روسيا داعمة الإرهاب
(مترجم)
الخبر:
نشرت وكالة ريا للأنباء في 11/30 خبراً مفاده أن أمريكا لن تعترف بروسيا كدولة راعية للإرهاب، وأن هذا سيخلق آمالاً أمام المجتمع الدولي للبحث عن طرق للحل، بحسب منسق لجنة الاتصالات الاستراتيجية القومية للأمن في البيت الأبيض جون كيربي.
التعليق:
جاء هذا الخبر بعد أن قام البرلمان الأوروبي في 2022/11/23 بالتصويت بالأغلبية بالاعتراف بروسيا كدولة ممولة للإرهاب ولا بد من لفت النظر إلى أن هذا التصويت لا يملك أي قوة قانونية ملزمة أو حتى كاقتراح.
أعلنت لاتفيا في أيار/مايو بأن روسيا دولة إرهابية، وفي آب/أغسطس وصفتها بأنها دولة ممولة للإرهاب، وفي تشرين الأول/أكتوبر تبنت إستونيا الموقف نفسه، وفي هذا الشهر أعلنت بولندا بأن روسيا دولة إرهابية. أما برلمان أوروبا فقد أقر بأن الحكم السياسي في روسيا الاتحادية إرهابي. كما أقر هذا الأمر برلمان دول الناتو الذي تشارك فيه أمريكا.
أي أن دول الغرب وبأشكال مختلفة تعترف بأن روسيا دولة إرهابية، إلا أن أمريكا غير جاهزة لمثل هذا الاعتراف؛ لأن المنفعة، وهي أساس الرأسمالية، تجعل من الاعتراف القانوني أمراً يقضي بمنع العلاقات الاقتصادية مع البلد الذي يعترف به كدولة راعية للإرهاب، كما هي الحال مع إيران مثلا.
أما نظرة الأمة الإسلامية إلى هذا، فإنه وقبل الحرب في أوكرانيا كان واضحاً للمسلمين حقيقة روسيا. واليوم يعاني شعب أوكرانيا مما عانى منه المسلمون في الشيشان وسوريا خلال الحرب هناك. وقبل ذلك عاني شعب أفغانستان، وشمال القوقاز، وسيبيريا، والقرم، وآسيا الوسطى ومنطقة الفولغا. فحيثما وطأت أقدام الإمبراطورية رحل هدوء الحياة وحل الدمار.
وبغض النظر عمن يحكم روسيا، فكلهم يحاول زيادة مساحتها، وأكثر الأراضي المرغوب في قضمها هي أراضي المسلمين. وقد تشكل عند روسيا، خلال مئة عام من العداء للإسلام، توجه معين لحل المشاكل مع الشعوب المتمردة، وصار الإرهاب على مستوى الدولة علامة فارقة. فإخضاع ودمج الشعوب مر بكل الوسائل المتاحة بغض النظر عن الأخلاقيات والنتائج. فمن القتل بوحشية خلال الحروب مروراً بالتهجير، والعقاب العلني، والسجن في المناطق المحتلة، حتى فقد الناس كل شيء حتى ثقافتهم ومعارفهم.
إن إعادة أوكرانيا وبيلاروسيا إلى ظل الإمبراطورية الروسية بأي طريقة صار أمراً تعمل عليه روسيا بجد. وإذا وقعت بيلاروسيا ممثلة في لوكاشينكو في الفخ حين حصل أخذ الحكم بالقوة، واستخدم الكرملين الأمر على وجهه، إلا أن أوكرانيا ستعاني من الشدة بسبب هوس المحتل. غير أن خطأ الحسابات في تقدير القوة والقدرات في الحرب في أوكرانيا أوقع روسيا في مأزق لا تكاد ترى له مخرجاً.
إن المذبذبين مهما أوتوا من الحكم والمال فسيبقى النظام غير مستقر، وسيدفع الإنسان بسبب رأيه. نرى اليوم نهاية لإحدى إمبراطوريات الشر، وإن شاء الله نكون شهوداً على سقوط الباقين، وأن تقام على أنقاضهم الخلافة على منهاج النبوة، كما بشرنا بذلك رسول الله ﷺ، حيث قال: «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةٍ. ثُمَّ سَكَتَ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي أبو أيوب