بسم الله الرحمن الرحيم

{لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَِقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ. إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ. فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

 

بمزيد من الحزن والأسى، ينعى حـزب التحريـر في العراق اثنين من شبابه:
(عدي عبد الكريم)، و(عبد السلام محمد)
اللذين اختطفتهما أمس من منزليهما في مدينة البصرة العصابات المسلحة، وعلى مرأى ومسمع من الشرطة المحلية، ووجدا مقتولين هذا اليوم الجمعة: 15/6/2007، في الطب العدلي في البصرة.
إنّ أحداث الفتنة التي تجددت هذه الأيام على اثر التفجير الثاني لمرقد الإمامين العسكريين رضي الله عنهما، والذي وقع بعـد زيارة نغروبونتي الأخيرة إلى العـراق، هذا المسـخ المعـروف بمسـؤوليته عن الأعمال الدموية وفرق الموت أينما حلّ، ما كانت لتحدث لولا تهاون السلطات وسكوتها، بل ومشاركتها في إشاعة الفوضى والقتل، فكلما أعلنت الحكومة عن خطة أمنية زاد الوضع سوءاً، وكثرت عصابات القتل وازدادت التفجيرات.

أيها المسلمون:
إنّ الكافر المحتل وأتباعه وأذنابه هم وراء كل أعمال القتل والتخريب وإثارة الفتن بشكل مباشر أو غير مباشر، فحذارِ من الانجرار وراءهم، واسمعوا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، واحذروا أن تنساقوا وراء أهداف الكافر المحتل في إثارة الفتنة وبثِّ سموم الفرقة، واعلموا أنّ المساجد هي بيوت الله فحافظوا عليها وتذكروا قول المولى تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

إنّ حزب التحرير رغم ما عاناه ولمّا يزل، من الحكام وغيرهم، وفي مختلف البلدان، فلن يتخذ غير طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، القائمة على الصراع الفكري والكفاح السياسي، سبيلاً للوصل إلى مبتغاه: استئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فلن ينزلق وراء الفتنة الطائفية، ولن يلجأ إلى الأساليب المادية مهما أصابه من بأس، ولن يداهن الحّكام، ولن يشترك في العملية السياسية التي يقودها الكافر المحتل، فلا مساومة في دين الله، ولا نزيد غير أن نقول: حسبنا الله فيما أصابنا.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

 

30/جمادى الأولى/1428هـ
 
حزب التحرير
 
2007/06/15م
 
ولاية العراق