بسم الله الرحمن الرحيم

 

لولا مزيج من عمالة الحكام وتطبيق الرأسمالية لما سكن أهلنا في مراكز الإيواء

 

 

 

الخبر:

 

نفذت منظمة عالمية مشروعات صغيرة للنازحات في 4 مراكز إيواء بولاية البحر الأحمر شرقي السودان، في محاولة لتمكين النساء اللائي فررن من الحرب، للاعتماد على الذات في توفير احتياجاتهن، وألا يكنّ تحت رحمة المساعدات.

 

ووصلت مراكز الإيواء بعدد من الولايات مرحلة متأخرة من الفقر والعوز، بسبب قلة الحصص الغذائية.

 

وانتشرت في بعض هذه المراكز الأمراض، لتردي البيئة، وطبقا لمصادر طبية تحدثت لسودان تربيون فإن بعض مراكز الإيواء في شرق السودان شهدت حالات إسهال واستفراغ، يعتقد أنها أعراض أولية للكوليرا، التي أعلن عن تفشيها رسميا في ولاية القضارف.

 

وأصبح من المألوف رؤية الكثير من النازحات ينتشرن في قارعة الطريق بعيدا عن مراكز الإيواء، للحصول على مساعدات من الخيرين، بجانب بيع مياه الشرب للمارة. (سودان تربيون، 14 تشرين الأول/أكتوبر 2023م)

 

التعليق:

 

طبقا لتقارير منظمات الأمم المتحدة، فإن الحرب بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، شردت نحو ستة ملايين شخص داخليا وخارجيا، وما زالت المعارك، التي لا ناقة لأهل السودان فيها ولا جمل مستمرة، بل هي حرب صنعت على عين المتصارعين الدوليين لتركيز نفوذ أحدهما، ولتفتيت ما تبقى من السودان.

 

إن السودان الذي رُشّح من منظمة الفاو ليكون سلة غذاء العالم، يعاني أهله، قبل وبعد الحرب، من الجوع وسوء التغذية بسببين، هما: عمالة الحكام، وتطبيق النظام الرأسمالي، فكان سوء توزيع الثروة، واحتكارها في أيدي مجموعة جشعة من الرأسماليين، والحكام الفاسدين، الذين ينمّون ثرواتهم بعد مص دماء الشعوب، وتدمير بلادهم بحروب عبثية، وسرقة خيراتها لتقديمها على طبق من ذهب للكفار الرأسماليين، حتى صار ما يزيد عن 90% من الثروة الموجودة في الأرض يملكها 5% من البشر!

 

أما المنظمات التي تتسمى بالإنسانية فهذه القيمة لا وجود لها في الحضارة الرأسمالية التي تشعل الحروب في بلاد المسلمين، وتدفع بمنظماتها، لكن هل لإغاثة المسلمين، أم لمآرب أخرى؟ وهل انتماء الدول الرأسمالية لما يسمى بالإنسانية بلغ حد الإفراط، ما دفعها لتتصارع على "إنقاذ" المساكين والمشردين من البشر؟! أم تراها تخبئ تحت عباءة الإنسانية خنجراً مسموماً؟! وهل يعترف المبدأ الرأسمالي بالقيمة الإنسانية أصلاً حتى يسخر جيوشه وطائراته وبواخره لإنقاذ بشر من الجوع، بينما مبدؤه يقوم على قيمة واحدة هي المنفعة المادية التي تجعل من رغيف الخبز بيني وبينك "آكله أنا أم تأكله أنت"؟!

 

إن حكامنا ما هم سوى بيادق للغرب، وأذرع له ليبقى مسيطرا على بلادنا ورقابنا، وعلى ثرواتنا، ونصيبنا من كل تلك الحروب هو الجوع والتشريد.

 

لقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن ألد أعدائنا هم من نصبهم الغرب الكافر حكاما علينا، يتصارعون على كراسي الحكم، ولو بحرب تضع الناس في ظروف مخيمات النزوح (مخيمات الموت).

 

إن هؤلاء الحكام أنتجهم الغرب الكافر المستعمر للحفاظ على مستعمراته ومصالحه، وأهدافه، ولا يمكن التخلص من شرورهم وشرور أسيادهم الغربيين، إلا بالعمل الجاد لإزالة سلطانهم المتهالك، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحمي البلاد والعباد من مخططات الرأسمالية الجشعة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان