إعلان نتيجة تحري هلال شوال 1443هـ
وتهنئة بعيد الفطر المبارك
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخرج البخاري في صحيحه من طريق محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال النبي ﷺ أو قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِيَ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ».
وبعدَ تحرّي هلالِ شوال في هذه الليلةِ المباركة ليلةِ الأحد فقد ثبتَتْ رؤيةُ الهلالِ رؤيةً شرعيةً وذلك في بعضِ بلادِ المسلمين، وعليه فإنّ غداً الأحد هو أوّلُ أيّامِ شهرِ شوال وهو أول أيام عيد الفطر المبارك.
وفي هذه المناسبة يتقدم حزب التحرير إلى الأمة الإسلامية، بخالص التهنئة بعيد الفطر المبارك سائلا الله أن يعيده العام القادم وقد أقيمت دولتها ومكن الله لها دينها ونشر رايتها. وكذلك فإنني أتقدم بتهنئة خاصة باسمي وباسم رئيس المكتب الإعلامي المركزي وجميع الإخوة والأخوات العاملين في دوائره ووحداته إلى أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله، سائلين الله تعالى أن يوفقه في السير بهذه الدعوة لتحقيق بشرى رسول الله ﷺ بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
ها هو عيد الفطر يأتي على المسلمين ليحيي لهم شعيرة الفرح لعله يهون عليهم بعض ما كابدوه خلال شهر رمضان لهذا العام. فمن المجاعة المستشرية في أهل أفغانستان واليمن، وتدنيس يهود للمسجد الأقصى، وحملة حرق القرآن في السويد، إلى موت عائلات بأكملها غرقا في البحر المتوسط. قضى المسلمون شهر رمضان بين الصيام والقيام وشد الأعصاب من الغضب وحرقة القلوب من الحسرة.
إن المآسي التي يعاني منها المسلمون اليوم، على أشكالها، لا تكاد تخرج إحداها عن أن تكون نتيجة مباشرة للاستعمار أو الأوضاع الاستعمارية. فكيان يهود أنشأه وسلحه الغرب الكافر المستعمر، وأهل أفغانستان يُجَوَّعون وتقصف بلادهم بأوامر غربية، ومسلمو الهند وكشمير ينكل بهم بإذن أعطته أمريكا للحكومة الهندية، وعائلات المسلمين تخاطر بحياتها في البحار لأن الغرب توافق على حبس أكثر شعوب المسلمين في بلادهم. أما دعاية الإساءة للإسلام ولمقدساته واتهام المسلمين حين يلتزمون بالشريعة الإسلامية، فقد فرضتها دول الغرب الأولى على سائر دول العالم.
إلا أن شدة الأحداث التي تعصف بالأمة الإسلامية وتسارعها، عجلت في انكشاف الكثير من ألاعيب الغرب وأدواته، حتى وصل به الأمر أنه لم يعد قادرا على أن ينتج زعماء عملاء قادرين على استقطاب الأمة حولهم كما فعل في القرن الماضي. وهذا يعني أمرا واحدا وهو أن قبضة الغرب على السلطة في بلادنا قد أصبحت هشة، لا يبقيها إلا جهود الغرب في تشتيت جهود المسلمين وإشغالهم ببعضهم وباضطرابات أمور حياتهم.
وأما قدرة الغرب على صهر الأمة الإسلامية في حضارته أو حتى ضبعها بما عنده من أفكار فهي قد تدنت إلى الصفر ولم يبق منها إلا قوة القانون يحاول أن يفرضها على المسلمين بالإكراه. وهذا هو الفشل الحضاري أمام الإسلام. وأما في بلاد الغرب نفسه، فظاهرة رفض نتائج الانتخابات والاستفتاءات التي ما زالت تجتاح العواصم في أمريكا وفرنسا وبريطانيا منذ بضع سنوات ما هي إلا رفض لتداول السلطة والذي يهدد مفهوم الحكم الجماعي، وهذا يعني الكفر بالعقيدة السياسية الديمقراطية. وهكذا يكون الغرب قد هيأ الظروف لوضع المسودة الأولى لورقة نعي الحضارة الغربية في عقر دارها.
أيها المسلمون، إن الذي بينكم وبين أن تستعيدوا سلطانكم المسلوب هو زحزحة أهل النصرة عن إصرارهم أو قبولهم بتعضيد الحكام العملاء. فأهل النصرة هم القادرون على تكسير أصابع الغرب في بلادنا ونزع السلطة من قبضته وإعادتها إلى الأمة الإسلامية. فإنهم إن فعلوها وأعادوا السلطة للأمة الإسلامية ومكنوا الخلافة أن ترتكز في بلد من بلاد المسلمين القادرة على ذلك، فإنهم سيقلبون صفحة التاريخ وستسجل أسماؤهم في صفحات من ذهب في ذاكرة وتاريخ الأمة الإسلامية. وأما الجائزة الكبرى فهي أنهم سينالون شرفا يشبه شرف الأنصار من صحابة رسول الله ﷺ بأن يكونوا هم الذين أعادوا منهاج النبوة إلى الدنيا. فقد ختم رسول الله ﷺ حديثه الشهير عن تبدل أحوال الحكم بالإسلام بأن قال: «… ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
ويا أهل الإعلام والأقلام والمنابر والمنصات: إن توجيه الأمة الإسلامية لأن تأطر أهل القوة والمنعة على الحق أطرا، هذا التوجيه هو على عاتقكم، فأنتم ممسكون بانتباه الأمة ليل نهار. وأنتم أيضا مدركون لحقيقتين أساسيتين لدى الأمة اليوم. أما الحقيقة الأولى فهي أن الأمة متعطشة للوحدة السياسية عطش الظمآن في الصحراء. وأما الحقيقة الثانية فهي أن قضية عزة الإسلام هي متجذرة في أعماق نفوس المسلمين. ولا تتحقق الوحدة الإسلامية ولا العزة الإسلامية إلا بإقامة الدولة الإسلامية، الخلافة على منهاج النبوة. ونذكركم بقول سديد لواحد من أهم حكماء الأمة الإسلامية، الخليفة عمر بن الخطاب، إذ قال رضي الله عنه: "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله". فندعوكم لأن تجعلوا هذا القول السديد شعارا فتضمنوه في أعمالكم وأقوالكم.
ويا أهل القوة والمنعة: إنكم تعلمون أنه منذ سنوات والغرب عاجز عن إنتاج حكام جدد قادرين على استقطاب الأمة حولهم، حتى أصبح كرسي الحكم اليوم محرقة للسياسيين العلمانيين، لا يكاد يستلم أحدهم مقاليده حتى تكشفه الأحداث المتسارعة ويقع في حبال نفاقه وفي شراك خبثه. وهذا جعل الحكام في وضع هم أضعف فيه من أي وقت مضى. فالناس تلعنهم صبح مساء وليس بيدهم إلا ضرب الرأي العام بالحديد والنار. وأما الغرب فقد انشغل بنفسه، فجائحة كورونا والأزمات الاقتصادية وصعود الشعبوية الانعزالية والحرب في أوكرانيا وحصار الصين وأزمة الطاقة العالمية واهتزاز سوق العملات، جميع هذه القضايا جعلته يسحب نفسه من بلادنا ويسلم ملفاته لحكام ضعفاء يلعنهم الرأي العام صباح مساء. فماذا أنتم تنتظرون أفضل من هكذا فرصة؟! متى تنصرون الأمة الإسلامية فتزيحوا حكاما أشربوا الخسة في قلوبهم، يمشون كالنعام خلف أسيادهم في المؤتمرات الدولية، حتى إذا عادوا إلى ديارنا تعالوا على أوجاع الناس وقهروا الشعوب بالحديد والنار؟!
إنه عيد الفطر المبارك، فاحرصوا على إحياء شعيرة الفرح بالعيد في كل بيت وفي كل حي وفي كل مدينة حتى يكون العيد تجديدا لعزائمكم وبشرى لقابل أيامكم وحسرة في قلب عدوكم. ومن ثم نعمل سويا بطاقة جديدة لإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة.
قال تعالى: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله … الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
عيدكم مبارك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليلةَ الأحد، أوّلُ أيّامِ شهرِ شوال، لعامِ ألفٍ وأربعِ مئةٍ وثلاثةٍ وأربعينَ للهجرة، الموافق الأول من أيار/مايو عام ألفينِ واثنين وعشرين للميلادِ.
المهندس صلاح الدين عضاضة
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير