هكذا يصنع الاستعمار عملاء الثقافة والإعلام
أشاد السفير البريطاني بالنموذج الذيّ قدمته نقابة الصحفيين في العملية الديمقراطية، وشدد على الدور الحاسم للإعلام في تحقيق مستقبل أفضل للسودان، وقال: "الديمقراطية لا تعني فقط إجراء انتخابات بل تعني سيادة القانون، حرية التعبير، مشاركة المواطن همومه وكلها تعتمد على وجود إعلام حر". جاء ذلك خلال احتفاء بالفائزين في مسابقة مؤسسة تومسون الإعلامية في منزل السفير. هكذا يصنع الاستعمار عملاء الثقافة والإعلام!
إن مؤسسة تومسون رويترز تنظم برنامجا تدريبيا عبر الإنترنت والذي يوفر مساحة للصحفيين في عددٍ من البلدان للتجمع عن بعد للتدريب ومشاركة المعرفة وحضور جلسات الخبراء وبناء شبكات تواصل بين الزملاء من مختلف دول المنطقة، ما يضمن بقاءهم وبقاء غرف الأخبار الخاصة بهم على اطلاع دائم على الخبر الأهم في العام. ولهذه المؤسسة برنامج "ثروات الأمم" للتحقيق في التحويلات المالية غير المشروعة حسب قوانينهم، خاصة في مناطق نفوذها ومستعمراتها السابقة حيث تشهد أفريقيا خسارة ماليّة كبيرة، لذلك يعمل هذا البرنامج مع كبار الصحفيين والمنظمات الإعلامية في القارة لكشف المسؤولين عن الفساد الضريبي والأصول المنهوبة.
"ثروات الأمم هو برنامج تديره مؤسسة تومسون رويترز فاونديشن بالتعاون مع عدد من أفضل المؤسسات الأفريقية التي تلتزم بالتميز الصحفي. ويدعم البرنامج بمنحة من وكالة التنمية النرويجية "نوراد"، ويهدف بالتالي إلى تشكيل وسائل إعلام قوية ومستقلّة ومدرّبة تدريبا جيدا وقادرة على التحقيق وكشف التلاعب المالي الذي يمنع أفريقيا من التطوّر والازدهار". (موقع مركز تطوير الإعلام)
"بالتعاون مع مركز تطوير الإعلام، يقوم البرنامج بالبحث عن الصحفيين الناطقين باللغة العربية والموجودين بتونس والذين لديهم دوافع لفهم كيف يمكن أن يفقد بلدهم المال عبر وسائل غير مشروعة وسيتاح لمن سيقع اختيارهم فرصة المشاركة في ورشة عمل لمدّة 3 أيام بمدينة الحمامات بتونس (14 و15 و16 كانون الأول/ديسمبر 2017) تتمحور حول التحويلات غير المشروعة والإبلاغ عن تجاوز الشركات والحسابات والميزانيات وتقنيات التحقيق.
البرنامج يبحث عن:
صحفيين تونسيين لديهم على الأقل خبرة مهنية لمدة سنتين، ويحبّذ إذا كان للصحفيين المشاركين خبرة في الصحافة الاستقصائية أو كتابة أخبار المؤسسات والاقتصاد، لكن إذا كنت تملك رغبة قوية للتعلّم وفهم هذه المشاكل، فسوف ننظر في طلبك.
صحفيين لديهم استعداد واضح على تمضية جزء كبير من وقتهم في كتابة الأخبار عن التمويلات غير المشروعة.
يمكن للصحفيين الذين يعملون لحسابهم الخاص أو الصحفيين الموظفين أن يقدمّوا طلب مشاركة. يحتاج الصحفيون العاملون في مؤسسة إخبارية موافقة كتابية من رئيس التحرير أو المدير مرجع النظر تؤكد دعمه وموافقته على مشاركة المترشّح. أما بالنسبة إلى الصحفيين الذين يعملون لحسابهم الخاص، فعليهم تقديم ما يثبت استعداد مؤسسة إخبارية واحدة على الأقل نشر أعمالهم.
نرحّب بمشاركة الصحفيين العاملين في أيّ وسيلة إعلامية (صحافة مكتوبة، إلكترونية، إذاعة، أو تلفزيون)
لتقديم طلب مشاركة يرجى ملء نموذج الطلب المرفق (باللغة العربية)". (موقع مركز تطوير الإعلام)
وهكذا يرتبط الإعلامي بتلك المؤسسات وتصبح حمايته بيدها خاصة عندما يتذوق طعم الدولار والإسترليني واليورو. فيصبح العقل الذي يتحكم في إدارة المعلومات والأفكار شخصية الأجنبي وحوله ندور!
وقد كان للثقافة الأجنبية الأثر الأكبر في تركيز أفكار الكفر والاستعمار، وفي عدم نجاح أي نهضة عند الأمة، وفي إخفاق الحركات التكتلية، سواء الجمعية والحزبية، لأن للثقافة الأثر الأكبر في الفكر الإنساني، الذي يؤثر في مجرى الحياة. وقد وضع الاستعمار مناهج التعليم والثقافة على أساس فلسفة ثابتة، هي وجهة نظره في الحياة التي هي فصل المادة عن الروح، وفصل الدين عن الدولة. وجعل شخصيته وحدها الأساس الذي تنتزع منه ثقافتنا، وجعل حضارته ومفاهيمه ومكونات بلاده وتاريخه وبيئته المصدر الأصلي لما نحشو به عقولنا. ولم يكتف بذلك، بل جعل المغالطة أيضاً متعمدة فيما ينتزعه لنا من شخصيته من مفاهيم وحقائق، وعكس الصورة الاستعمارية على هذه الشخصية بإعطائها الوضع المثالي الذي يقتدى به، والوضع القوي الذي لا يستغنى عن السير معه، مخفياً وجه الاستعمار الحقيقي بالأساليب الخبيثة.
أورد موقع سمارت الإخباري خبرا بعنوان: "فولكر: لن نكون محايدين فيما يتعلق بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان"، جاء فيه: "أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة يونيتامس في السودان فولكر بيرتس استمرارهم في البقاء غير منحازين لأي طرف، وأضاف في تدوينة أنهم لن يكونوا محايدين فيما يتعلق بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي والهدف الاستراتيجي المحدد في التفويض الممنوح له من مجلس الأمن وهو مساعدة السودان لينتقل بقيادة مدنية نحو الديمقراطية والسلام".
إن الإعلام في ظل دولة الخلافة تضبطه أحكام شرعية؛ فلا حرية رأي وإنما تمنع أجهزة الإعلام من نشر أي شيء من شأنه الإخلال بالأساس الذي قامت عليه الدولة وهو العقيدة الإسلامية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم مشرف
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان