ارشيف ولاية العراق
بسم الله الرحمن الرحيم

ثمَرةٌ جديدةٌ مِنْ ثمـار الاحتلال وأعوانه: ” الاعتداءُ على النصَّارى ”

 

غادرت الموصل أمس السبت قرابة (1000) عائلة نصرانية فراراً من أحداث العنف التي أوقعت (11) شخصاً خلال أسبوع، وأسفرت عن تفجير عدد من الدور السكنية، وقد لجأت هذه العوائل إلى المدن القريبة، مثل: الحمدانية، وبعشيقة، وتلكيف، كما غادر قسم منهم إلى أربيل ودهوك، ويبدو أن الهجرة مستمرة في ظل صمت الحكومة وأدواتها من الجيش والشرطة والإدارات البلدية.

أيها المسلمون في العراق:
إنّ أهل الذمة أمانة في أعناقكم وحمايتهم من الواجبات التي قررتها الشريعة الإسلامية، بل صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (( من قتل معاهداً لم يَرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً ))، والمراد بالمعاهد: “الذميّ” ، وورد أيضاً: (( من آذى ذميّاً فقد آذاني )) ؛ لذا نجد أنّ النصارى عاشوا بأمان واطمئنان قروناً طويلة في ظل دولة الإسلام، بل كانوا يمارسون عباداتهم والأحكام المتعلقة بالمطعومات والملبوسات والأحوال الشخصية فيما بينهم حسب شرائعهم، فلم يتعرض لهم أحد بسوء؛ لأن الإسلام يضمن حماية الرعية بغض النظر عن الدين والعرق.

أما ما يحصل هذه الأيام فما هو إلا امتداد لما حصل سابقاً من إثارة للنعرات الطائفية والعرقية، فبالأمس كانت بين المسلمين سنة وشيعة، عرباً وأكراداً وتركماناً، بل اليوم امتدت لتشمل أصحاب الديانات الأخرى بدءاً بالنصارى؛ ذلك أنّ إثارة الفتن والمشاكل بين أبناء لبلد الواحد هو مادة الكافر المحتل وأعوانه للسيطرة على البلاد، وعقوبة لأهل البلد لرفضهم الاحتلال وما جلبه من ديمقراطية فاسدة وحريات كريهة، التي أصبح العراق بسببها من أوائل دول العالم من حيث انتشار العنف والقتل، وتفشي الفساد الإداري والمالي، وانهيار النظم التعليمية في مراحلها كافة.

أيها المسلمون:
إنّ خلاصكم مما أنتم فيه لا يكون إلا بتطبيق أحكام الإسلام من خلال دولة الخلافة الراشدة التي ستعيد الحق إلى نصابه وتنشر العدل والخير والأمان ليس للمسلمين فحسب، بل لكل من يعيش معهم من أصحاب الديانات الأخرى.

{ وََلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }

 

13/شوّال/1429هـ
 
حزب التحرير
 
2008/10/12م
 
ولاية العراق

 

 
 

آخر الإضافات