حكام الإمارات يلبسون قناع الإنسانية
ويبارزون أهل فلسطين العداوة!
ﺍﻟﺨﺒﺮ:
أدانت دولة الإمارات اقتحام قوات يهود مخيم جنين الفلسطيني، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها سلطات يهود إلى خفض التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة. وشددت الوزارة على أهمية دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أدانت دولة الإمارات بشدة الهجوم "الإرهابي" الذي وقع بالقرب من كنيس في القدس، وأسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية. وأعربت الوزارة عن خالص تعازيها لحكومة يهود وشعبها الصديق ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين. (وكالة أنباء الإمارات، 2023/01/26م و2023/01/27م، بتصرف)
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ:
يصعب اختيار كلمات تصف الحقارة التي وصل إليها حكام الإمارات في مواساة الأعداء الحربيين، حيث لم نعد نستطيع التفريق بين مواقفهم ومواقف كيان يهود، حتى بتنا نظن أن بعض ما يصدر عنهم إنما يقرره كيان يهود. ولا أدل من ذلك من الإدانات التي صدرت منهم في يومين متتاليين، حيث اكتفى بيان الإمارات بوصف المجزرة التي اقترفها كيان يهود في مخيم جنين بأنها مجرد "اقتحام نتج عن قتلى"، بينما وصف عملية الثأر التي قام بها البطل علقم بالهجوم الإرهابي بل زادت وقاحة حكام الإمارات بأن قاموا بتعزية يهود في قتلاهم، بينما لم يعزوا أهل جنين في شهدائهم! فحكام الإمارات هم آخر من له الحق في الكلام عن الإنسانية، ولو نزلت منهم دموع التماسيح ولو خرج منهم صوت البكاء والنويح. ويلحق بهم دجال الأناضول الذي بدوره سارعت خارجيته لاستنكار عملية علقم فطغت بذلك على جعجعاته المعهودة عن مناصرة القرآن الكريم.
في المحصلة لا غرابة مما يقوم به حكام الإمارات، فهم نواطير مخلصون للغرب ولم تنفك عمالتهم عن بريطانيا منذ أن وجدتهم يصلحون لمهنة قطاع طرق. وما زالوا يؤدون هذا الغرض بحرفية محليا ودوليا؛ من اليمن حيث استولت على جزء من منابع النفط، وعروجا إلى الشام حيث أرسلت جواسيسها المرتزقة لحراسة حدود سايكس وبيكو عبر زراعة العملاء في وسط صفوف من يعمل على خلع نظام الجزار العلماني البعثي والمحترق شعبيا، والذي سبق أن حذر سيدته أمريكا ومعها باقي الدول من تداعيات تأثير الدومينو في حال سقوط نظامه.
واللافت أنه ما زال حكام الإمارات في خلافاتهم الشخصية الأسرية يتحاكمون عبر المحاكم في بريطانيا سيدتهم في أدق التفاصيل! ولا ينفكون عنها إذ لا يعرفون عن سيدهم بديلاً! فكيف إذا كان سيدهم هو من أقام كيان يهود وسخر الدول المحيطة لزراعة جرثومة كيان يهود من دون مضايقات تذكر؟ إذن فحكام الإمارات يعرفون أنهم توأم لكيان يهود من حيث ظروف النشأة، فهم يرون في نهاية كيان يهود تهديداً لهم، كذلك كما يرى الباقون من "مشيخات" الخليج مصيراً مشابهاً.
وحيث إنه لم تستطع طلعات حكام الإمارات إلى الفضاء ولا تلسكوب أو منظار منصب على برج خليفة المرتفع ولا أي حملة من حملات الإمارات التي تتحرك عالميا تحت مسمى "مساعدة النازحين" من منع علقم من القيام بعمليته تلك الموجعة لبعض المتجولين من كيان يهود، فإنه من المتوقع أن يستمر حكام الإمارات في تصعيد حربهم الإعلامية على الأمة الإسلامية متخذين من كل مناسبة للتشكيك بقدرات المسلمين في العالم ونعتهم بأي تهمة معلبة لإرضاء الكفار وخاصة حكام بريطانيا، إن أفعال حكام الإمارات في هذا المجال تشبه إلى حد كبير رقصة الديك المذبوح، الذي يعلم عاقبة أفعاله وهو يتحرك يمنة ويسرة بشكل عشوائي، لعله ينال عزة متوهمة عند سيده قبل التبخر عن وجه الأرض. قال الله تعالى: ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً﴾.
لقد دأب حكام الإمارات في السنوات الأخيرة على القيام بحملات تستهدف تشويه حقيقة الدعوة الإسلامية، وعملوا على ذلك من خلال صعيدين اثنين: أولهما التشكيك بالسنة النبوية وثانيهما: التشكيك في قدرة نظام الإسلام في رعاية مشاكل الإنسان بوصفه نظاماً متكاملاً؛ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا... وقد منيت تلك الحرب الفكرية بهزيمة ساحقة للإمارات، حيث إن وسيطاً مثل "الشيخ وسيم" سبب لها الصداع داخليا فرمته على قارعة الطريق. بالتوازي مع ذلك، قامت بحملة مركزة هدفها صناعة مفهوم مغاير للـ"مشاهير" بحيث يتصدر المشهد الإعلامي أحد العراة أو أحد أفراد قوم لوط أو "حاكم الإمارات الإنساني". فكوفئوا بتصدر "فضائح بيت حاكم الإمارات الإنساني" في كل العالم ما أزكمت من رائحته الأنوف، فانقلب السحر على الساحر، ورجع حكام الإمارات بلا نتيجة مرجوة. ولو وفروا تلك الأموال والجهود لكان خيرا لهم، لأن عاقبتها بأيدي المؤمنين. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نزار جمال