جدل بون أودوري
(مترجم)
الخبر:
قبل بضعة أسابيع، كانت هناك قضية ساخنة تتعلق بمهرجان بون أودوري، وهو مهرجان من أصل ياباني أقيم في المجمع الرياضي الوطني. ونصح وزير الشؤون الدينية، داتوك إدريس أحمد، المسلمين بعدم المشاركة في المهرجان لاحتوائه على عناصر من ديانة أخرى. كما أضاف مفتي ولاية بينانغ أنّ مثل هذه المهرجانات يُخشى أن تؤدي إلى الشرك. بون أودوري هو حدث تمّت ممارسته في اليابان لمئات السنين، وهو مرتبط تاريخياً بإيمان البوذيين بأرواح أسلافهم.
التعليق:
تمّ الاحتفال بمهرجان بون أودوري في ماليزيا لفترة طويلة ولم تصبح مشكلة أبداً حتى هذا العام عندما أصدرت الدائرة الدينية الإسلامية في سيلانجور بياناً رسمياً يُفيد بأن مهرجان بون أودوري مسموح به في سيلانجور ولا يُمنع المسلمون من حضوره! ومنذ ذلك الحين، أصبح الموضوع جدلاً وموضوعاً ساخناً بين المواطنين. على الرّغم من مرور الحدث، إلاّ أنّ الجدل المماثل سيعود بالتأكيد إلى الظهور مع الأخذ في الاعتبار الآراء التي تبدو غير واضحة وغير متّسقة فيما يتعلق بمثل هذه القضايا في ماليزيا. يُصرّ بعض المسلمين الذين حضروا المهرجان وشاركوا فيه على أنّه مجرد احتفال بالرقص والغناء يخلو من أية عناصر روحية.
بوصفنا مسلمين، علينا أن نفهم حقيقة هذا الحدث وأن نعود إلى القرآن والسنّة لنفهم القضية بوضوح ونقرّر حكماً واضحاً. فعلى الرّغم من أن المهرجان يقتصر على الرقص والغناء، إلاّ أنه بالتأكيد لا يتوافق مع ثقافة الإسلام. وأسلوب الحياة هذا في البحث عن اللّذة أو الابتهاج دون النظر إلى الحلال والحرام هو أمر مخالف تماماً للإسلام. فالإسلام يعلّم أتباعه أن الغرض من حياة المسلم هو عبادة الله وطلب رضوانه، بالتخلي عن كل النواهي والأفعال الباطلة. وعلاوة على ذلك، فقد حرم الإسلام على معتنقيه التشبه بالكفار في أعمالهم من حيث الأفعال والأقوال واللباس وأسلوب الحياة وغير ذلك. وقد أمر رسول الله ﷺ الصحابة أن يميزوا أنفسهم عن الكفار، فقال في حديث طويل: «...وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ».
في الواقع، من الواضح أن مهرجان بون أودوري هو مناسبة وثنية، وكان تقليداً يابانياً لأجيال. وهكذا، فإن عمل المسلم الذي يشارك في هذا الاحتفال بأي شكل من الأشكال هو تشبّه بالكفار، الذي حرمه النبي ﷺ! إذا شعرت المراجع الدينية أن مثل هذا الاحتفال ليس ضد الإسلام فعليها أن تشير إلى أدلة من القرآن والسنة على أنه يسمح للمسلمين بحضور مثل هذا الحدث أو المشاركة فيه بدلاً من الخلط المستمر بين الأمة والآراء المراوغة! هذا مثال واضح على الكيفية التي تسبب بها العلمانية ضرراً وكوارث للمسلمين. في هذا النظام الديمقراطي الفاسد، يمكن أن تحدث جميع أشكال الشر والعصيان علانية. أما في ظل الخلافة فسوف تغلق بشكل تلقائي كل أبواب العصيان والشر.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا