المكتب الاعلامي المركزي

بيان صحفي

 

تصريحات جوزيف بوريل تكشف هشاشة الاتحاد الأوروبي

 

ألقى مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، كلمة يوم الخميس 13/10/2022م، وقد اشتملت على تصريحات عنصرية مفادها بأن أوروبا "حديقة"، وبقية العالم "أدغال". واسترسل قليلا حتى وصل به المطاف إلى شرح ما ينبغي على الدول الأوروبية فعله فقال: "الأدغال يمكن أن تغزو الحديقة، وعلى البستانيين أن يتولوا أمرها، لكنهم لن يحموا الحديقة ببناء الأسوار، حديقة صغيرة جميلة محاطة بأسوار عالية لمنع الأدغال لن تكون حلا. على البستانيين أن يذهبوا للأدغال، على الأوروبيين أن يكونوا أكثر انخراطا مع بقية العالم، وإلا فإن بقية العالم سوف يغزو أوروبا". ثم عاد فاعتذر عن تلك التصريحات بعد تلقيه انتقادات واسعة من دول بينها الإمارات وقد زعم أنه قد أسيء فهمه وأن كلامه قد أُخرج عن سياقه في أوساط الإعلاميين.

 

تكشف هذه التصريحات عن حقيقة الشخصية الأوروبية؛ الرفاهية في أوروبا والاستعمار لباقي العالم. أما شعارهم عن السلام والاستقرار فكانت غايته وقف الحروب العالمية التي جرت بين دول أوروبا في الحربين العالميتين الأولى والثانية. أما باقي العالم فله المدفع والصاروخ، والإفساد ونهب الثروات!

 

منذ نشأته والاتحاد الأوروبي يعاني من أزمات التنازع والانقسام بين شعوبه، وأولها أنه اتحاد وليس وحدة واحدة، ما يضطره إلى أن يتعامل بشكل مستمر مع عناد هويات الشعوب؛ ولذلك لم تستطع دولة ما أن تتزعم قيادة هذا الاتحاد خلال تاريخه، بل كلما حاولت دولة انتزاع قيادته ظهر التنازع الذي يكشف هشاشته، وخروج بريطانيا منه عام 2020 ما هو إلا أحد مظاهر هشاشته. والآن تخيم أجواء الرعب والخوف على شعوب القارة الأوروبية، حيث يواجهون مثل غيرهم ارتفاعاً جنونياً في أسعار النفط والغاز بعد إغلاق خطي السيل الشمالي 1 و2، ووقف تدفق الغاز المسال من روسيا، ما تسبب بإغلاق أفران الخبز واحترازات اقتصادية تقشفية على مستوى الأفراد تجهيزا لما يحمله الشتاء القادم من تكاليف التدفئة المرتفعة.

 

نعم هذه الأجواء مرعبة لشعوب أثقلت كاهل جدودها حربان عالميتان فيما ابتعدت أجيالها الحالية عن القتال وعن التفكير فيه واستعاضت عنه بالاستمتاع بالحياة وملذاتها، وكذلك هي مرعبة لشعوب باتت تشعر أن الفقر يدق بابها بشكل جماعي.

 

كما تبين خلال ظهور وباء كورونا عام 2020م أن أوروبا "الحديقة" أصبحت خاوية على عروشها وإذ بالحديقة تتحول إلى حظائر، وكل حظيرة تديرها دولة وطنية من دول الاتحاد وتتخذ من الاحترازات الصحية ذريعة لإغلاق حدودها مع جيرانها، ما منع المساعدات الطبية من التنقل بحرية، فظهرت حقيقة ما يسمى وحدة الشعوب الأوروبية.

 

إن النفاق الغربي الذي ظهر في مواقف أوروبا مؤخرا لا مثيل له، فهو يكشف حقيقة المبدأ الرأسمالي الذي تحمله تلك الدول، والذي تنقلب فيه المواقف بتبدل المصالح والمنافع. إذ لا يعرف هذا المبدأ قيمة غير القيمة المادية فلا يقيم اعتبارا للقيم الإنسانية أو الخلقية أو الروحية. ومن الأدلة على ذلك الملفات الاقتصادية التي تربط هذه الدول بإيران حتى قبل وباء كورونا. فلغة الأموال وسيولة أو سهولة الوصول إلى الموارد والمواد الخام هي لغة ودين الدول الرأسمالية، كما تبين في صفقات بيع طائرات أوروبية إلى إيران.

 

أيضا ظهرت في السنوات الأخيرة مشاكل في الاتحاد الأوروبي متعلقة بالثقافة المنبثقة عن المبدأ الذي تعتنقه دول هذا الاتحاد، ما جعلها بحاجة إلى استحداث سياسة اندماج إقصائية، تستهدف المسلمين خاصة في محاولة لإخضاعهم إلى منظومة القيم الغربية بدل محاولة التعايش معهم دون التدخل في خصوصياتهم العقدية والسلوكية.

 

وبذلك لم تعد للـ"حديقة" مثلٌ عليا تحافظ عليها وتتغنى بها كالمحافظة على التنوع واستيعاب الجميع، بل هذه القيم تظهر حينا وتختفي فجأة متى اقتضت الحاجة!

 

أيها المسلمون:

 

إن جوزيف بوريل ليس مسؤولا أوروبيا عاديا وإنما هو مسؤول السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي، ما يجعل تصريحاته تعبر عن وجهة نظر جميع مسؤولي أوروبا، بل وجهة نظر الغرب تجاه العالم وفي مقدمته بلاد المسلمين؛ نظرة استعمارية مستعدة أن تحرق ما تراه "غابة" طالما أن ذلك يخدم مصالحها. فلا بد لكم من الإسراع في إعادة الخلافة، فجيوش الخلافة وحدها كانت الدرع الواقي في وجه أطماع أوروبا وحملاتها الصليبية المتوالية. قال تعالى: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.

 

أما جوزيف بوريل ومن خلفه من حكام أوروبا فنخاطبهم بقول الله تعالى: ﴿فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً﴾.

 

المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
www.hizb-ut-tahrir.info
فاكس: 009611307594
E-Mail:  عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

آخر الإضافات