خبر وتعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا يمكن للنّساء أن يشعرن بالأمان أبداً في ظلّ الليبرالية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في 20 أيلول/سبتمبر 2023، أن "العديد من الفتيات قلن إنهنّ يتعرضن للتحرش الجنسي في حياتهن اليومية ولا يشعرن بالأمان في الشارع وحدهن". وفي دراسة استقصائية شملت 2000 شابة تتراوح أعمارهن بين 13 و18 عاماً، قالت أكثر من ربع الفتيات (27٪) إنهن تعرضن للتحرش الجنسي بشكل ما. وقالت حوالي 44% أيضاً إنهن يشعرن بعدم الأمان أثناء المشي بمفردهن في الشارع.

 

التعليق:

 

بالنظر إلى أنه في 28 أيلول/سبتمبر 2010، صدّرت هيئة الإذاعة البريطانية عنوانها الرئيسي "ما يقرب من نصف الفتيات يشعرن بعدم الأمان في الليل"، فإنه ليس من قبيل الصدفة أن تتكرر المواضيع نفسها في عام 2023.

 

إنّ القيم الليبرالية التي تسمح للناس بالقيادة مع السلوكيات المتهورة الهادفة إلى المصلحة الذاتية هي القيم نفسها التي لا تزال تهيمن على العالم؛ حيث تعاني النساء في كل مكان من عواقب التشييء ويتمّ تقديرهن في سياق خدمتهن الجسدية وباعتبارهن أصولاً يتعين استغلالها. لقد انحدرت الهوية الأنثوية للأمومة ومهارات الأنوثة إلى واد سحيق وأصبحت موضع سخرية مع ظهور أجندات LGBTQ. لقد أصبحت النساء زائدات عن الحاجة على نحو متزايد، والشيخوخة لا تمنحهن كرامة الحكمة. بل إن الإذلال والشعور بأنهنّ عبء على أسرهنّ هو العلاج المتوقع لمعظم النساء. وغالباً ما تكون الوحدة والانتحار وإهمال الذات هي مسار الحياة الذي تواجهه المرأة في سنوات عمرها المتقدمة.

 

تضطر الشابات في الغرب إلى تطبيع استخدام أجسادهن بوصفها ملكية عامة، وأي محاولة للحفاظ على كرامتهن وعفتهن يعاقب عليها المجتمع. يتحول البحث عن الاهتمام إلى اضطراب عقلي، ونادراً ما تتم الإشادة بالإنجازات الأخرى. أدت ثقافة وسائل التواصل الإلكتروني إلى تفاقم الحاجة إلى السخرية من "الإعجابات والمتابعات والمشاركة". إن الجهود الفكرية والإنجازات المجتمية النافعة لا تتم مكافأتها مالياً أبداً بنفس مستوى النساء المنحطات اللاتي يبعن أجسادهن في المزاد لمن يدفع سعراً أعلى. تمّ تصميم هذا التدريب المبكر لإيجاد نساء المستقبل باعتبارهن دمى بدون أي احترام شخصي، ويفترض بهن تحمل دورهن، ما يفقدهن حقوقهن الأنثوية، ويلعبن دور الرجل، بينما يتحملن أعباء أدوار المجاعة أيضاً!

 

لقد أعطى الله سبحانه وتعالى المرأة كرامتها، فقد كرمها حتى قبل ولادتها، رداً على عادة الجاهلية في قتل المولودة، ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنَبٍ قُتِلَتْ﴾، ومن واجب أمة محمد ﷺ التي تشهد بالكتاب والسنة أن تحقق حدود حماية المرأة بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عمرانة محمد

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 
 

آخر الإضافات