فكرية

في مقال نشرته جريدة الشرق الأوسط تحت عنوان: "هل انتهى نموذج الحكم الديني؟" كتب الصحفي توفيق السيف من بلاد الحرمين متسائلا بصيغة استنكارية، ومن خلال مقالته خرج بالنتيجة التي وضعها سلفا وهي أن الخلافة أصبحت فكرة من الماضي الجميل وأن حقها الآن أن تكون في بطون الكتب، 

 

اِقرأ المزيد: الخلافة وفكرتها لم تخرج من التاريخ بل إنها ستصنع التاريخ

لقد أكرم الله سبحانه الأمة الإسلامية بالإسلام وجعله منهاج حياتها، تتوقف عليه سعادتها في الدنيا ونجاتها من عذاب الله في الآخرة وفوزها بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، فبالإسلام وحده تكمن عزتها ونهضتها وانتصارها على أعدائها، فهو منهاجها القويم وهو الصراط المستقيم وهو حبل الله المتين؛ من تمسك به والتزم بأحكامه أعزه الله ومن ابتغى العزة في غيره أذله الله.

 

اِقرأ المزيد: حمل رسالة الأمة الإسلامية ووسائل الإلهاء

 

ما فائدة الجسد الكبير الذي يفتقد رأسا يقوده ويسير شؤونه ويدبر أموره وينسق حركته ويحافظ عليه ويحميه من المخاطر والأذى التي قد تصيبه مهما كبر حجمه وطالت أطرافه وضخمت أعضاؤه؟ فالجسد بدون رأس مهما كبر يمكن لأصغر المخلوقات أن تتغلب عليه. إن من أوضح الأمثلة على ذلك الأمة الإسلامية التي يبلغ تعدادها قرابة 2 مليار نسمة ولكنها لا تخيف حتى أصغر أعدائها، والسبب أنها جسد كبير ولكنه بلا رأس، فمنذ أن غابت الخلافة التي كان يقودها خليفة واحد عن الوجود،

 

اِقرأ المزيد: جسد بلا رأس لا يرعب مهما كبر حجمه

إن من فتن هذا الزمان وقحط أيامه وسقيم أحواله وقهر رويبضاته وكيده بأهله، بَلِيَّتَنا بأقوام جاؤونا في أسماء العلماء وبأفعال أهل الجهل، إن ترى سيماهم تعُدُّهم في الناسكين وإن يقولوا تسمع منكرا من القول وزورا، حَسْبُهم من الجهل أن عَدُّوا ما ظفروا به من اطلاع على أوراق من كتب بحر الثقافة الإسلامية حَدّاً علميا وإجازة لأعلميتهم. والواحد منهم في غاية تحصيله حافظ لتلك الوريقات ضعيف الفهم سخيف التقليد، لا يعدو أن يكون جمعا من أوراق لكتاب هنا وآخر هناك، 

 

اِقرأ المزيد: السرجاني عضو الاتحاد العالمي يقتفي أثر معلمه الريسوني في صد المسلمين عن خلافة الإسلام والنكير على...

إن عقلية الانبطاح والتنازل أصبحت منهاجا ودستورا سياسيا لدى العديد من العلماء الذين يدعمون السلطان بإرادتهم بقناعة منهم، ومن جزء ليس بقليل من العلماء الذين لا يدعمونه بإرادتهم وإنما يخافون بطشه وتنكيله ويرغبون في عيشة رغيدة.

أما من يدعمون الحاكم ويحبونه ويؤازرونه فأولئك من جنده وملئه وهم يده وعينه وقدمه، وهؤلاء ليسوا بالخطيرين، أو قل إن خطرهم قليل، فهؤلاء باتوا معلومين لدى الأمة، والأمة تكرههم وتناصبهم العداء وتعتبرهم من علماء السلطان الموالين له ولأعدائها.

 

اِقرأ المزيد: علماء السلطان: التنازل بيد والدليل بالأخرى!

آخر الإضافات