غزة تنادي.. وا معتصماه!
منذ طوفان الأقصى والغرب كله يساند ويدعم كيان يهود في كل جرائمه، والشعب الفلسطيني المظلوم بالرغم من كل العناوين التي يتشدق بها الغرب وعلى رأسهم أمريكا وعناوين الحقوق بكل أنواعها؛ الإنسان، والمرأة، والطفل، والشعوب، والحرية، والاستقلال، وما تتضمنه مواثيق الأمم المتحدة، إلا أن كل شيءٍ من هذا لا قيمة له، ولا اعتبار عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني، لأن هذا المجتمع الدولي المجرم يكيل بمكيالين، ولأنه يرى استعادة الحقوق جريمة، وأما الذي يسلب هذه الحقوق ويقتل ويدمر فلا شيء عليه!
فالغرب أباح ليهود كل شيء، لكن عندما يقوم الشعب الفلسطيني المظلوم بمحاولة استعادة حقوقه المسلوبة فإنه يُجرّم على هذا الفعل وتقوم الدنيا ولا تقعد وتدق طبول الحرب عندهم والمساعدات التي يقدمونها لكيان يهود لا حصر لها.
منذ بداية هذه الأحداث والغرب يجيش كل وسائل الدعم لهذا الكيان الغاصب، أما حكامنا العملاء فإنهم كمموا الأفواه وأغمضوا أعينهم وكأن الأمر لا يعنيهم! إخواننا يقتلون، ويقصفون وهم يقبعون تحت قصف هذا العدو الغاشم، ولكن للأسف جيوشنا وعساكرنا قابعون في ثكناتهم وكأن الأمر لا يهمهم! بينما ترساناتهم العسكرية يخيفون بها شعوبهم من أجل حماية العملاء الخونة! وا أسفاه على من يحمون الحدود ويحرسون الثغور!
والأدهى من ذلك والأمر هي القنوات الإعلامية في بلادنا التي منها من يصف شهداء غزة بالقتلى وتساويهم بقتلى يهود! إنه لمن المخزي والمعيب أن نساوي ضحايا القصف الهمجي بقتلى يهود!
ويبقى موقف حكام العرب من خلال بيانات الشجب والتنديد التي تختار الكلمات، وتحرص على عدم وصف يهود بالظلم واغتصاب الأرض والعرض، وكل الجور والعدوان، فبياناتهم لا معنى لها لأن هذه الأنظمة لا تعرف غير إدامة سطوتها على كراسي الحكم، فلا ننتظر منها أن تنخرط في مواجهة مع يهود دفاعا عن الأقصى.
إن التحول الذي طرأ على موقف المقاومة لا يعني أنها قادرة على إبادة يهود في هذا الظرف الراهن، فالمقاومة مقيدة ولا يسمح لها بالحصول على السلاح والأموال، لكن التحول الحقيقي يكمن في أن أبطال المقاومة أصبحوا يملكون زمام المبادرة، ويباغتون العدو، وهدفهم هو تحرير الأرض المباركة، وحقهم في العودة، وأصبحت صواريخهم غير محصورة في حدود غزة من الأراضي المحتلة بل إنما أبعد من ذلك بكثير لتصل إلى مدن محتلة متعددة فقد وصلت إلى تل أبيب وحيفا وصفد.
أما الذين يتكلمون من منطلق التبرير لمواقفهم المخزية، بدعوى أن موازين القوى في صالح يهود، وأن المقاومة ستضر بالشعب الفلسطيني، وتعطي فرصة للقصف والتنكيل! لهؤلاء أقول: إن صواريخ المقاومة أجبرت سلطة الطيران المدني على التوقف عن العمل، وأجبرت نتنياهو وحكومته وشعبه على الاختباء في الملاجئ، وإغلاق المدارس والمنشآت العامة، لذلك لا ينبغي أن نتكلم عمن هم أفضل منا لأن الله تعالى وعدنا بالنصر إذ قال وقوله الحق سبحانه: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
فهؤلاء المجاهدون لم يقبلوا بالغطرسة الصهيونية، ولم يخضعوا لإملاءات يهود ولم يعتذروا لحماية ممتلكاتهم وأرواحهم بل إنهم بايعوا الله على نصرة دينه، وإن الذين يثرثرون بهذه المغالطات لا يدركون أن العبرة ليست هي بموازين القوى ونوعية السلاح، وإنما العبرة بأنهم أصحاب حق ويمتلكون الشجاعة والقدرة على بذل أرواحهم من أجل تحرير الأرض من دنس يهود ومن أجل الكرامة.
فأقول للمتصهينين والمهرجين: إن سكوتكم عبادة.
وأقول لإخواننا المجاهدين أبطال المقاومة: لا تكترثوا لكل الحملات الإعلامية المغرضة ضدكم، فهذه العملية وفقكم الله بها، وهي إن شاء الله إيذان من الله لبدء مرحلة جديدة يمنحكم الله فيها المزيد من تأييده ونصره، وإن شاء الله هي مؤشر لاقتراب فجرنا الموعود يوم يأذن الله بعودة خلافتنا، وعزنا، ورفعتنا، وكرامتنا، لتعيد لنا حقنا المسلوب وما ذلك على الله ببعيد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مؤنس حميد - ولاية العراق