الغرب يأكل أصناما لا زال علمانيو العرب يقدسونها!!
الخبر:
نقلت وسائل الإعلام العالمية كلمات تشارلز الثالث في حفل تنصيبه ملكا لبريطانيا وكان من أبرز ما جاء فيها: "أتعهد وأقسم بأمانة أنني سأحافظ على الدين البروتستانتي... لذا ساعدني يا الله".
التعليق:
هذه الكلمات، التي افتتح بها تشارلز الثالث عهد مُلكه لبريطانيا، تؤكد أن العلمانية التي يروجها الغرب للعالم، ويحشو بها عقول المضبوعين بثقافته، ويحاسب نواطير بلادنا على الالتزام بها، لا تمنع من ترسيخ البعد الديني والولاء الروحي للبلاد ولملكها، وأن رمزية الملك تستمد شرعيتها من الدين الذي تمثله وتحميه وتحرس تاريخه.
وفي الوقت الذي لا يبالي فيه الغرب بفكرة فصل الدين عن الدولة ويتجاوزها إذا تعارضت مع مصالحهم، فيأكلون صنم التمر الذي صنعوه حين يجوعون، فإن العلمانيين العرب ما زالوا يقدسون العلمانية ويحاربون كل ما يوحي بدورٍ للإسلام في الدولة والحكم، حتى ضاق صدرهم بالمادة الدستورية الشكلية، الفارغة من المحتوى التي تنص على أن (دين الدولة الإسلام)، وشنوا الحروب الطاحنة لإزالتها من الدساتير العلمانية الوضعية!
إن الممارسات التي يتحفنا بها حكام الغرب بين الحين والآخر؛ من تمسك بالهوية النصرانية والافتخار بذلك من جهة، ومن جهة أخرى تشريع القوانين التي تضيق على المسلمين في ممارسة شعائرهم أو التصريح بأحكام دينهم أو الحفاظ على شرفهم وصون أعراضهم في بلاد الغرب ابتداء، وصولا إلى الضغط لسن قوانين مثلها في بلادنا، رغم أن ذلك يتناقض مع فكرة الحريات الشخصية التي ينعق بها الغرب، إن تلك الممارسات تزيد حرج العلمانيين المتشدقين بالغرب وحضارته، وتعرّيهم أمام الحقيقة التي باتت واضحة للجميع؛ وهي أنهم أدوات رخيصة بيد أعدائنا الذين لا ثابت عندهم سوى المنفعة المادية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ عدنان مزيان
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير