الأمريكي الملفق لإحلاله محل الإسلام. كما نظم مركز الأبحاث والدراسات في القيم التابع للرابطة سنة 2016 مؤتمرا بعنوان "المؤتمر الأول للعلماء الوسطاء حول الوقاية من التطرف العنيف" وذلك بدعم من سفارة أمريكا بالمغرب. ثم أطلقت الرابطة سنة 2020 مشروعا لمكافحة التطرف عبر الإنترنت في صفوف الشباب ممولاً بشكل كامل من طرف الحكومة اليابانية عبر سفارتها بالمغرب وبشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية بالمغرب.

 

واستمرت هذه الرابطة في شؤم صنيعها كمدفع من مدافع الحرب الحضارية الصليبية الغربية حتى كان ذلك اللقاء الآثم الفاجر الذي جمع رئيس مكتب الاتصال لكيان يهود بالمغرب دافيد غوفرين بالأمين العام للرابطة الشقي أحمد العبادي، والخبر نشره الصهيوني غوفرين الأربعاء 9 شباط/فبراير 2022 على حسابه الخاص بموقع "تويتر" وكتب "تباحثنا خططا تطبيقية عدة محاولين إخراجها إلى أرض الواقع فيما يخص التعاون بين الأئمة المسلمين والحاخامات اليهود".

 

ويكأن نظام الضرار بالمغرب في حقارته وخسته ما كفاه امتطاء الغرب الصليبي ظهره حتى أردف معه سقط خلق الله من المغضوب عليهم، فهذا النظام المشؤوم مجند رئيسي في حرب الغرب الحضارية الصليبية ضد الإسلام وأهله، ترجمتها إشادة رأس الإرهاب أمريكا وبريطانيا العدو اللدود للإسلام وفرنسا الصليبية وغيرهم من دول الكفر بقبيح صنيعه في محاربة الإسلام وخيانة قضايا أمته، فكان شنيع صنيعه في تطبيعه لخيانته مع كيان يهود وآخر قبائحه المؤتمر الأخير الذي عقد بمراكش في 2022/05/11 لتجديد الحرب على الإسلام وأهله تحت مسمى "مؤتمر مراكش للتصدي للإرهاب".

 

وقد عدد ونوع هذا النظام المشؤوم أدوات هدمه وتفكيكه فأنشأ المجلس العلمي الأعلى لتصدر الفتيا (الفتيا العلمانية على طريقة الدين الأمريكي الملفق)، وأطلق قناة تلفزيونية وأخرى إذاعية للقرآن الكريم سعيا لتجريد الكتاب من هديه وهدايته من عقائده وأحكامه وآياته وعبره وعظاته ووعده ووعيده، وتحويله وتصريفه علمانيا إلى ذبذبات وحبال صوتية وإيقاع وهز للذقون ونبرة وصوت ولحن لإطراب السامعين، مكرا بأهله في تعطيل هديه وهدايته ومنعهم من تفكره وتدبره وتحكيم أمره ونهيه، وتحويله إلى ظاهرة صوتية لإشغالهم بصوت ولحن قارئه عن كلام وهدي منزله سبحانه!

 

وفي سعيه الخسيس لإعداد المشايخ المعلمنين تم تقديم منح سخية للأئمة والدعاة وخريجي جامعة القرويين للعلوم الدينية بفاس لإتمام الدراسة بالجامعات الأنجلوسكسونية الغربية لإتمام العلمنة الشاملة للمشايخ. ثم كان مركز تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات المعلمنين ثم تكفله بتصدير هذا الإفك لباقي البلاد الإسلامية بل حتى لدول أوروبا الصليبية.

 

ثم ها هو في سفور خيانته يعلن عن إطلاق منصة للحديث الشريف بتاريخ 2022/05/09 في محاولة كاذبة آثمة لمسخ السنة وتحريف وتشويه دلالاتها سعيا لإذابتها في النسق العلماني، ولقد أعلن وزير أوقاف النظام صريحا فصيحا في وقاحة وجرأة تامة أن المنصة رفضت أحاديث صحيحة لاعتبارات معينة وصرح "وستكون أجوبة اللجنة في هذه الخانة عن حوالي 850 حديثا أحصتها ولم تدرجها في المنصة لسبب من الأسباب الآتية...". وما كانت أسبابه إلا منكرات معايير ومقاييس العلمانية الكافرة اتخذ منها في غيه وضلاله وتضليله مقاييس حاكمة على النص الشرعي ومتحكمة فيه، ولقد أحصاها وأوردها على منصة ضراره نذكر منها:

 

 

* المخالفة للأصول والقواعد المجتمع عليها

* المخالفة لبديهيات العقول التي لا تختلف عليها النفوس السوية

* المخالفة للتاريخ الثابت بشرطه عند أهله

* المخالفة لأصل الرحمة التي هي أصل الدعوة

* المخالفة لكرامة الإنسان

 

وكأنك بهذا النظام الآبق الفاجر يتألى على الله بإفكه وضلاله ويغمز ويلمز في سنة المصطفى الهادي ﷺ ويعيب ويقدح ويترك منها ما شاء وما شاء حذف. فإن كان ولا بد من نعت وسمة لمنصته الضرار هذه فهي بحق منصة لزنادقة منكري السنة الشريفة المطهرة المنزهة، وما كانوا ليجدوا منصة أقبح منها لصنيعهم. وما كانت حجة الزنادقة في كل عصر إلا ادعاءٌ للعقل وزعمٌ للجديد، فلا قيد على زندقتهم من السماء ولا الأرض بل مطلق الزيغ والضلال في كتمان الحق وطمسه. ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾.

 

هي إمارة سفهائكم معشر المسلمين وقبيح وشنيع صنيعها بدينكم وذلك الذي حذر منه نبيكم ﷺ، جاء عند الإمام أحمد من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال لكعب بن عجرة: «أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ» قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ ﷺ: «أُمَرَاءٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِي، لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلَا يَرِدُونَ عَلَى حَوْضِي...».

 

معشر المسلمين! ما كانت أنظمة الضرار في بلادكم إلا سدنة لأصنام وأوثان الغرب وحراسا لكفره وشركه، فأقداحها كواذب وسياستها تمديد لأمد مصائبكم وفواجعكم، واعلموا أن الخلاص الخلاص في الهدم الهدم، ورفع صرح وراية الإسلام وخلافته الراشدة على أنقاض أصنام الغرب وسدنته.

 

﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مناجي محمد

 

آخر الإضافات