خبر وتعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تزايد موجة العنصرية والعداء للاجئين في تركيا

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أصبحت تركيا في الآونة الأخيرة، تحت تأثير موجة متنامية من الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين السوريين والسياح العرب.

 

التعليق:

 

قضية اللاجئين، التي استغلها بشكل خاص أوميت أوزداغ، زعيم حزب النصر العنصري الفاشي، لا تقتصر على العداء تجاه اللاجئين السوريين، بل تؤدي أيضاً إلى كراهية متزايدة للعرب واستقطاب خطير بين الناس.

 

إن قضية اللاجئين، التي يستغلها أوميت أوزداغ، عضو المدرسة البريطانية، من أجل إنهاك حكومة أردوغان، أحد أتباع المدرسة الأمريكية، تسير في اتجاه تصاعدي خطير. وحتى الآن لا نرى أردوغان يتخذ أية إجراءات لوقف مشروع العداء العنصري والفاشي والكمالي للاجئين الذي يحاول إضعاف سلطته.

 

إن القومية العنصرية هي تعصب مدمر يظهر في المجتمعات المتخلفة فكريا بدون مبدأ ويقلب الناس بعضهم ضد بعض.

 

1- نحن لا نأتي إلى هذا العالم بإرادتنا ورغبتنا؛ فلا يمكننا أن نختار لأنفسنا، ولا أمهاتنا ولا آباءنا، ولا أصولنا العرقية، ولا بلادنا، ولا اللغة التي نتحدث بها، ولا جنسنا، ولا الأعضاء في أجسادنا، ولا غرائزنا، ولا عقولنا، ولا قدراتنا، ولا حاجاتنا. فالقضايا التي لا نستطيع أن نختارها لأنفسنا، والتي أجبرنا عليها، لا يمكن إدانتها، ولا يمكن أن تكون مسألة تفوق. إن مسائل الإدانة أو التفوق تتعلق فقط باختيارات الفرد وتفضيلاته. ولهذا قال الله تعالى في سورة الحجرات، الآية 13 ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.

 

2- القومية تتغذى على التخلف الفكري وتخرج منه، وليس لديها نظام حياة خاص بها، ولا تستطيع تقديم حلول لمشاكل الناس، وهي في حالة من العقم الضيق حيث عليها أن ترجع إلى مبدأ أو فكرة عندما تريد أن تحكم. إنها ليست كافية من تلقاء نفسها، ولا يمكنها البقاء على قيد الحياة من تلقاء نفسها.

 

3- انصهر الناس من مختلف الأعراق واللغات والثقافات والجغرافيات المختلفة في بوتقة الإسلام وأصبحوا إخوة، وشكلوا الأمة الإسلامية وأصبحوا خير أمة وقادوا العالم لمدة 13 قرنا. ولكن عندما ضعف تمسكهم بالإسلام، وبدأوا في التخلف فكريا، تسللت إليهم بريطانيا الكافرة المستعمرة، وخاصة بالقومية، ودمرت دولتهم، وألغت الخلافة التي ضمنت وحدتهم، وقسمت الأمة الإسلامية إلى شعوب عديدة في دول قومية. ومن ثم، ومن أجل منع الأمة الإسلامية من إعادة توحيدها في ظل الخلافة والتحول إلى قوة عظمى وتهديد قاتل للمستعمرين، قامت بقلب هذه الدول والشعوب بعضها ضد بعض بفكرة القومية.

 

4- القومية تقسيم واستقطاب واستعداء؛ إنها مشروع تدمير يمكن أن يؤدي إلى صراع وفوضى وأزمات واضطرابات وجشع في السلطة وصراع داخلي وحتى حرب أهلية. إنها مرض يدمر المجتمع. وهي فساد عظيم ينهك كل القيم الإنسانية والإسلامية. إنها عدو داخلي يجب تدميره كي نتمكن من النهوض ونصبح دولة عظيمة.

 

ولا يمكن التغلب على هذه العقبة المهمة إلا بالعودة إلى فكرة الإسلام بالعمل على توحيد الشعوب الإسلامية مرة أخرى في ظل الخلافة وأن يصبحوا إخوة.

 

وإذا تمكنا من تحقيق ذلك بعون الله وفضله، فسنكون قادرين على توجيه ضربة للكفار المستعمرين أكبر من التي  وجهوها لنا قبل قرن من الزمان، وسنصبح مرة أخرى تهديداً مميتاً لهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رمزي عُزير – ولاية تركيا

آخر الإضافات