الواجب تحريك الجيش الأردني لاقتلاع كيان يهود وتحرير فلسطين
لا التلهي بجسر ومطار والتمسك بحلول الاستعمار!
الخبر:
جدد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة تأكيده التزام الأردن المطلق بدعم الفلسطينيين من أجل تحقيق حل الدولتين، وضمان الاستقرار والسلام العادل والشامل، وتسهيل عبور الفلسطينيين وانتقالهم عبر جسر الملك حسين إلى المملكة، ومنها لدول العالم. وجاءت تصريحات الخصاونة خلال تدشينه ونظيره الفلسطيني محمد اشتية محطة تحويل كهرباء الرامة بمنطقة "الأغوار الجنوبية – البحر الميت" لتزويد الفلسطينيين بالطاقة الكهربائية.
وأكد الخصاونة العمل على تعزيز التبادل التجاري مع الفلسطينيين، وتعزيز الصادرات الأردنية إلى فلسطين، ورفض المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك.
بدوره، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن مطار رامون من المشاريع التي من شأنها الإضرار بالمصالح الأردنية الفلسطينية المشتركة، ولن تجد لها شريكاً فلسطينياً لا رسمياً ولا شعبياً، إذا فعلاً أراد الاحتلال "الإسرائيلي" تسهيل حياة الفلسطينيين فليفتح مطار القدس الدولي وأنه لا مطار رامون ولا أي مطار غيره سيكون بديلاً عن عمقنا الأردني". (الجزيرة نت، 24/08/2022)
التعليق:
ما إن شرع كيان يهود بالتمهيد لتشغيل مطار رامون حتى ظهر الغضب والفزع على وجه النظام الأردني لأسباب باتت حديث السياسيين والاقتصاديين، وتتمثل في أسباب اقتصادية وخسائر اعتبرت مهمة في حال تشغيل المطار بشكل رسمي، حيث يزور الأردن كل عام نحو 300 ألف مسافر من الضفة الغربية، 70% منهم يسافرون عبر شركات الطيران الأردنية والناقل الوطني "الملكية الأردنية" لدول العالم، وهو ما يشكل أحد واردات النظام الأردني، إضافة إلى تأثير ذلك على مشاريع واستثمارات قائمة أو من المخطط إنشاؤها مستقبلاً، وأسباب سياسية تتمثل في تقزيم دور الأردن السياسي وتأثيره في القضية الفلسطينية وطبيعة الحل المستقبلي، وأسباب تقنية تتمثل في التأثير على مطار الملك حسين في العقبة وذلك الذي ترجم بهجوم على المطار واعتبار السفر من خلاله خيانة وتطبيعاً.
وفي المقابل فإن كيان يهود يهدف لتحقيق أهداف سياسية متعلقة بالضفة الغربية وترسيخ اعتبارها عمقا لكيانهم وجزءا منه، وكذلك توظيف هذا المطار في توسيع رقعة التطبيع عبر فتح مطارات ما تبقى من بلاد المسلمين لشركات طيرانه بذريعة سفر أهل فلسطين، وكذلك تشغيل مطار على حدود الأردن عليه إشكالية كونه مخالفاً للقوانين والاتفاقيات الدولية المنظمة لفتح المطارات، وما يحققه ذلك من أهداف سياسية وأمنية لكيان محصور في مساحة ضيقة ومكاسب اقتصادية تتمثل بالسفر من خلال المطار وتشغيل خطوط الطيران وما يتبع ذلك.
وبين خسائر الأردن ومكاسب كيان يهود انغمس السياسيون والاقتصاديون وكذلك الرأي العام في تناول القضية وأصبحت الأخبار تتحدث عن سكوت السلطة الفلسطينية، وهل هي متواطئة؟ وهل هنالك صفقة مع كيان يهود؟ وهل كيان يهود ماضٍ في مشروعه أم لا؟ وهل ينجح؟ ولكن الأهم من ذلك كله هو الحديث الذي انصب على غضب الأردن وردة فعله وماذا سوف يفعل؟ وهذا ما يحتاج إلى بيان لضبط الزاوية التي يجب أن تُقيم من خلالها ردة الفعل، حيث ظهر أن ردة فعل النظام في الأردن باتت تتركز على الترغيب في السفر من جسر الملك حسين وتوفير مغريات لذلك والترهيب من السفر عبر رامون ومحاولة تخويف الناس من ذلك، وبتقييم ذلك الموقف يظهر مدى جبن وخيانة النظام الأردني ودوره فيما يحصل، فهو بداية قَبِل بإذلال أهل فلسطين عبر عقود على جسر الملك حسين وكان معينا لكيان يهود والسلطة في ذلك، ووصل به التجبر في منع الناس من السفر والعمرة والعبور لأسباب سياسية، ومن ثم سكت عن مطار فيه انتهاك للسيادة من طائرات كيان يهود خلال الإقلاع والهبوط وفيه مخالفة لاتفاقية وادي عربة، وفي النهاية جاءت ردوده الخجولة في مهاجمة كيان يهود على فتح المطار لتشجع الكيان على المضي في مشروعه.
إن الحل الصحيح الذي يقفز عنه النظام الأردني والسياسيون والاقتصاديون في التصدي لمخططات كيان يهود، ليس بتحسين السفر عبر مطارات وجسور الذل والهوان لأهل فلسطين الذين يقبعون تحت الاحتلال وبلادهم ومقدساتهم تحت سيطرة كيان يهود، وإنما يكون الحل الصحيح في مواجهة مخططات يهود بتحريك جيش الأردن فيقتلع كيانهم من جذوره ويخلص أهل فلسطين من الأسر ويطهر المسجد الأقصى، وبغير ذلك لن يرتدع كيان يهود ولن يعز أهل فلسطين ولن ينتهي الذل والهوان بأية وسيلة كان السفر ومن أي معبر كان الخروج.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. إبراهيم التميمي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)