خبر وتعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تحقيق أمريكي بشأن تواطؤ مسؤولة بالبنتاغون مع إيران

 

 

 

الخبر:

 

فتحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تحقيقا بشأن منح موافقة أمنية سرية للغاية لمسؤولة إحدى وحداتها، تبين أنها شاركت في مبادرة مدعومة من الحكومة الإيرانية سعت لتعزيز مواقف طهران بشأن قضايا الأمن القومي داخل الولايات المتحدة وبدول غربية أخرى. (الجزيرة نت، 2023/9/29)

 

التعليق:

 

فيما تعلن كافة الإدارات الأمريكية عداءها لإيران فإن هذا التحقيق يكشف المستور عن علاقة وطيدة بين أمريكا وإيران، لكن هذه العلاقة يجب أن تبقى طي الكتمان حتى لا تحرج أمريكا لأن موقفها المعلن هو عداء إيران واعتبارها دولة مارقة.

 

وهذا التحقيق يكشف بأن مسؤولة أمريكية تمنح موافقة سرية للاطلاع على وثائق سرية وحقيقة العلاقة مع إيران، ثم يتبين للأمريكيين بأن هذه المسؤولة هي موظفة سابقة في مبادرة للحكومة الإيرانية مختصة بالأمن القومي الإيراني في الجوانب الأمريكية منه.

 

وعلى الرغم من أن الشمس لا يمكن أن تحجب بغربال فإن العارفين بخفايا الأمور من المخلصين كانوا وباستمرار منذ الثورة الإيرانية نهاية السبعينات يكشفون عن خيوط كبيرة لعلاقة ولاء وطيدة بين إيران وبين أمريكا، ثم إن أمريكا كانت تحارب إلى جانب إيران في العراق ضد تنظيمات المقاومة العراقية، وكانت بعض الأخبار تتحدث عن مساعدة إيران لأمريكا في احتلال أفغانستان.

 

لكن الكثير من الجماعات الإسلامية ترفض هذه الأفكار على اعتبار أن عداء أمريكا مع إيران واضح وضوح الشمس، ولكنهم كانوا يستغربون بقوة لماذا لا تحارب إيران "الشيطان الأكبر" بعد أن أصبح قريباً منها للغاية في أفغانستان والعراق، بل ويستغربون لماذا حاولت أمريكا ونجحت في هدم نظام طالبان سنة 2001 في أفغانستان ونظام صدام حسين في العراق سنة 2003 ولم تحاول هدم النظام الإيراني، وقد يحلو للبعض أن يقول بسذاجة بأن هذا بسبب قوة إيران متناسياً بأن الجيش العراقي هو المنتصر في الحرب العراقية الإيرانية، أي أن أمريكا قد حاربت من هو أقوى من الجيش الإيراني.

 

وتبقى أمريكا تغطي سياساتها بسياسات أخرى من التضليل حتى تحقق أهدافها، فهي لا يضيرها أن يسبها حاكم وينعتها بـ"الشيطان الأكبر" ما دامت تنسق معه شؤون المنطقة ويكنّ لها الولاء ويحقق لها سياساتها في المنطقة، لكن طبيعة النظام الديمقراطي في أمريكا تجعل الإدارة الأمريكية في حرج أحياناً عندما تنكشف بعض الخيوط، إذ إن هذه المعلومات السرية غير متاحة لكل المسؤولين الأمريكيين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال التميمي

 
 

آخر الإضافات