بسم الله الرحمن الرحيم

لا تقعوا أيها المسلمون في شَرَكِ مجلس الحكم الخياني في العراق

 

 

أيها المسلمون في العراق:
إن لعبةً خطيرةً يقوم بها المحتلون الأميركان والإنجليز في العراق.  لقد شكلوا مجلس حكم بطريقة مقصودٍ منها إثارة الشقاق في العراق، وأوعزوا لعملائهم أن يوغروا صدور أهل العراق على بعضهم، فهؤلاء يزايدون على أولئك، وأولئك يردون، وآخرون يحتلون لإخوانهم دائرةً هنا أو مصلحةً هناك، والكفار المحتلون يطيرون فرحاً بذلك.
أيها المسلمون:
لقد سبق أن ناشدناكم أن تكونوا كما سماكم الله {المسلمين} إخوةً متحابين، تحاربون أعداء الله ورسوله، لا أن تتنازعوا فيما بينكم، هذا سني وهذا شيعي.  ولقد سبق أن بيّنّا لكم أنَ القضية ليست مجلس حكم بليمر ولا دستوره، بل القضية إزالة الاحتلال، والوقوفُ في وجهه وقفةً يحبها الله ورسوله.
إن اشتغالكم في مناصب مجلس الحكم الهزيل العميل الذي لا يقطع أمراً، صغر أم كبر، إلا بأمر الحاكم الأميركي المحتل، إن اشتغالكم هذا هو نجاح للكفار المحتلين حيث يشغلونكم ببعضكم بدل أن تواجهوهم مواجهة رجل واحد.  أعلنوها صارخةً مدويةً في وجه أميركا وبريطانيا: أن لا مجلس خائناً عميلاً، ولا شقاق واقعاً بين سني وشيعي، بل إنه قضاء على الاحتلال وإزالةُ آثاره، وحكمٌ إسلامي راشد قائم على سواعد المسلمين.
إن ما نصبه الكفار المحتلون من شَرَكٍ لكم لتتقاسموا مناصب خائنةً خائبةً في مجلس عميل، وإعداد دستور باختياركم أو بغير اختياركم، وإعلان فريق مظلوم في العهد السابق وفريق متسلط غير مظلوم لتنازعوا بينكم، في الوقت الذي كان فيه النظام السابق ظالماً لكم جميعاً إلا قلةً من الزبانية الذين سقطوا معه، كل ذلك سيكون مقتلاً لكم إن وقعتم في الشَّرَكِ، وسيكون نجاةً لكم إن تنبهتم له ورددتموه على صانعيه سُمّاً ناقعاً، وطرداً لهم من العراق شَرَّ طرْد.
إن الذين يسارعون لتنفيذ مخططات أميركا وبريطانيا في العراق بأن يتولوا هؤلاء المحتلين ظناً منهم أن احتلالهم للعراق سيدوم هم واهمون خاسرون في الدنيا والآخرة {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين}.
أيها المسلمون:
إن حزب التحرير في العراق يدعوكم أن لا تقعوا في حبائل الكفار ومؤامراتهم، فلا تنخدعوا بمهزلة مجلس الحكم الذي أنشأه الكفار المحتلون، فهو ساقط هزيل عميل، لا تستأهل مناصبه أن تتنازعوا عليها، فتقولوا أولئك أكثر أو أقل.  فالمجلس لا يملك نفسه، لا سيادة له ولا سلطان حتى على مقر اجتماعه، فبليمر هو قائده ورائده، فانبذوه نبذ النواة، وانقضوا بنيانه فوق أهله وفوق من بناه، ولا ينقضَّ بعضكم على بعض أو على مصالح بعض، وتتركوا الكفار المحتلين يسرحون ويمرحون في العراق العظيم.  فإن تمكين الكفار من المسلمين وبلادهم جريمة كبرى في الإسلام {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً}.  كونوا صفاً واحداً، عباد الله إخواناً، ولا تقعوا في شَرَكِ الكفار المحتلين العاملين على فُرْقتكم وتناحركم.
إن حزب التحرير في العراق يكرر الدعوة والنداء، فهل أنتم مـجيبون؟

 

19 من جُمادى الأولى 1424هـ
 
حزب التحرير
 
2003/07/19م
 
ولاية العراق