بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

انتخابات 9 آب/أغسطس: تدريب على العبث

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

سيخوض الكينيون الانتخابات في 9 آب/أغسطس 2022. ويتابع جيران كينيا الانتخابات باهتمام، لأن كينيا هي المحور الاقتصادي لشرق ووسط أفريقيا. ومن المتوقع أن تكون هذه أكثر الانتخابات تنافسية بين تحالف كوانزا الكيني بقيادة روتو وتحالف أزيميو لا أوموجا بقيادة رايلا.

 

التعليق:

 

من الناحية الدستورية، يُعترف بكينيا كدولة ذات سيادة، لكنها في الواقع تظل منطقة استعمارية. لذا، فإن الذين يشغلون المكتب الرئيسي في كينيا موجودون فقط للاحتفاظ بالعلاقات الاستعمارية وتعزيزها. ومن ثم، تبرز السياسة الديمقراطية بشكل واضح في تقديم الوعود والبيانات الجذابة باعتبارها سلالم سياسية لخداع الناس بأن المستقبل مشرق. ومع ذلك، في اللحظة التي تصعد فيها القيادة الجديدة إلى السلطة فإنها تنفذ ما يخدمها ويخدم حلفاءها وخاصة مصالح سيدهم الاستعماري.

 

مرة أخرى، يقف الكينيون على مفترق طرق لا يعرفون ما إذا كانوا سيصوتون لائتلاف كوانزا الكيني أو للمرشح الرئاسي أزيميو لا أوموجا. إن كونهم على مفترق طرق يشير إلى حقيقة أنهم ابتلعوا طعماً خاطئاً راسخاً في السياسة الديمقراطية. يتضمن الطعم المشاركة في الانتخابات كل خمس سنوات نتيجة آمال واهية وأحلام سرابية بالسياسيين الذين سيحلون مشاكلهم. وا حسرتاه! لا شيء يتم حله عن طريق الانتخابات، بل بدلاً من ذلك تزداد الأمور صعوبة مع مرور الوقت على الرغم من وجود قيادة جديدة.

 

منذ استقلال العلم الزائف في عام 1963، والكينيون يعانون من تحديات اجتماعية واقتصادية وسياسية لا يمكن تصورها مثل احتكار الشركات الأجنبية للموارد العامة والفقر والنخب السياسية التابعة للغرب. لم يقم أي نظام منذ ذلك الحين بمعالجة التحديات المذكورة لأنها جزء من المشكلة التي تحتاج إلى حل جذري.

 

إن الحل يكمن في استئصال نظام الحكم الديمقراطي الذي وضعه المستعمرون الغربيون في حناجرنا. هذا النظام الذي يتغذى على زيادة الفجوات والقذارة في جميع مجالات الحياة. إنه نظام يرتكز على التخمين في إدارة شؤون الناس ويعززها. وفقط عن طريق إزالته سيحصل الكينيون وأفريقيا والعالم على فرصة للتنفس أخيراً.

 

حيث يتم إزالته ليحل محله نظام الحكم الإسلامي نظام الخلافة، حيث ستكون أولوياتها هي تسهيل حياة الناس وليس تشديد الخناق على أعناقهم، كما يحدث حالياً في كينيا وفي جميع أنحاء العالم. لا عجب في أن الأنظمة تستخدم كل الوسائل المتاحة لها لضمان تسليم صناديق الاقتراع والأوراق في مناطق نائية. ومع ذلك، فإن الأنظمة نفسها ستفشل في تقديم الخدمات الأساسية الحيوية في المناطق النائية نفسها.

 

إن التوترات السياسية والشكوك آخذه بالزيادة لأن هذا النظام نفسه قد وجد بالأساس نتيجة للعنف السياسي بين الناس العاديين والمفكرين من جهة ضد الملوك والأساقفة في أوروبا. أما بالنسبة لكينيا، فالسياسة الديمقراطية تقوم على الانتماءات والأرقام القبلية. ومن ثم، فإن الكينيين يراقبون أيا كانت تصريحات قادتهم السياسية وتوجهاتهم.

 

يُزعم أنك إذا شاركت في الانتخابات فإنك تمارس حقك الديمقراطي، لكنك في الحقيقة تضفي الشرعية على الفساد الذي يُرتكب على الأرض. الفساد الأساسي هو حكم الناس بالافتراءات العقلية وليس حكمهم بالوحي من الله سبحانه وتعالى ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾. لذلك، ففي كل دورة انتخابية، نرى القادة المزعومين أنفسهم يقدمون وعوداً جوفاء لكنهم لا يقدمون شيئاً في الواقع. بالإضافة إلى ذلك، إذا أرادوا تسريع مشروع ما، فإن الغرض ليس هو تحسين حياة الناس، بل هدفهم الرئيسي هو الانخراط في تلقي الرشاوى من خلال مشاريع الفيلة البيضاء وخصخصة الموارد العامة.

 

الحقيقة أن انتخابات التاسع من آب/أغسطس ليست سوى تدريب على العبث سيخلق المزيد من الفوضى والألم لمن شارك ومن لم يشارك. يقدم تاريخ الانتخابات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم صورة واضحة للأنظمة المختلة واليائسة والغارقة في الحزن. وخير مثال على ذلك الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي أكدت للجميع أن الانتخابات الديمقراطية ليست إلا تجارب لا جدوى منها، وأنه لا أمل من خلالها للحصول على الطمأنينة والازدهار. أمريكا ما تسمى بمنارة الديمقراطية أكدت رسمياً أن المثال الديمقراطي قد فشل كلياً.

 

في الختام، لا ينبغي أن نضيع الوقت في التخمين، بل يجب أن نبدأ العمل على استئناف الحياة الإسلامية من خلال إعادة الخلافة على منهاج النبوة، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

علي ناصورو علي

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير