خبر وتعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإضراب وسيلة لكنه ليس الحل السليم لعيش كريم

 

 

 

الخبر:

 

تتوسع رقعة إضراب الشاحنات بمحافظات المملكة الأردنية في يومها الرابع على التوالي، وسط إعلان قطاعات عاملة على خطوط النقل العام الداخلي والخارجي الانضمام للإضراب عن العمل، وذلك احتجاجا على الارتفاعات المتتالية لأسعار المشتقات النفطية، وتدني أجور النقل.

 

ومع ارتفاع وتيرة إضراب الشاحنات تتكدس الحاويات المحملة بالبضائع والمواد الأولية على أرصفة موانئ خليج العقبة الساحلي (جنوبي الأردن)، وشهدت عمليات المناولة - وفق مختصين - ركودا في النقل؛ ما يهدد سلاسل الإمداد، خاصة الحبوب والنفط الخام المنقول بالصهاريج.

 

وعمّ الإضراب معظم قطاعات الشحن والنقل البري للشاحنات - حسب المنظمين - وشمل صهاريج نقل النفط الخام من ميناء النفط بمحافظة العقبة بالمملكة، في حين شهدت شوارع العاصمة الأردنية عمان صباح أمس توقف آليات وصهاريج مياه وقلابات وحافلات للنقل العام عن العمل.

 

وأعلنت لجنة لأصحاب مكاتب سيارات الأجرة (التاكسي العمومي) التوقف عن العمل اليوم الأربعاء والتجمع في الساحات العامة، والساحة المقابلة لمجلس النواب الأردني، ومثل كرة الثلج تتوسع الاحتجاجات ويطالب المضربون بتعديل أجور النقل، وزيادة قيمة التعويضات الحكومية لوسائل النقل. (الجزيرة نت، 07/12/2022)

 

التعليق:

 

نعم الإضراب وسيلة تعبر عن الرفض الذاتي لما يعانيه صاحب البلاء، ومن يعاني من ضنك العيش، جراء هذه الظروف الصعبة، من غلاء الأسعار التي مثل النار في الهشيم، تجتاح جميع مناحي الحياة.

 

والإنسان البسيط العامل والموظف، هو الوحيد الذي يعاني في ظل هذه الدائرة المقيتة، التي بدأت من التخلي عن الحكم بما أنزل الله، واستبدال النظام الوضعي بالنظام الرباني، ورهن البلاد والعباد لمصلحة الكفار الذين نصبوا الحاكم وجعلوه يقوم بالجباية، ولا يؤدي شيئا من الرعاية.

 

 مقدرات الأمة والبلاد ممنوع علينا استغلالها، والاستفادة منها! وبالتالي تلبية احتياجات الناس بالاستيراد والقروض من البنك الدولي ومن ثم عليك أيها البسيط السداد! وعند التقصير أو العجز تفرض الضرائب، وترتفع الأسعار وعليك أن تقبل هذا الغلاء بصدر رحب دون أن تنبس ببنت شفة! إلى أن بلغ السيل الزبى، وبات الأردني من يسجل أعلى رقم في نسبة الفقر والبطالة، وارتفاع مستوى غلاء المعيشة...

 

إن كل ما نعانيه وتعاني منه كل الشعوب المسلمة، سببه واحد هو تنحية حكم الله وتحكيم الطاغوت، والله أمرنا أن نحكم شرعه، وبين لنا أن الإعراض عنه يدخلنا في دوامة الضنك. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾، ولن ينفك هذا الضنك إلا بعودتنا لتحكيم شرع الله، الذي فيه رعاية الأمة خير رعاية باستخراج جميع الثروات، واستغلالها لتنفع الناس، ونعمل على الاكتفاء الذاتي، من زراعة وصناعة وإيجاد فرص عمل، لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي.

 

إن دولة الخلافة هي وحدها التي ترعى الأمة وتدير شؤونها، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» رواه البخاري.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نسيبة إبراهيم – ولاية الأردن

آخر الإضافات