المكاتب الاخرى

خبر صحفي

قمة الصين وآسيا الوسطى: خطوات في التوسع الاقتصادي للصين

 

 

في 18 أيار/مايو عقدت قمة "آسيا الوسطى - الصين" الأولى في مدينة شيان الصينية. وحضرها قادة تركمانستان وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبيكستان. وقد أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في هذه القمة عن خطط تنمية استراتيجية ضخمة لآسيا الوسطى من بناء البنية التحتية إلى توسيع التجارة. وقال على وجه الخصوص إنه من أجل تعزيز التعاون والتنمية في آسيا الوسطى ستخصص الصين 26 مليار يوان (3.8 مليار دولار) في شكل مساعدات مالية ومنح لهذه البلدان.

 

ويمكن تسمية هذه القمة بالشكل 5 + 1 الصيني. أما أوزبيكستان فقد تبنى الرئيس ميرزياييف خلال زيارته الرسمية برنامجا شاملا لتطوير شراكة استراتيجية بين أوزبيكستان والصين للفترة 2023-2027. وفي إطار هذا البرنامج تم توقيع عشرات الوثائق بين الجانبين تتعلق بالتجارة المتبادلة والجمارك والتعليم والطاقة والزراعة والنقل وغيرها من المجالات. أيضاً في إطار الأنشطة التجارية المشتركة تم التوصل إلى اتفاقيات بشأن تنفيذ مشاريع صناعية وتجارية واستثمارية جديدة ذات تقنية عالية في مجالات الطاقة والكيمياء والمعادن والجيولوجيا والسيارات والهندسة الكهربائية والبناء وغيرها من الصناعات (المجالات) بقيمة إجمالية أكثر من 25 مليار دولار. كما لوحظ أن حجم الاستثمارات الصينية في أوزبيكستان منذ عام 2017 بلغ 11 مليار دولار.

 

يأخذ رؤساء دول آسيا الوسطى مليارات الأموال القذرة التي وعدت بها الصين دون تفكير في العواقب ثم يضطرون بعد ذلك إلى تنفيذ معظم مطالبها. وعندما يتعلق الأمر بسداد الديون فإنهم يذهبون إلى حد التخلي ليس فقط عن الموارد الطبيعية بل حتى عن الأرض نفسها. فمثلا أعطى الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمون الصين 1.158 كيلومتراً مربعاً من الأراضي في بدخشان الجبلية الغنية بالموارد الطبيعية للصين لتتنازل عن معظم الديون! كما اضطرت قرغيزستان غير القادرة على سداد ديونها للصين إلى التخلي عن مضيق أوزونغو-كوش ذي الأهمية الاستراتيجية وهي على وشك أن تفقد جزءاً من مناجمها ومصانعها الكبيرة، وهذه ليست سوى البداية. فهل يمكن لشخص سليم العقل ولديه وعي سياسي وولاء لشعبه أن يقيم علاقات مع مثل هذا التنين النهم ويفتح له أبواب البلاد؟! بالطبع لا. فقط القادة الذين يضعون الحفاظ على عروشهم فوق مصير شعوبهم وبلادهم يمكنهم القيام بهذا العمل الدنيء. بالإضافة إلى ذلك يشهد العالم كله قمع الصين الوحشي لمسلمي الأويغور، ومع ذلك يسعى قادة آسيا الوسطى ذات الأغلبية المسلمة بمن فيهم ميرزياييف إلى تعزيز الشراكات المختلفة مع الصين. إنهم يعقدون أملا على أموال الصين القذرة من خلال مصافحة شي جين بينغ وحكومته الملحدة التي تلطخت أياديها بدماء الأويغور المسلمين، وتقبيل أفواههم وتملقهم ولو بإذلال أنفسهم. تنتظر أوزبيكستان أيضاً مساعدة الصين في حل مشاكلها الاقتصادية المتزايدة وتقليل السخط الشعبي. وإن توقع هذا من دولة مثل الصين التي تُبنى سياستها الخارجية على أساس الاستعمار الاقتصادي فقط ليس سوى حجر عثرة سياسي واقتصادي ضخم. ألا يكفي مجرد النظر إلى سياسة الديون الماكرة للصين تجاه جيراننا في طاجيكستان وقرغيزستان للاقتناع بذلك؟! من يستطيع أن يضمن أن ما حدث لهم لن يحدث لنا؟ لا أحد! ومع ذلك فإن نظام ميرزياييف لا يتعلم أي درس من هذا!

 

وعليه نقول إنه من الخطأ إقامة أي علاقة مع الصين العدو اللدود للإسلام والمسلمين. إن تأمل الخير من العدو هو انتحار، يقول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعاً﴾.

 

أيها المسلمون الأعزاء: لا مخرج ولا منجا لكم من هذا الذل والتخلف إلا بالعودة إلى الإسلام بإقامة دولتنا التي ترعى شؤوننا على أساس أحكام الإسلام، بينما الطرق الأخرى لن تجلب لنا الحياة المشرقة والهنيئة.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوزبيكستان

آخر الإضافات