المكتب الاعلامي العراق

بيان صحفي

 

جدار بلاد المسلمين منطّة للكلاب بعد غياب الخلافة!

 

بعد عشرين عاما على احتلال أمريكا للعراق، تأتي زيارة وزير دفاعها، لويد أوستن، وهي زيارة غير معلنة، ضمن إطار جولة شرق أوسطية، ابتدأت من الأردن لتشمل مصر وكيان يهود، في مسعى للتأكيد للحلفاء الرئيسيين على الالتزام الأمريكي تجاه المنطقة، وقد أعطت هذه الزيارة المفاجئة للعراق رسالة مهمة، مفادها ترسيخ الوجود الأمريكي في العراق، فقد صرح أوستن: "أنا هنا لإعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق بينما نتحرك نحو عراق أكثر أمناً واستقراراً وسيادة"، مستهترا ومستصغرا حكومة السوداني المولودة من رحم الإطار التنسيقي، ذلك الإطار الذي صدع رؤوسنا بالتهديد والوعيد للقوات الأمريكية منذ مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، وإلى ولادة هذه الحكومة المسخ لتؤكد، وعلى لسان رئيسها محمد شياع السوداني أثناء استقبال أوستن أن "الحكومة حريصة على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وتوطيدها، على مختلف المستويات".

 

أما الرسالة الثانية، فهي الضغط الأمريكي على حكومة السوداني للانعتاق من الهيمنة الإيرانية التي يمثلها الإطار، فقد جاء على لسان مسؤولين سابقين وخبراء "إن من أهداف زيارة أوستن دعم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مواجهة النفوذ الإيراني في بلاده"، وفي هذا المجال فإن لأمريكا ورقة ضغط قوية على الحكومة العراقية، فالعراق يحتل المرتبة الرابعة من حيث حجم المساعدات العسكرية الأمريكية، فهي تدفع حكومة السوداني لتغيير بعض المواقف المتعلقة بالعلاقات العراقية - الإيرانية، من أجل استمرار تقديم هذه المنحة.

 

وأما الرسالة الثالثة التي لم يسلّط عليها الضوء، ولكنها مهمة جدا بالنسبة للمحتل الأمريكي، فهي ما قاله مصدر حكومي عراقي لبي بي سي إن "وزير الدفاع الأمريكي سيناقش مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ملفات استهداف المصالح الأمريكية في العراق، والمعابر الحدودية غير الرسمية بين العراق وسوريا وإيران"، وقد أكد كل من إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي العراقي وهديل عويس الكاتبة الصحفية من واشنطن على أن أحد أهداف هذه الزيارة هو ضمان أن لا تكون الأراضي العراقية منصة لأي هجمات تستهدف المصالح الأمريكية، إلى جانب مصالح كيان يهود.

 

أيها المسلمون: إن المواقف السياسية تحددها المواقف والأحداث، أما الأقوال والتصريحات، فكثيرا ما تجانب الواقع، والأمثلة على ذلك كثيرة، فمنذ ثورة الخميني وإيران تعلن العداء لأمريكا وتصفها بالشيطان الأكبر، في الوقت الذي يكذب فيه هذا الادعاءَ الوقائعُ والأحداث، فإيران قدمت خدمات جليلة لأمريكا في احتلالها للعراق، ابتداء من تشكيل الحكومة الموالية لها بعد أن حدد بول بريمر أن رئاسة الحكومة للمكون الشيعي، ومرورا بالطائفية.

 

مثال آخر العداء الإعلامي الإيراني - السعودي، في الوقت الذي يسعى فيه كلاهما لخدمة المصالح الأمريكية، والشاهد على ذلك اليمن، فمحاربة النظام السعودي للحوثيين المدعومين من إيران كان لتقويتهم ليكونوا طرفا في المفاوضات وليس القضاء عليهم.

 

وأخيرا الإطار التنسيقي ومليشياته المسلحة وتهديداته للمحتل الأمريكي والصراخ والعويل، يأتي الواقع وبهذه الزيارة بالذات ليعلن وعلى لسان مرشحه الحرص على علاقة وطيدة مع المحتل الأمريكي وليس فقط على الوجود العسكري بل على شراكة استراتيجية.

 

أيها المسلمون: هذا هو حالكم بعد زوال دولتكم، أمة ممزقة وبلاد مقسمة وحكام رويبضات يحرصون بشدة على مصالح أسيادهم الكفار، حتى بات جدار بلادكم منطّةً للكلاب، يتحكمون في كل صغيرة وكبيرة فيها، فيدخلون ويخرجون ويرتعون متى شاءوا، ويخططون ويرسمون لنا الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، فهل بعد هذا الهوان هوان؟! وهل بعد هذا العيش الذليل ذل؟! أما آن لكم أن تعودوا لرشدكم؟! وتضعوا الذل عن رقابكم؟! فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإلى العمل لتحكيم شرع الله ونصرته ندعوكم أيها المسلمون، والله ناصركم ولن يتركم أعمالكم.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية العراق
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail:  عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

آخر الإضافات