خبر وتعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حدثوا الناس عن قضيتهم المصيرية

 

 

 

الخبر:

 

استنكر عدد من أئمة مساجد الخرطوم الاستثناء الذي منحه وزير المالية جبريل إبراهيم لسيارة ابن شقيقه من الرسوم الجمركية، ووصفوا خلال خطبة الجمعة الإجراء الوزاري بالفساد وطالبوا بمحاسبة الوزير، وكان وزير المالية أقر بصحة وثيقة تكشف عن استثناء سيارة أواب خليل من الرسوم الجمركية، وقال خلال مقابلة مع صحيفة الانتباهة: "نحن في حقيقة الأمر في جوبا أثناء مفاوضات السلام وصلنا إلى تفاهمات لم تنص في الاتفاق عشان برضو الناس ما بتقرا الاتفاق ويأتون للهجوم عليه دون الاطلاع عليه..." وأضاف: "كان هناك تفاهم عام بوجود تسهيل لعودة الناس من الخارج بمقتنياتهم لتوفيق أوضاعهم ومن ضمنها إعفاء السيارات".

 

التعليق:

 

عجباً ثم عجباً لكم أيها الأئمة لهذه الانتفاضة الجماعية لاستثناء وزير المالية ابن أخيه من رسوم سيارة! فماذا تتوقعون في حكم قام على المحاصصة؟! لقد كان الأجدى بكم أن تتحدثوا عن النظام الرأسمالي العلماني الجاثم على صدر الأمة الذي هو أس البلاء، والذي قلب حياة الناس رأساً على عقب فأورثهم الفقر والعوز وسوء الحال!

 

تحدثوا عن الجمارك التي حرم نبينا ﷺ على صاحبها دخول الجنة، فقد روى أحمد وأبو داود عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول ﷺ يقول: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ مَكْسٍ». وحتى نقف على فظاعة هذه الفكرة وإثمها العظيم نورد هذا الحديث: روي أنَّ امرأةً من غامدٍ أتت النَّبيَّ ﷺ فقالت إنِّي قد فجرتُ فقال ارجِعي. فرجعت، فلمَّا كان الغدُ أتته، فقالت: لعلَّك أن ترُدَّني كما رددتَ ماعزَ بنَ مالكٍ! فواللهِ إنِّي لحُبلَى. فقال لها: ارجِعي فرجعت، فلمَّا كان الغدُ أتته، فقال لها: ارجِعي حتَّى تلِدي. فرجعت، فلمَّا ولدت أتته بالصَّبيِّ فقالت: هذا قد ولدتُه، فقال لها: ارجِعي فأرضعيه حتَّى تَفطميه. فجاءت به وقد فطمته وفي يدِه شيءٌ يأكلُه، فأمر بالصَّبيِّ فدُفِع إلى رجلٍ من المسلمين، وأمر بها فحُفِر لها؛ وأمر بها فرُجِمت. وكان خالدٌ فيمن يرجمُها فوقعت قطرةٌ من دمِها على وجنتِه، فسبَّها. فقال له النَّبيُّ ﷺ: «مَهْلًا يَا خَالِدُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ. ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ».

 

ثقفوا الناس بأحكام الاقتصاد في الإسلام، ضعوا لهم الخط المستقيم أمام الخطوط المعوجة حتى يتبينوا الغث من السمين، أعيدوا ثقتهم بدينهم، بصّروهم بحالنا عندما كانت لنا دولة تحكم الدنيا كيف نشرت الخير للعالم. حدثوهم عن الملكيات في الإسلام حتى يعرفوا ما لهم وما عليهم. بصّروهم بأن الإسلام هو المبدأ الوحيد الذي يملك رؤية لحلول جميع مشاكلهم حلاً جذرياً. قدموا الإسلام بوصفه نظاما أصيلا ارتضاه الله لهم، اكشفوا لهم مخططات الغرب الكافر التي ينفذها حكامنا العملاء، وأن هؤلاء الحكام هم عقبة كأداء أمام تطبيق الإسلام، وكيف أصبحت بلادنا مرتعا خصبا للكافر وبوابات مفتوحة يرتع فيها المستعمر يمنة ويسرة بلا حسيب ولا رقيب. حدثوا الناس أن القضية المصيرية التي يتخذ حيالها الحياة أو الموت هي استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة، بينوا لهم أن حالنا لن ينصلح إلا بما صلح به حال سلفنا وذلك بتطبيق أحكام الإسلام في ظل الخلافة، وأن 90% من أحكام الإسلام معطلة لعدم وجود الخلافة التي تجعلها موضع التطبيق والتنفيذ فتسعد الأمة ويعود لها مجدها كما كانت في السابق.

 

كنا أساتذة الدنيا وقادتها *** والغرب يخضع إن قمنا نناديه

 

كانت أوربا ظلاماً ضل سالكه *** وشمس أندلسٍ بالعلم تهديه

 

واليوم تقنى لمجد فر من يدنا * فهل يعود لنا ماض نناجيه؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

آخر الإضافات