ارشيف ولاية العراق
بسم الله الرحمن الرحيم

{لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَِقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ. إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ. فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

 

بمزيد من الحزن والأسى، ينعى حـزب التحريـر في العراق اثنين من شبابه:
(عدي عبد الكريم)، و(عبد السلام محمد)
اللذين اختطفتهما أمس من منزليهما في مدينة البصرة العصابات المسلحة، وعلى مرأى ومسمع من الشرطة المحلية، ووجدا مقتولين هذا اليوم الجمعة: 15/6/2007، في الطب العدلي في البصرة.
إنّ أحداث الفتنة التي تجددت هذه الأيام على اثر التفجير الثاني لمرقد الإمامين العسكريين رضي الله عنهما، والذي وقع بعـد زيارة نغروبونتي الأخيرة إلى العـراق، هذا المسـخ المعـروف بمسـؤوليته عن الأعمال الدموية وفرق الموت أينما حلّ، ما كانت لتحدث لولا تهاون السلطات وسكوتها، بل ومشاركتها في إشاعة الفوضى والقتل، فكلما أعلنت الحكومة عن خطة أمنية زاد الوضع سوءاً، وكثرت عصابات القتل وازدادت التفجيرات.

أيها المسلمون:
إنّ الكافر المحتل وأتباعه وأذنابه هم وراء كل أعمال القتل والتخريب وإثارة الفتن بشكل مباشر أو غير مباشر، فحذارِ من الانجرار وراءهم، واسمعوا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، واحذروا أن تنساقوا وراء أهداف الكافر المحتل في إثارة الفتنة وبثِّ سموم الفرقة، واعلموا أنّ المساجد هي بيوت الله فحافظوا عليها وتذكروا قول المولى تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

إنّ حزب التحرير رغم ما عاناه ولمّا يزل، من الحكام وغيرهم، وفي مختلف البلدان، فلن يتخذ غير طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، القائمة على الصراع الفكري والكفاح السياسي، سبيلاً للوصل إلى مبتغاه: استئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فلن ينزلق وراء الفتنة الطائفية، ولن يلجأ إلى الأساليب المادية مهما أصابه من بأس، ولن يداهن الحّكام، ولن يشترك في العملية السياسية التي يقودها الكافر المحتل، فلا مساومة في دين الله، ولا نزيد غير أن نقول: حسبنا الله فيما أصابنا.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

 

30/جمادى الأولى/1428هـ
 
حزب التحرير
 
2007/06/15م
 
ولاية العراق

 

 
 
بسم الله الرحمن الرحيم

مجلس الحكم في العراق يعمل على تكريس الاحتلال وتقسيم العراق

 

قبل بضعة أيام ودون ترتيب مسبق غادر الحاكم الأمريكي (بول بريمر) العراق، ألغى ارتباطاته المسبقة، متوجهاً إلى البيت الأبيض.  حيث عقد عدة اجتماعات مع كبار قادة الولايات المتحدة، بما فيهم الرئيس الأمريكي (جورج بوش) نفسه.  وقد سبق هذه الزيارة ورافقها تصريحات بعض كبار المسؤولين، تتعلق بسوء أداء مجلس الحكم العراقي، مثل: إن الإدارة الأمريكية تشعر بالإحباط من عمل المجلس، وأن أعضاء المجلس لا يهتمون إلا بأمورهم الخاصة.
وعندما عاد (بريمر) يوم الجمعة 14/11/2003م، دعا مجلس الحكم للاجتماع به عاجلاً.  فحضر عدد من الأعضاء ممن بقي داخل العراق، حيث يقيم بعضهم خارج العراق أكثر مما يقيم داخله.  وقد أبلغهم سيّدهم الأمريكي خطة حكومته الجديدة لإدارة العراق.  وبعد أن تلا عليهم أوامره، خرج رئيس المجلس (جلال طالباني) ، في مؤتمر صحفي يعلن فيه ما تمَّ الاتفاق عليه بينه (بوصفه رئيس المجلس) وبين بريمر (بوصفه رئيس سلطة الاحتلال) ، جاء فيه: “التزاماً بالثوابت الوطنية للشعب العراقي، واتساقاً مع ما سعى إليه مجلس الحكم منذ تشكيله، ومن أجل الإسراع في استعادة سيادة العراق واستقلاله، فقد قرر مجلس الحكم اتخاذ الإجراءات التالية:
1 -  صياغة قانون لإدارة الدولة للفترة الانتقالية قبل نهاية شباط 2004م، يتضمن إجراءاتٍ لانتخاب مجلس انتقالي ليستكمل انتخابه قبل نهاية أيار 2004م، ويُعبر هذا القانون عن مبادئ يوجد عليها اتفاق عام في الشعب العراقي وهي:
أ -  احترام حقوق الإنسان واحترام الحريات الأساسية بما فيها حرية العقيدة، والممارسة الدينية، والمساواة بين جميع المواطنين.
ب -  تأكيد الفصل بين السلطات الثلاث.
ج -  إدخال درجة من اللامركزية في إدارة المحافظات مع مراعاة الوضع الراهن في كردستان حالياً.
د -  إقرار مبدأ السيطرة المدنية على قوى الأمن والجيش.
ح -  إقامة نظام ديموقراطي فدرالي تعددي موحد يحترم الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي، مع ضمان حقوق الأديان والطوائف الأخرى.
يتضمن هذا القانون جدولاً زمنياً لكتابة الدستور الدائم بواسطة مجلس منتخب مباشرةً من الشعب العراقي، وانتخاب حكومة جديدة طبقاً لأحكام الدستور الجديد قبل نهاية عام 2005م.
2 -  يتولى المجلس الانتقالي انتخاب حكومة عراقية مؤقتة قبل نهاية حزيران 2004م، تمارس السلطة السياسية وتكون ذات سيادة ومعترفاً بها دولياً، وبتسليمها السلطة تنتهي حالة الاحتلال وتُحلُّ حينئذٍ سلطة الائتلاف وينتهي دور مجلس الحكم.
3 -  يستمر عمل مجلس الحكم الانتقالي والحكومة الجديدة المنبثقة منه لحين إقرار الدستور الدائم، وتُنقل السلطة إلى حكومة منتخبة وفقاً لأحكامه.
إن حزب التحرير، (وهو حزب سياسي تبنى الإسلام فكرةً وطريقةً) ، قد أخذ على عاتقه فضح المؤامرات والمتآمرين، وكشف الخطط السياسية للدول الاستعمارية، وتنبيه الأمة لما يُحاك لها من قبل أعدائها وعملائهم، يبين للأمة الإسلامية بعامة وللمسلمين في العراق بخاصة، أن هذه الخطة الإجرامية التي أملاها المحتل على صنيعته (مجلس الحكم) ، ليست سوى محاولة مكشوفة لتكريس الاحتلال والعمل على تقسيم العراق، وإضفاء الشرعية على جريمته هذه بأيدي بعض أبناء العراق وإمضائهم.
إن مجلس الحكم بقراراته هذه إنما يمارس أحط أنواع التدليس السياسي على المسلمين، وذلك أن البند (2) الذي ينص على أن يتولى المجلس الانتقالي انتخاب حكومة ذات سيادة ومعترفاً بها دولياً، وإنهاء حالة الاحتلال، لا تعني من قريب أو بعيد خروج المحتل، بل تعني بقاءه واستمرار احتلاله ووجوده العسكري، بموافقة أهل العراق لا بموافقة مجلس الأمن؛ لأن وجود القوات العسكرية المحتلة بموافقة أهل البلاد ورغبتهم، لا توصف بالاحتلال وإنما توصف بوصف آخر، كالتعاون العسكري، أو الدفاع المشترك.
وأما ما قاله الطالباني - رداً على سؤال عن مصير قوات التحالف -: “إذا احتجتم لهم فسوف نطلب منهم البقاء، وإذا رأيتم أن يخرجوا فسنقول لهم وداعاً أيها الأصدقاء، شكراً لكم على مساعدتكم للشعب العراقي” ، فهو كذب صُراح وتلبيس على بسطاء الناس لا على السياسيين الواعين.  فقوات التحالف بقيادة أمريكا لَم تأت لمساعدة الشعب العراقي..!!، بل جاءت لأسباب أخرى لا تمت من قريب ولا من بعيد لمساعدة الشعب العراقي، ولَم تأتِ بطلب من (الطالباني) وأمثاله، وإنما كان هو وأمثاله مطايا لها حين قدومها، وخروجها لا يتوقف على طلبه ولا على طلب مجلس الحكم الهزيل الذي يرأسه.  ويؤكد ذلك ويقطع به تصريحات المسؤولين الأمريكان أنفسهم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي نفسه حيث قال: “إن قواتنا ستبقى في العراق حتى تقام فيه ديموقراطية ونظام حكم مستقر” ، وما أعلنه وزير دفاعه (دونالد رامسفيلد) يوم 16/11/2003م، أثناء تفقده القوات الأمريكية بجزيرة (أوكيناوا) في اليابان حيث قال: “إن الولايات المتحدة لن تنسحب من العراق في المستقبل القريب، وإن الإجراءات السياسية التي تجري في العراق، تتعلق بطريقة حكم العراق ولا علاقة لها بالجانب العسكري، ولا انتشار القوات العسكرية”، ويؤكده أيضاً ما صرح به (بول بريمر) لإحدى قنوات التلفزة الأمريكية، بعد انتهاء اجتماعه مع مجلس الحكم حيث قال: “إن القوات الأمريكية ستبقى في العراق وستطلب من الحكومة العراقية القادمة الموافقة على بقائها” .
إن المؤامرة على العـراق بخاصة وعلى المسلمين بعامة لَم تنته بعد، بل لا زالت في مراحلها الأولى، وإن أمريكا لا تنوي الخروج من العـراق في المستقبل المنظور، وقد بدأت بالتدخل في العـراق لتمتد منه على بقية أقطار المسـلمين في المنطقة، وهذا ما يصـرح به قادتها وزعماؤها باستمرار، ولو كانت تقصد حقيقةً إعطاء السيادة للعراق ولحكومته، لبدأت بسـحب قواتها منه، ذلك أن خروج القوة العسكرية هو أول خطوة في إعادة السيادة لأهلها، أما بقاؤها وهيمنتها على جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية، فذلك أبعد ما يكون عن إعادة السيادة لأهلها، فلا جيش في العراق الآن، والجيش ركن أساسي من أركان السيادة، ولا وزارة دفاع، ولا وزارة إعلام، ولا مجلس أمة، ولا دستور، ولا يوجد فيه أي مظهر من مظاهر السيادة، فالعراق بلد محتل، وكل مقدَّراته بيد الاحتلال، وكل قراراته السياسية إنما يصدرها الاحتلال، إما بشكل مباشر أو غير مباشـر عن طريق عملائه الذين نصبهم مجلس حكم وحكومة لا حول لهم ولا قوة، ولا يملكون من أمر أنفسهم ولا غيرهم شيئاً.
إن الخطة الأمريكية الجديدة في العـراق، هي إجراء انتخـابات وتعيين حكومة، تتولى نيابة عن أهل العراق، توقيع صك بالموافقة على بقاء قوات الاحتلال، حتى تُعطى الصفة الشرعية، كونها موجودةً بموافقة أهل البلد وطلبهم، وهذا سيُبعد الدول الأخرى ومجلس الأمن عن التدخل في الشأن العراقي، ويجعل أمريكا المتصرف الوحيد بكل شـؤون العراق.  وسـتسـتبدل بالمجلس المعين وحكومته، مجلساً وحكومةً منتخبين صورياً، حتى يسبغ على الاحتلال صفة الشرعية؛ لأن الذي أقر بقاءه ووجوده هو حكومة العراق الشرعية المنتخبة..!!، وسيوضع للعراق دستور جديد بإشراف الاحتلال تكرس فيه الفرقة وتمزيق الدولة بحجة الفدرالية، وستشتعل نيران الطائفية، وينشغل المسلمون ببعضهم بدل انشغالهم بإخراج الاحتلال.
إن هذه الخطة هي من أفظع الأعمال السياسية على مستقبل العراق ومسلمي العراق، وعلى كل مسلم غيور أن يعمل جاهداً على استئصالها، وأن لا يشارك في الانتخابات، ولا يكون عضواً في أي مجلس أو حكومة طالما بقي جندي واحد من جنود الاحتلال، وإن فعل ذلك فهو آثم مستحق لعذاب الله تعالى.
إن الذي دعا (جورج بوش) وحكومته لإعلان خطتهم الجديدة، هو اشتداد المقاومة العراقية واتساع فعاليتها كماً ونوعاً ومكاناً، يوماً بعد يوم، وهذا ما أشعره وحكومته بالخوف من مصير كمصير والده في الانتخابات الرئاسية القادمة.  سيما وأن الإعداد لها قد بدأ، وتشير استطلاعات الرأي العام الأمريكي إلى هبوط قياسي في شعبيته، حيث إن أكثر من نصف الشعب الأمريكي غير راضٍ عن إدارته، وغير مقتنع بالأسباب التي ساقها لتبرير عدوانه على العراق.  وقد تناقلت وكالات الأنباء ما مفاده أن: المخابرات المركزية سلمت للرئيس الأمريكي تقريراً عن تعاظم التعاطف الشعبي مع المقاومة، وتعاظم الغضب عند العراقيين بشكل عام على الانفلات الأمني المروع، وسوء الأوضاع الاقتصادية، وتردي الخدمات الأساسية رغم مرور أشهر عديدة على الاحتلال.
إن الإدارة الأمريكية وهي بحاجة إلى نصر ترفع به شعبية رئيسها لَم تجد خيراً من طالباني ومجلس الحكم لتعلن من خلالهما عن نصر سياسي مدوٍّ في العراق، وأنَّ العراق قد بدأ أولى خطوات السير في الطريق الديموقراطي والاستقرار الأمني، علَّ ذلك يرفع من شعبيته بعد تردي الروح المعنوية لقواته في العراق، وازدياد عدد الجنود العائدين إلى بلادهم في النعوش.
إن الأمة الإسلامية -والعراق جزء منها- تتطلع إلى وحدتها في دولة خـلافة إسلامية راشدة على منهاج النبوة، لا في زيادة تمزيقها تحت مسميات الفدرالية واللامركزية، وأن المسلمين في العراق أكراداً وعرباً وتركماناً، سنةً وشيعةً، يرفضون الاحتلال، ويرفضون كل مجلس وحكومة يتم نصبها تحت حِراب الاحتلال، ولا يُقرُّون لمجلس الحكم هذا أو غيره من المجالس بأية شرعية، ويعتبرون ما يصدر من قرارات واتفاقيات في ظل الاحتلال باطلة ولا قيمة لها وغير ملزمة لهم.  ويذكِّرون طالباني وغيره من أزلام المجلس، أن الاحتلال يخرجه المخلصون الغيارى على دينهم وأمتهم، وهم الفائزون بنصر الله تعالى في الدنيا، ورضوانه في الآخرة، وأما الخونة المتآمرون، فلهم ساعة حساب عسير في الدنيا وعذاب مقيم في الآخرة.
{كتب الله لأغلبنَّ أنا ورسُلي إن اللّه لقويٌّ عزيز}

 

24 من شهر رمضان 1424هـ
 
حزب التحرير
 
2003/11/18م
 
ولايـة العـراق

 

 
 
بسم الله الرحمن الرحيم

{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا
وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}

 

ينعى شباب حزب التحرير في العراق فقيدهم:

(نـذيـر فيصل خـزعل)

والذي اختطف من قبل إحدى العصابات المسلحة، يوم الجمعة: 19/10/2007، في مدينة البصرة، وذلك أثناء مشاركته في لعبة كرة قدم في ملعب المحلة أمام داره بمنطقة ( المعقل ـ خمسة ميل ) ووجد مقتولاً يوم السبت: 20/10/2007، في دائرة الطب العدلي، وعليه آثار التعذيب والإطلاقات النارية.

أيها المسلمون في العراق:
إن قوات الاحتلال البريطاني عندما انسحبت من البصرة تركت وراءها فتيل نار يتفجر في كل وقت، فالعصابات المسلحة تجوب الشوارع ليل نهار، وليس من رادع يردعها، وقتل الأبرياء أصبح عادة تمارسها هذه العصابات متذرعة بشتى الحجج، ورغم تذمر الأهالي واحتجاجهم على هذه الأعمال فليس هناك من يجيبهم، فأحزاب السلطة منغمسون في اقتسام [ الغنائم ] وكأن العراق ضيعة لا مالك لها يأخذ منها من يملك القوة والسلاح!.

أيها المسلمون:
إن غياب الراعي الذي يرعى شؤون الناس على أساس الإسلام هو سبب كل مصائب المسلمين في شتى بقاء الأرض، ولن يهدأ بال المسلمين ولن ينعموا بالعدل إلا في ظل من يرعى شؤونهم بأحكام الإسلام، ألا وهو خليفة المسلين الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الإمام جنة يقاتل من ورائـه ويتقى به)).

اللهم فرج عنا كربتنا وافتح علينا أبواب رحمتك بإمام عادل يعز به الإسلام وأهله ويُذل به الكفر وأهله، ولا نقول إلا ما يرضي الرب:

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

 

10/شوّال/1428هـ
 
حزب التحرير
 
2007/10/27م
 
ولاية العراق

 

 
 
بسم الله الرحمن الرحيم

ولاية العراق: نعي الحاج محمد أمجد الشرفاني

 

ببالغ الحزن ينعى حزب التحرير/ ولاية العراق، أحد شبابه:
الحاج محمد أمجد الشرفاني
الذي كان من العاملين المخلصين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، نحسبه ولا نزكي على الله أحداً، تغمده الله تعالى بوافر رحمته، وألهم ذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنّا إليه راجعون.

 

06 شوّال 1434هـ
 
حزب التحرير
 
2013/08/13م
 
ولاية العراق

 

 
 
بسم الله الرحمن الرحيم

يا أهْلَ العرَاق:
أَتَاكُمْ رَمَضَانُ .. فأَقْبلُوا عَليْه

 

أَتَاكُمْ رَمَضَانُ .. شهر فرض الله علينا فيه الصيام، وندب إلينا القيام، وجعل أجر الفرض بسبعين، وأجر النافلة كالفرض. أَتَاكُمْ رَمَضَانُ .. شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النّار، وفيه ليلة هي خيرٌ من ألف شهر. أَتَاكُمْ رَمَضَانُ .. شهر فيه الفرقان، يوم نصر الله فيه جمع المؤمنين على جموع الكفار والمشركين. أَتَاكُمْ رَمَضَانُ .. شهر تُصفّد فيه الشياطين، فهلا صفّد المسلمون أنفسهم بتقوى الله وطاعته، عن معصيته ومخالفة أوامره؟ أَتَاكُمْ رَمَضَانُ .. وأنتم تعيشون أسوأ أيّامكم في ظل هذا الاحتلال البغيض. تعيشون الفرقة والشتات، وتدهوراً في كافة نواحي الحياة وخاصة الأمنية منها.. فهلا أصغيتم آذاناً ، وفتّحتم عقولكم وقلوبكم .. لما نقول ؟!.


أيها المسلمون في العراق:
مُنذ أن جاء المحتلون إلى بلدنا هذا، وهم يعزفون على أوتار الطائفية المقيتة، حاولوا جاهدين زرع بذور الفتنة والشقاق بين المسلمين من أبناء هذا البلد، لكنهم باؤوا بالخيبة والخسران. ثمَّ عمدوا إلى صناعة ما يسمى بفرق الموت، فتقتل هنا وتذبح هناك، فلم يفلحوا وانكشف أمرهم للقاصي والداني، للعالم والجاهل. ولكنّ شيطانهم اللعين تفتق عن عملية تفجير مرقد الإمامين العسكريين رضي الله عنهم ، ثمَّ خرج ساستهم على الفضائيات ليقولوا: ” إذا نشبت الحرب الأهلية في العراق، فإنّ القوات الأميركية لن تتدخل ” ؛ ليعطوا بذلك الضوء الأخضر لمن باع نفسه للشيطان ليوجه سلاحه إلى إخوته من أبناء جلدته الذين يرزحون، ومنذ عقود، تحت وطأة جراحات لم يزدها الإحتلال إلا عمقاً.

ليكن في قناعة كل مسلم، أنّ ما نحن فيه من بلاء وفتنة، إنّما هو من صنع أعداء الله من الكفار والمنافقين، وكلّنا يعرف ما فعله اليهود ـ لعنهم الله ـ ليوقعوا بين الأوس والخزرج حتى تواعدوا على القتال، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((أ بدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم))، وفي حادثة أخرى قال: ((ما بال دعوى الجاهلية ... دعوها فإنها منتنة)). 


لقد حرّم الله تعالى قتل النفس بغير حق، وجعل عقوبة القاتل خلوداً في النار: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}. ولم يَزَلْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر من انتهاك حرمة المسلم، فقال: ((كلُّ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه))، وقال: ((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)). وفي حجة الوداع حذّر المسلمين من الاقتتال فيما بينهم فقال: ((لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)). بل عندما أراد رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قتل أحد المنافقين قال: ((دعه ، لا يتحدث الناس إنّ محمداً يقتل أصحابه)). فالعجب كلّ العجب ممن يقتل على الهوية، ينظر فيها ليرى هل هو من طائفة كذا ، أو كذا، ولا يقرأ فيها: ” الديانة: مسلم ” !!.


انظروا إلى حالكم، بالأمس .. كنتم توجهون سهامكم إلى صدور الكافر المحتل، عدوّ الله وعدوّكم. واليوم يوجّه بعضكم سهامه إلى صدور البعض الآخر !!. نسيتم وصية الله لنا ونعمته علينا، {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.

أيها المسلمون في العراق:
إنّ الكافر المستعمر لمّا يزل يُعدُّ طبخة كبيرة، فبعد أن جاء بمَنْ هم الآن في الحكم، وجعلهم أدوات لتحقيق أهدافه، راح يعدُّ ويمني، فانطلت اللعبة حتى على بعض المخلصين ـ نحسبهم ولا نزكيهم على الله ـ  فانخرطوا فيما يسمى بالعملية السياسية، ظنّاً منهم أنهم سيحققون شيئا لهذا البلد وأهله، ولكنّ الشيطان لا يعدُ ولا يمنّي إلا غروراً، {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }.


وهكذا .. بعد أن تمكن الكافر المحتل من تأجيج سُعار نار الفتنة الطائفية، أصبح اليوم هو المنقذ والمخلص وصمّام الأمان للبلاد والعباد !!.

وحقيقة الأمر أنّ كلّ ما يعانيه المسلمون في العراق، وغيره من بلاد المسلمين، إنّما هو من صنع الكافر المستعمر وبتخطيطه وتدبيره، وإن اختلفت يد التنفيذ. لكي يمهد الطريق لربائبه الذين يريدهم بديلاً لمن جاء بهم بعد الاحتلال، ومن استدرجهم إلى العملية السياسية.


اسمعوا إلى قول المولى عزّ وجلّ: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} ، ونتيجة اتباعهم : {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ }، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ}، فهذا ما سيحصل إن استمر السير في ركب الكافر المحتل: لن يكون لنا من ولي ولا نصير، ولن نجني سوى الخسران المبين في الدنيا قبل الآخرة، والواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية يصدق ذلك.

أيها المسلمون في العراق:
إنّ الحلّ الصحيح والوحيد لما نحن فيه، على صعوبته كما يتصور البعض، هو سهل ميسور لمن شرح الله صدره، وأنار بصره وبصيرته، يتلخص في أمرين:

الأول: أنّ نعمل جادين مخلصين، متحدين متآلفين، يداً واحدة، لإخراج الكافر المحتل من بلادنا، بكافة صوره وأشكاله، وأسمائه ومسمياته.

والثاني: أنّ نبايع رجلاً مسلماً عدلاً كُفؤاً ؛ ليحكمنا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، في ظلّ دولة الخلافة، التي تُوحد الأمة الإسلامية وتجمعها تحت راية: لا إله إلا الله ، محمد رسول الله.

وهذا رمضان، فرصة عظيمة وكبيرة لنا جميعاً، سواء أكنّا أفراداً أم جماعات وأحزاباً، قادة أم مقودين، مراجع أم مقلدين ... ، لنراجع أنفسنا، ما قدمّنا وما أخّرنا، وماذا أعددنا ليوم قال عنه سبحانه وتعالى:

{وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}

 

29 شعبان 1427هـ
 
حـزب التحريـر
 
2006/09/22م
 
ولاية العراق

 

 

آخر الإضافات