خبر وتعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

التعليم في اليمن وضع مأساوي للغاية لن تنقذه إلا دولة الخلافة الراشدة الثانية

 

 

الخبر:

 

"الأمم المتحدة: نظام التعليم في اليمن على وشك الانهيار والحرب دمرت 3 آلاف مدرسة"

 

قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، الخميس، إن نظام التعليم في اليمن الذي يشهد حربا منذ سبع سنوات "على وشك الانهيار". وأفادت المنظمة، في بيان مقتضب، بتدمير وتضرر 3 آلاف مدرسة يمنية جراء الحرب، وأشارت إلى أن هناك ما يقرب من 3000 مدرسة إما مدمرة أو متضررة و2.4 مليون طفل خارج المدرسة. (مأرب برس، 24 حزيران/يونيو 2022)

 

التعليق:

 

لقد عمد الكافر المستعمر بعد هدم دولة الإسلام، وقبله عن طريق منظماته الاستعمارية، إلى فعل أمور كثيرة أثرت بشكل كبير في الأساس التعليمي الذي يجب أن يكون عليه المجتمع الإسلامي في الجانب العلمي؛ منها الغزو التبشيري والثقافي ومحاربة التلقي الفكري لدى المسلمين بفصل حياة الناس عن العلم والتعليم الإسلامي، حتى نتج عن ذلك علماء يحوون العلم ولا تأثير لهم في واقع الناس المعاش كونهم كتباً مغلفة لا يزيدون عنها، بل قد ينقصون، حتى أصبح العمل لاستئناف الحياة الإسلامية غريباً جدا لغرابة أفكار الإسلام عن أفكار غيره المعمول بها اليوم في البلاد الإسلامية والتي تشرف عليها مباشرة في فرضها كواقع لا مفر منه منظماتُهم على اختلافها؛ ففي اليمن، يونسكو عمود التعليم وأصوله، أنتجت أجيالاً انفصامية في شخصيتها متناقضة في الحمل والعمل، لأن الأساس الذي قام عليه العلم هو عقيدة فصل الدين عن الحياة، والمقياس هو المنفعة البحتة، ولم يرض الغرب المستعمر بهذا في اليمن فحسب بل عمد إلى ذلك كله فأشعل نار الفتنة المقيتة والحرب الأهلية الخبيثة التي حرمت أبناء اليمن تعلم حتى حروف الهجاء نتيجة قصف المدارس والجامعات والمعاهد والروضات... وفوق سوء التعليم وسوء أصله نتائج مخزية في واقع المعلمين والمتعلمين وضعف شديد يستحيي الواحد من ذكرها.

 

فالتعليم بالنسبة للمجتمعات البشرية مسؤولية كبيرة تقوم بها الدولة كونه الركيزة الأولى التي تتم من خلالها أمور كثيرة، فالعلم ينجب القادة السياسيين والعلماء الربانيين والدعاة والمفكرين والمثقفين والفقهاء والمجتهدين والمؤلفات والمؤلفين...الخ. وبغير العلم تبقى المجتمعات البشرية كزرائب الغنم تساق بل هم أضل سبيلا!

 

ولقد عنيت دولة الإسلام في العلم والتعليم ابتداءً من أول نزول الوحي على رسول الله ﷺ، فأول ما نزل قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ﴾، ثم تكتيل النبي ﷺ لأصحابه حيث الإعداد الفكري والثقافي والعقائدي والروحي الذي بنى جماعة بالعلم قادوا الأمم بعد أن كانوا رعاة غنم، أضف إلى ذلك عناية الرسول ﷺ بالعلم حيث جعل فداء أسرى بدر تعليم الناس في المدينة المنورة القراءة والكتابة، ثم حلقات العلم والتلقي الفكري والثقافي للمجتمع الإسلامي حتى نتج عن ذلك بديهيا أن فارق الرسول ﷺ أصحابه مجتهدين على الإطلاق في زمن كانت وسائل التعليم فيه صعبة المنال، ثم بعد ذلك مرر صفحة التاريخ قدما حتى خلافة أبي بكر وعمر ومن تبعهما، ثم بعدها إلى العصور الذهبية في العلم والتعليم والصناعة والاختراع والتاريخ خير شاهد.

 

فإلى متى ستبقى أمة الإسلام ألعوبة بيد غيرها؟ ومتى سيفيق أطراف الصراع في اليمن من سباتهم حتى يقرروا المصير ويضعوا أيديهم بأيدي إخوانهم شباب حزب التحرير ليعملوا سويا لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية؟! فهي وحدها الحل الجذري لكل مشكلة وصلاح الدنيا والآخرة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وحيد عبد السلام – ولاية اليمن

آخر الإضافات