خبر وتعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

القيادةُ العسكريةُ ليستْ مغنماً

 

 

الخبر:

 

عيّن رئيس الوزراء شهباز شريف الجنرالَ عاصم منير قائداً للجيش الباكستاني، ليحل محل الجنرال قمر جاويد باجوا، الذي استمرت ولايته 6 سنوات. "قاد منير المخابرات الداخلية التي تركز على الأمن والاستخبارات العسكرية، وخدم تحت القيادة المباشرة لباجوا في المناطق الشمالية المضطربة في كثير من الأحيان والمتاخمة لأفغانستان والصين والهند، وكان رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق عمران خان قد أقال منير من منصبه كرئيسٍ لجهاز المخابرات الباكستانية بعد ثمانية أشهر من تعيينه واستبدل به ضابطا آخر، ويخدم منير حالياً في مقر الجيش بصفته مدير التموين، مُكلّفاً بالإشراف على الإمدادات لجميع الوحدات العسكرية". (بلومبيرغ)

 

التعليق:

 

بعد الصراع المرير على قيادة الجيش الباكستاني بين قطبي العسكر، متمثلا بقائد الجيش الحالي قمر باجوا على طرف، وقائد جهاز الأمن والاستخبارات العسكرية الجنرال فايز حميد ومعه رئيس الوزراء المخلوع عمران خان على الطرف الآخر، يبدو أن معسكر الجنرال باجوا قد حسم الصراع لصالحه، من خلال تعيين الجنرال منير خلفاً لباجوا في قيادة الجيش، بعد أن تم تهميش الجنرال فايز حميد، وتهديد عمران خان بالقتل إن لم يتوقف عن المضايقة لصالح حميد، وقاموا بإصابته بالفعل.

 

إن تعيين منير في قيادة الجيش يُنبئ بشكل المشهد السياسي الذي ستمثله الدولة الباكستانية وينبئ بالدور الذي ستلعبه إقليميا، فخلفية منير الاستخباراتية وفي المخابرات الداخلية تنسجم مع سياسة أمريكا في المنطقة واستراتيجيتها التي تركّز على تهميش دور باكستان إقليمياً وإضعافها عسكرياً وإطلاق يد الهند في المنطقة وخصوصاً في أفغانستان وفي مواجهة الصين، وبالنسبة لدور باكستان فسيكون مركّزاً على النواحي الداخلية وعلى إضعاف الجيش تحديداً، ما يعني غالباً السعي لتفكيك الأسلحة النووية الاستراتيجية، والتي لن تصبح لها حاجة في ظنّهم بعد التهدئة المستمرة مع الهند، وتسليم باكستان كشميرَ للهند، والسعي لتطبيع العلاقات مع الهند وإبرام سلام شامل معها.

 

بعد أن أصبح منصب قيادة الجيش مُستغلاً لجمع الثروات وتعزيز الشعور بالعظمة عند الجنرالات المتصارعة على المناصب لغاية مصالحهم الشخصية، باتت تكلفة الوصول إلى هذه المناصب هي مقايضتها بالمصالح العامة للأمة وقضاياها المصيرية، وأصبح شرط وصول أي عسكري إلى المناصب الحساسة هو تنفيذ سياسات أمريكا في البلد نفسها وفي المنطقة، وهي قطعاً سياسات مهلكة للبلاد والعباد. لذلك وجب على المخلصين في المؤسسة العسكرية الباكستانية الأخذ على أيدي هؤلاء الفاسدين من أصحاب الرتب والحسابات البنكية والعقارات والأراضي الشاسعة، فإن لم يفعلوا فإنهم سيَهلَكون ويُهلِكون الناس جميعاً، وينطبق عليهم قول النَّبِيِّ ﷺ: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقاً وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعاً» رواه البخاري.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

آخر الإضافات