بسم الله الرحمن الرحيم

 

إحذروا الضوء الأخضر الأمريكي!

 

 

 

الخبر:

 

قال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض ردا على سؤال عن تأخر الحصول على الكهرباء من الأردن والغاز من مصر بأننا ننتظر الضوء الأخضر الأمريكي لذلك!

 

التعليق:

 

بعد أن كان وزير الطاقة اللبناني وليد فياض قد وعد أهل لبنان بمشروع جر الكهرباء إلى لبنان من الأردن والغاز من مصر خلال شهر آذار أو نيسان 2022م بحد أقصى، نراه يقف اليوم في 12 الشهر الحالي، أيار 2022م، وبعد اجتماع مجلس الوزراء ليجيب على سؤال أحد الصحفيين عن سبب تأخير وصول الكهرباء من الأردن والغاز من مصر حتى تاريخه، ليعلن بصراحة ووقاحة لا تعرف الخجل أن السبب يعود إلى عدم إعطاء أمريكا الضوء الأخضر لذلك! ولعدم الحصول على المال المطلوب من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين يرتبطان بأمريكا أيضا!!

 

ونحن لا نعجب لعدم الرد عليه وعدم الاعتراض ولو الشكلي عليه من الجميع في لبنان؛ من الأحزاب السياسية كلها ومن كل السياسيين، ولا حتى من المرشحين للانتخابات البرلمانية، ولا حتى ممن يدعي السيادة أو الممانعة...

 

نعم نحن لا نعجب من عدم الرد على الوزير المذكور وعدم الاعتراض من جميع السياسيين في لبنان بجميع مشاربهم وتوجهاتهم، لأنهم ارتضوا واستسلموا لأن يكون لبنان بحكامه ووسطه السياسي عبدا لأمريكا وسياستها في المنطقه مثلهم مثل باقي حكام المنطقة، بل أشد وضوحا وإعلانا للعمالة لما أسموه الشيطان الأكبر أمريكا غير آبهين بالناس لأنهم يظنون أن الناس يمكن الضحك عليهم دوما وإلهاؤهم بأمور أخرى، مثل الشحن المذهبي والحزبي الضيق الغريزي المحتدم هذه الأيام خدمة للانتخابات النيابية في لبنان.

 

فالضوء الأخضر الأمريكي أو بتعبير أصح الأوامر الأمريكية، هو ما ينتظره حكام لبنان في السياسة والاقتصاد والنقد والطاقة والتربية والإعلام والسلم والحرب، وتسليح الجيش وترسيم الحدود مع كيان يهود وترك السلاح المتنازع عليه للصلح النهائي مع كيان يهود العدو الغاصب لفلسطين.

 

وحتى الانتخابات النيابية تحتاج عند هؤلاء السياسيين الرويبضات العملاء إلى ضوء أخضر أمريكي، وحتى الأكل والشرب وحل المشاكل أو تجميدها، كما يحصل حتى اليوم في لبنان، كل هذا يحتاج إلى الضوء الأخضر الأمريكي أو الأوامر الأمريكية كما أصبح يجاهر بذلك السياسيون والمعلقون الصحفيون بشكل سافر ووقح دون رد فعل من أحد.

 

وحتى لا يظنن أحد أن هذا الكلام يدعو إلى اليأس والتسليم بالأمر الواقع نقول له: إن العكس هو المطلوب والعمل للخلاص من استعمار أمريكا وعملائها هو الواجب اليوم. وإن المخلصين الواعين من أبناء الأمة يعملون جاهدين للتحرير بكل أشكاله بالعمل السياسي الفكري النظيف، لمحاولة أخذ قيادة الأمة، لتقوم دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ويجتمع المسلمون فيها وغير المسلمين، ممن يريدون الخلاص من الاستعمار والعيش مع أهل المنطقة بسلام وأمان، وبخاصة في لبنان.

 

وهذا يحتاج إلى إيجاد نظام الحكم في الإسلام واقعا يلمس عدله ورحمته المسلم وغير المسلم، لننعم به جميعا شرط أن نعطي قيادتنا لأبناء الأمة الواعين للسير معاً لتحقيق هذا الهدف الكبير. عندها، وعندها فقط نكون قد بدأنا طريق التحرير الحقيقي للأمة، ولبنان جزء منها، وعندها فقط نتخلص من الأوامر والنواهي الأمريكية لحكامنا العملاء، وتعطى القيادة لمن يخاف الله وحده فينا، ويحبنا ونحبه، عكس حكامنا الحاليين الذين نلعنهم ويلعنوننا ونبغضهم ويبغضوننا.

 

فهلا سعينا معا لهذا التغيير الجذري الذي يستحق منا جميعا كل جهد لتحقيقه، فهل أنتم فاعلون؟!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد نزار جابر

رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان