هيئة الأمم المتحدة لا علاقة لها بالإنسانية
ما زالت الأمم المتحدة تمارس نفاقها وخداعها للناس عبر الكلام المعسول، الذي أصبح يُكرَّر عقب كل تظاهرة، فقد أعربت الأمم المتحدة، عن "القلق الشديد إزاء مواصلة قوات الأمن في السودان استخدام القوة المفرطة والذخيرة الحية ضد المتظاهرين"، جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك. وقال دوجاريك: "أعلنا موقفنا من قبل، وسوف نستمر في إعلانه.. نحن منزعجون وقلقون بشدة إزاء مواصلة استخدام القوة المفرطة والذخيرة الحية من قوات الأمن ضد المتظاهرين في السودان". وأضاف: "من الضروري أن يتم السماح للناس بالتعبير عن آرائهم في حرية، وعلى قوات الأمن في أي دولة أن تدافع عن هذا الحق، لا أن تكون عقبة أمامه".
وللأسف وجدت مثل هذه الهيئات والتي ما هي إلا أذرع للكافر المستعمر تخدم أجندته الخبيثة وتغير جلدها حسب ما يقتضيه الظرف في هذه البلاد الطيب أهلها، العملاء حكامها وسياستها، وما كان لمثل هذه الهيئات المشبوهة أن توجد لولا حكامنا الذين أقل ما يوصفون به هو أنهم عملاء مأجورون سهلوا ومكنوا لهذه الهيئات التغلغل في البلاد بل وأن تكون لها الكلمة العليا فيها.
وأصبح الكيل بمكيالين هو السمة البارزة لهذه الهيئة، وهي بعيدة كل البعد عن الإنسانية التي يتحدثون عنها والقلق بشأن الدماء التي تراق في السودان. فما أكثر الدماء التي أراقوها هم أنفسهم بغير وجه حق! وما أكثر الانتهاكات والجرائم التي مارسوها وارتكبوها أو تواطؤوا مع مرتكبيها باسم حماية المدنيين! ففي مقال نشر في الواشنطن تايمز الأمريكية، يرى الكاتب ريني غارفنكل أن الأمم المتحدة ارتكبت جرائم على نطاق واسع من العالم تحت حماية الحصانة التي يتمتع بها العاملون فيها، متسائلاً: هل الأمم المتحدة فوق القانون والمحاسبة؟! واستعرض الكاتب بعض الحقائق المروعة، التي من بينها الاغتصاب، حيث تتعرض المئات من النساء والفتيات القاصرات للاغتصاب من جنود الأمم المتحدة في البلدان التي مزقتها الحرب، ويعتدى عليهن من الأشخاص الذين أُرسِلوا لتوفير السلامة والأمن لهن، وأيضاً فقد أقرت الأمم المتحدة لأول مرة بدورها في تفشي وباء الكوليرا في هايتي عام 2010، الذي أدى إلى وفاة نحو عشرة آلاف شخص، حيث لعبت الأمم المتحدة دورا في جلب الكوليرا إلى هايتي، إثر الزلزال الذي وقع هناك عام 2010 وتم في أعقابه إرسال أفراد قوات حفظ سلام، بدون فحصهم أو علاجهم، من نيبال المعروفة بتفشي الكوليرا، ليصاب بالمرض لاحقا أكثر من 650 ألف شخص.
والأمم المتحدة صاحبة التاريخ الأسود وذات الأيادي الملطخة بدماء الأبرياء توجد حيث توجد الحروب والنزاعات لتوجيهها بحسب سياسة أعضائها المتصارعين، وإن كان المكان خالياً من الحرب، فيقع عليها إشعال نار الحرب، والفتنة لبيع أسلحة الدول المتحكمة في الأمم المتحدة، ولإزهاق أكبر عدد من الأنفس، كما حدث في راوندا وبوروندي. هذا غيض من فيض جرائمها ومؤامراتها الدنيئة، فهل هيئة بمثل هذه الأعمال القذرة يسمح لها بدخول البلاد وإعطائها الأمان الكامل؟!
جاء في مشروع دستور دولة الخلافة القائمة قريباً بإذن الله، والذي أعده حزب التحرير؛ في المادة 191: "المنظمات التي تقوم على غير أساس الإسلام أو تطبق أحكاما غير أحكام الإسلام لا يجوز للدولة أن تشترك فيها وذلك كالمنظمات الدولية مثل هيئة الأمم ومحكمة العدل الدولية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وكالمنظمات الإقليمية مثل الجامعة العربية".
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان
#بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر