كأس العالم يستمر في فضح النفاق الغربي الصارخ
(مترجم)
الخبر:
كأس العالم والجدل المحيط به انتشر في جميع أنحاء الأخبار الدولية ومناقشات وسائل التواصل واهتمام الناس في جميع أنحاء العالم خلال الأسبوعين الماضيين.
التعليق:
وفقاً لشعارات وحملات الفيفا، من المفترض أن توحد كرة القدم العالم عبر الدول، والرسائل التي ترسلها اتحادات كرة القدم عادةً في الإعلانات التجارية واللافتات، أن كرة القدم توحد العالم تستمر في ادعاء هذه الفكرة الخاطئة. لقد أكد كأس العالم الجاري بلا أدنى شك، أنه لا يمكن الفصل بين الرياضة والسياسة، وعملياً، فإن هذه التصريحات حول ما يسمى بالوحدة لا طائل من ورائها وهي فارغة.
مثلما لا يمكن فصل السياسة عن الرياضة، لا يمكن فصل النفاق عن السياسة الغربية في عالم تحكمه طريقة الحياة العلمانية الغربية. ينكشف نفاق الغرب باستمرار، ويزداد وعي الكثيرين على هذه الحقيقة. انتقدت وسائل الإعلام الغربية النقاشات حول قطر للحد من الخمور أو منعها، والآن يعترف النقاد والمعلقون الرياضيون بحقائق أن كأس العالم كانت في مأمن من متاعب المشجعين والمضايقات للنساء بسبب الحد من الخمور. تعرضت الحملات الخاصة برسالة #OneLove أيضاً لانتقادات بسبب استيلائها على الرياضة، وقد تلقت تلك الفرق التي كانت تقوم بحملات عدوانية من أجل القيم الليبرالية وإشارات الفضيلة، رد فعل عنيف بعد إخفاقاتها الرياضية.
أفادت الأنباء أن المنتخب الألماني كان على خلاف حول اختيار الإشارة إلى القمع من خلال تغطية أفواههم قبل إحدى مبارياتهم. بشكل عام، رفض الكثيرون الإشارة إلى الفضيلة والغسيل الرياضي، موضحين أن إلقاء الغرب على المسلمين محاضرة عن الثقافة والقيم ما هو إلا نفاق. وقد ذكر هذا حتى بعض الذين يتفقون مع الثقافة الغربية. الغرب مع انحلاله الأخلاقي ومشاكله الداخلية الهائلة، إلى جانب استعماره المستمر للدول الأجنبية، ليس في وضع أخلاقي يسمح له بإلقاء محاضرات على أي شخص حول القيم أو حرياته، التي يتقدمون عليها بسهولة ضد الإسلام والمسلمين الذين يعيشون في الغرب كلما رأوا ذلك مناسباً. يتوقعون أن يلتزم المسلمون بالقيم الغربية، حتى بالقوة والتدابير القانونية، بينما يتوقع السائحون الغربيون أن يرحب المسلمون بانحطاطهم وفجورهم! لا شيء من هذا بعيد عن حقيقة أن النظام القطري يزعم ويعرض الجماهير للثقافة الغربية ويعمل بشكل وثيق مع المستعمر الغربي لدعم الرأسمالية في بلاد المسلمين بينما يقدم فهماً للإسلام خالياً من جوهره السياسي ويتماشى مع الغرب العلماني. وهذا يعني أن الوقوف في وجه الثقافة الغربية ليس كافيا وليس انتصارا في حد ذاته. بل يأتي النصر عندما تزول جذور الغرب المستعمر بعملائه المخلصين من مثل قطر والأنظمة الأخرى إلى الأبد، وتقوم الخلافة بتطبيق النظام الإسلامي كاملا وإعلاء أرض المسلمين بطراز حياة إسلامي خالص.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس بيسكورتشيك