مع أن الإسلام مبدأ عالمي، إلا أنه ليس من طريقته أن يعمل له من البدء بشكل عالمي، بل لا بد أن يدعى له عالمياً، وأن يجعل مجال العمل له في قطر، أو أقطار حتى يتمركز فيها فتقوم الدولة الإسلامية.
إن العالم كله مكان صالح للدعوة الإسلامية، غير أنه لما كانت البلاد الإسلامية يدين أهلها بالإسلام كان لا بد أن تبدأ الدعوة فيها، ولما كانت البلاد العربية، التي هي جزء من البلاد الإسلامية، تتكلم اللغة العربية، لغة القرآن والحديث، وهي جزء جوهري من الإسلام وعنصر أساس من عناصر الثقافة الإسلامية، لهذا كانت البلاد العربية هي أوْلى البلاد بالبدء في حمل هذه الدعوة.
وقد كان بدء نشوء الحزب، وحمله الدعوة في بعض البلاد العربية، ثم أخذ يتوسع في حمله للدعوة توسعاً طبيعياً، حتى أصبح يعمل في كثير من الأقطار العربية، وفي بعض الأقطار الإسلامية غير العربية.