خبر وتعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كلما قامت السعودية بخطوة قامت الإمارات بخطوة معاكسة

خدمة لأسيادهما في صراعهما على اليمن

 

 

الخبر:

 

الإعلان عن تأسيس "المجلس الأعلى للمقاومة" نهاية شهر تموز/يوليو 2023م في محافظة مأرب، يجمع فصائل المقاومة من محافظات شمالية وجنوبية مختلفة لمقاومة الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة.

 

التعليق:

 

كانت السعودية قد أعلنت عن تفاهمات للسلام مع الحوثيين دون إشراك حكومة رشاد العليمي فيها، وكانت هذه خطوة تقوي نفوذ الحوثيين في اليمن وتجعل السعودية في صفهم ومعترفة بهم حكومة في شمال اليمن والعاصمة صنعاء، وتجبر حكومة العليمي على القبول بالتفاوض معهم على هذا الأساس، أي على أساس أنهم ند مساوٍ لحكومته، علاوة على الإسناد الأمريكي للحوثيين في المحافل الدولية وإسناد إيران لهم عسكرياً ولوجستياً، إلا أن ذلك لم يعجب بريطانيا وأتباعها (حكومة العليمي والأحزاب الملتفة حولها) فقاموا بتحريك المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات للدخول إلى ساحل حضرموت بالمصفحات المدرعة والإعلان من هناك "أننا هنا على الأرض ومن يريد التفاوض عليه أن يأتي إلينا". وهذه الخطوة أغضبت السعودية فقامت بإنشاء مجلس حضرموت الوطني ليقول إن حضرموت مستقلة عن مشروع المجلس الانتقالي الانفصالي، ولوحت قيادات مجلس حضرموت بالتهديد بفصل حضرموت كلية بدعم سعودي، وهكذا سارت الأمور إلى أن أنشأ عملاء بريطانيا المجلس الأعلى للمقاومة في تمرد على هيمنة السعودية على الملف اليمني في الحرب والسلام مع الحوثيين.

 

وهكذا فإن أهل اليمن بين مؤيد للإمارات أو عامل للسعودية ولا يدرون أن كلتا الدولتين تعملان لحماية مصالح بريطانيا وأمريكا وتتنافسان على تثبيت النفوذ الغربي في البلاد والسيطرة على الثروة.

 

إن هكذا مشاريع ستبقي أهل اليمن تحت طاحونة الاستعمار الغربي بأيد محلية وإقليمية دون أي اعتبار لأحوالهم المتردية ونزيف الدم في البلاد.

 

والمشروع الصحيح المنقذ للبلاد والعباد هو مشروع رب العالمين بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، يكون اليمن نواتها ثم تضم إليها باقي بلاد الإسلام، وطرد النفوذ الغربي من البلاد واقتلاع عملائه ووسطه السياسي والفكري وحقن دماء المسلمين والحفاظ على ثرواتهم.

 

إن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قد أزف أوانها، وقد لاحت تباشيرها، وها هي الأمة قد توجهت نحو تطبيق شرع الله والتغيير على الحكام العملاء وقدمت التضحيات في سبيل ذلك، ولم يبق إلا أن يستجيب أهل القوة والمنعة للنداء، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله باذيب – ولاية اليمن

آخر الإضافات