بسم الله الرحمن الرحيم

اتْفاقيةُ تسْليم العراق للكافر المحتل خِيانةٌ عُظْمَى

 

منذ التوقيع على ما يسمى بـ[ وثيقة إعلان المبادئ ] أواخر العام الماضي بين الرئيس الأمريكي (بوش) ورئيس الوزراء العراقي (المالكي) ، وأزلام حكومة الاحتلال لا ينفكون يخرجون على الناس كل يوم بتصريحات أو تلميحات غامضة لا تجلي حقيقة ما يجري خلف الكواليس بشأن هذه الاتفاقية [ طويلة الأمد ] بين العراق المغلوب على أمره، وأمريكا المحتلة التي تسعى جاهدة لتكون لها اليد الطولى في مجال السياسة والاقتصاد والثقافة في بلاد الرافدين, وليصبح العراق محمية تابعة لها، فلا استقلال, ولا سيادة على أرض العراق وسمائه ومياهه, إلا بمقدار ما تسمح به أمريكا!


أيها المسلمون:
أنّ الشمس لا تغطى بغربال, والحقائق لا يمكن طمسها إلى الأبد، فما يبديه حكام البلاد من حرص على السيادة (المعدومة) ، والتباكي على حفظ ثروات البلاد (المنهوبة) ، وما زعموه من خطوط حمراء، كل ذلك وأمثاله ما هو إلا تضليل ومناورة لامتصاص النقمة الشعبية المتصاعدة ضد المحتل وأذنابه الذين خانوا الله ورسوله والمؤمنين، وباعوا البلاد والعباد بعرض من الدنيا قليل، بل حتى دون عرض! فعلى الرغم من التكتيم الإعلامي على مسودة الاتفاقية، فقد أزكمت رائحتها الأنوف، والقليل الذي تسرب منها لا يخدم إلا المحتل, ومنها:

1- إقامة عدد من القواعد أو المعسكرات الدائمة.
2- إعطاء الحصانة لجنود الاحتلال والعاملين في الشركات الأمنية وعدم مساءلتهم أمام القانون العراقي.
3- إدخال وإخراج القوات واستخدامها في عمليات داخل وخارج العراق دون أذن من الحكومة العراقية.
4- السيطرة على أجواء العراق تحت مستوى 30 ألف قدم.
5- إعطاء الأولوية للشركات الأمريكية في حملة إعادة الأعمار.
6-حق التصرف بمنابع النفط الجديدة لصالح الشركات الأمريكية.
7- الحفاظ على النظام الديمقراطي من أي تهديد داخلي أو خارجي.
وغيرها من البنود المذلة لأهل العراق المسلمين الذين يشهدون:  ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ).


أيها المسلمون:
لا يخدعنّكم معسول كلام عملاء الاحتلال وربائبه، الذين نسوا، بل تناسوا قول الله تعالى:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ  ، فإنّ اتباع منهج الكفار وتبني أفكارهم في الحياة، واتخاذهم أصدقاء وأنصاراً, وعقد الاتفاقيات والمعاهدات معهم, هو الذي جرَّ على الأمة الويلات وأفقدها مكانتها بين الأمم.

وعليه, فإنّ حزب التحرير/ولاية العراق يدعو المسلمين في العراق إلى رفض هذه الاتفاقية التي ستكبل العراق بقيود الاحتلال، وتجعل أرضه مستباحة بأفكار المحتل وعقيدته القائمة على فصل الدين عن الحياة, وتربط اقتصاد البلاد بمصالح أمريكا المحتلة, فضلاً عن استخدام أرض العراق ومياهه وسمائه لتهديد المسلمين في البلاد الأخرى، فالواجب الشرعي يدعوكم أيها المسلمون لرفض مشاريع الكافر المحتل كلها, واتخاذ كل وسيلة ارشد إليها الشرع لإفشال خططه، وطرده مع إتباعه، وذلك من خلال العمل الجاد لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ستطيح بكل أحلام الكافر وأعوانه وتنشر العدل والخير، ليس للمسلمين فحسب وإنما للعالم أجمع, وما ذلك اليوم ببعيد.


{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}

 

5/جمادى الآخرة/1429هـ
 
حزب التحرير
 
2008/06/10م
 
ولاية العراق