النظام السعودي مشغول بمباريات كأس العالم بينما مدينة جدة تغرق بالفيضانات!
الخبر:
تحت عنوان "جدة تغرق"... سيول مرعبة تضرب مدينة جدة السعودية وتجرف عشرات السيارات، كتب موقع يورو نيوز يوم الخميس الموافق 2022/11/24 ما يلي:
غمرت سيول تسببت بها أمطار غزيرة واستثنائية طرقات وشوارع مدينة جدة، وتسببت بجرف عشرات السيارات وألحقت أضرارا كبيرة بالعديد من المنازل في المحافظة الواقعة في غرب السعودية ما أودى بحياة شخصين على الأقل. وأظهرت مشاهد مصورة تم تداولها عبر وسائل التواصل، تدفق السيول إثر أمطار غزيرة شهدتها الأحياء السكنية مثل حي النزهة وحي الزهراء وحجم الدمار الهائل الذي طال عددا كبيرا من السيارات، إذ غطت مياه الأمطار البعض منها وجرفت البعض الآخر. وعلت صرخات الناس عبر وسائل التواصل تنتقد السلطات، وتطالب فرق الطوارئ المحلية بالتدخل لإنقاذ العالقين داخل سياراتهم منذ ساعات.
التعليق:
في الوقت الذي كان حكام السعودية السفهاء يتابعون فريق كرة القدم السعودي والذي يلعب ضمن مباريات كأس العالم المقامة في قطر، وفي الوقت الذي ينفق فيه هؤلاء السفهاء الملايين بل المليارات على لعبة سخيفة جعلوا منها أفيونا للشعوب كانت مدينة جدة تغرق بالفيضانات وكان أهلها يصرخون وينتقدون حكومة السفيه ابن سلمان ولكن لا حياة لمن تنادي، فابن سلمان مشغول بما هو أكثر أهمية عنده من فيضانات جدة وسلامة أهلها، بل إن جدة وأهلها لا قيمة لهم في نظره، وليست هذه الفيضانات هي الأولى وربما لن تكون الأخيرة، فقد سبقتها فيضانات كثيرة في السنوات الماضية ومع ذلك لم يقم حكام آل سعود بإيجاد حلول كبناء بنية تحتية لتصريف مياه الأمطار للتقليل من الكوارث الناتجة عن الفيضانات كلما حل الشتاء، فأسقطت هذه الفيضانات ورقة التوت التي تستر عورات هذه الأنظمة القمعية التي لا تعرف عن رعاية شؤون الناس شيئا، وكل ما تعرفه إنما هو السرقات والفساد واستخدام ثروات الأمة في ما لا طائل منه ولا فائدة.
وها هو سفيه قطر أيضا ينفق ما يقرب من 220 مليار دولار من أموال الأمة من أجل مونديال لا يدوم أكثر من 28 يوما، فهل بعد هذا السفه من سفه؟! أما كان أولى يا حكام الضرر والضرار أن تُستخدم أموال الأمة فيما يحقق العيش الكريم لأبناء المسلمين خاصة وأنكم تعبثون بأموالهم؟! أما كان أولى بهؤلاء السفهاء أن يؤسسوا لنهضة صناعية في بلادهم فيستخدموا طاقات أمتهم المتعددة في كافة المجالات فيرتقوا ببلدانهم بدل أن يكونوا عالة متوسلين ومتسولين على أبواب الغرب لشراء ما كسد عنده من صناعات؟! ولكن أنى لهم ذلك والأمة صامتة لا تحاسبهم ولا تأطرهم على الحق أطرا؟ أنى لهم ذلك وعلماء البلاط يزينون باطلهم ويصورونهم وكأنهم أحفاد ابن الوليد والسلطان عبد الحميد؟ وكم سمعنا في الأيام الأخيرة من تفاهات أن قطر أقامت المونديال على أراضيها من أجل الدعوة إلى الله!! إن هذا الكلام والله لهو العجب العجاب، ومنذ متى كانت الدعوة إلى الله تحتاج إلى مونديالات تنفق عليها المليارات؟! وأي دعوة إلى الله تلك التي تبدأ بالرقص والتمايل وعرض الشواذ الذكور بملابس نسائية في افتتاح المونديال؟! ناهيك عن الفساد الخلقي الذي رافق المونديال والنساء شبه العاريات وشرب الخمور ثم يأتي بعض قصيري النظر ليقولوا إن قطر هيأت الأجواء للدعوة إلى الله! وقد لخص الموضوع طفل بريء ولكنه ذو بصيرة حُرِم منها مَن يُسمون بالدعاة والعلماء، فقال من على شاشة الجزيرة التي تروج لحكام قطر: "المكان جميل ولكن من يأتي إلى هنا يذهب إلى جهنم سبّاحي".
أيها المسلمون: إن هؤلاء السفهاء من الحكام ينطبق عليهم قول المولى عز وجل: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾، فهؤلاء لا يتوقع منهم أي رعاية لأنهم لا يعرفون إلا الجباية، ولا يتوقع منهم الاهتمام بقضايا الأمة ورفع الذل عنها لأنهم هم أساس وسبب ذلها وتخلفها، ولا ينفع معهم إصلاح بل لا بد من قلب عروشهم على رؤوسهم وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ومبايعة خليفة عادل يكون في عدله كعمر بن الخطاب رضي الله عنه فيسوس العالم كله بالعدل ويرفع الظلم عن كل مظلوم ويعطي كل ذي حق حقه، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام