خبر وتعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ترويض التيار الإسلامي!

 

 

 

الخبر:

 

موسم انتخابات برلمانية جديد في الكويت. (2 تموز 2022)

 

التعليق:

 

حاولت في التعليق الماضي بتاريخ 17 آب 2022 تجاوز تفاصيل موضوعات المشهد الانتخابي والتعريج المختصر على بعض الجوانب السياسية في الحياة الإسلامية في ظل الخلافة على منهاج النبوة.

 

ولكن الذي لا أستطيع تجاوزه ولا تفهمه هو الغياب الذي يكون تاماً للخطاب الشرعي لدى أبناء التيار الإسلامي العريض؛ مرشحين وناخبين، إلا من رحم الله!

 

وأقصد بالخطاب الشرعي تقديم البديل الإسلامي في الحكم والاقتصاد والعقوبات والقضاء والسياسة الخارجية...الخ.

 

كانت بدايات التيار الإسلامي في رفض النظام الدستوري الوضعي ورفض النظام الديمقراطي لأنه يمثل الحكم بغير ما أنزل الله، ثم ظهرت أطروحات التعاطي مع الوضع السياسي والدستوري القائم من باب الضرورات ودرء المفاسد وتعظيم المصالح وما شاكل ذلك من قواعد وأفهام. بعد حين تطور التعاطي السياسي للتيار، بل انتكس، إلى اعتبار أن الدستور الوضعي هو مكسب شعبي يجب أن لا يُسمح للسلطة تعطيله أو العبث فيه، إلى أن وصلنا اليوم إلى اعتبار العمل السياسي ضمن المنظومة الدستورية والسياسية القائمة خياراً استراتيجياً لا محيد ولا بديل عنه!

 

وفي أثناء هذه التحولات، كان تعديل المادة الثانية من الدستور لإضافة (أل) على عبارة "الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع" شعاراً يُرفع بين الفينة والأخرى كمطلب سياسي. وهو بالمناسبة مطلب كسيح لا يقدم ولا يؤخر.

 

ولكن حتى هذا المطلب الكسيح صار اليوم أحفورة سياسية علاها الغبار!

 

إن أبناء التيار ومحبيه ومناصريه عليهم الوقوف لحظة مع أنفسهم للإجابة عن هذا السؤال: لماذا وكيف تم ترويض التيار الإسلامي بوجهه السياسي بحيث صار خطابه خطاباً دستورياً خالصاً؟!

 

إن العمل السياسي - يا رعاكم الله - يجب أن يسير وفق قاعدة "الواقع هو موضع التفكير وليس مصدره"، كي لا تتحول الديمقراطية من نظام كفر يجب تغييره إلى مكسب استراتيجي يجب العض عليه بالنواجذ والعياذ بالله، وكي لا يتحول الأسد الهصور مع الوقت إلى هرٍّ أليف، عافانا الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ الكويت

آخر الإضافات