خبر وتعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

انتهاء فترة استضافة الأوكرانيين في بريطانيا

 

 

 

الخبر:

 

نقلت البي بي سي أن حوالي 51 ألف شخص قدموا إلى المملكة المتحدة في إطار برنامج بيوت لأوكرانيا (Homes for Ukraine) قد وصلوا الآن إلى نهاية فترة رعايتهم التي استمرت ستة أشهر. (بي بي سي، 2022/12/12)

 

التعليق:

 

دعمت بريطانيا أوكرانيا في حربها ضد روسيا بالسلاح واستضافة المتضررين من الحرب وفرض العقوبات على روسيا. ففي زيارة مفاجئة لرئيس الوزراء الجديد ريشي سوناك لأوكرانيا أعلن عن حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة خمسين مليون جنيه إسترليني، وقد سبقت هذه الحزمة حزم كثيرة وصلت قيمتها أكثر من ستة مليارات جنيه. في الوقت نفسه أعلنت بريطانيا في شهر آذار/مارس 2022 عن استضافة المتضررين من الحرب في أوكرانيا ضمن برنامج يوفر فيه البريطاني السكن للأوكرانيين لمدة أقلها ستة شهور قابلة للتجديد، حيث وصل عدد القادمين عبر هذا البرنامج إلى ما يزيد عن مئة ألف أوكراني. وقد فرضت بريطانيا عقوبات على البنوك والشركات الروسية ومنعت العديد من التعاملات معها ومنها وقف استيراد البترول والغاز وتصدير التقنيات الحساسة لروسيا، بالإضافة لمنع الطائرات والسفن الروسية من الأجواء والمطارات والمرافئ البريطانية.

 

في الوقت الذي تغدق فيه بريطانيا الأموال لمساعدة أوكرانيا فإنها تقف على حافة أزمة مالية وصلت فيها مديونيتها إلى ما يزيد عن ترليوني جنيه إسترليني، بنسبة 106% مقارنة بناتجها المحلي الإجمالي. وفي وقت وصل فيه التضخم في بريطانيا لمستوى قياسي يزيد عن 10%، وأصبح فيه عدد الناس الذين يعتمدون على صناديق المعونات غير الحكومية يزيد عن مليوني شخص. وفي وقت أعلنت فيه الحكومات المتعاقبة خلال العام 2022 عن تقليص الإنفاق على الخدمات العامة بأرقام كبيرة أثرت بشكل مباشر على النظام الصحي والتعليمي والخدماتي وغيره.

 

إن الناظر إلى حال بريطانيا يرى سياسة ممنهجة لاستغلال الشعوب، في ظاهرها رعاية واهتمام وحماية للمستضعفين ولكنها في حقيقتها استعباد وتنفيذ سياسة لصالح بريطانيا ورأسمالييها. إن المتضرر الأول من إنفاق بريطانيا على أوكرانيا هم عوام الناس الذين تخلت عنهم الحكومة والذين سيدفعون فاتورة هذه المساعدات من خلال الضرائب وشح الخدمات، في الوقت الذي يعلن فيه الرأسماليون وشركاتهم عن أرباح غير مسبوقة ودعم أكبر من الحكومة.

 

بريطانيا هي واحدة من دول الغرب الرأسمالية الجشعة التي ما فتئت تستغل شعوب العالم لمصالحها، بل لمصالح أغنيائها وشركاتها. نسأل الله تعالى أن يخلصنا منهم، وأن يمن علينا بدولة الإسلام لتعيد أمور العالم إلى نصابها، وما ذلك على الله بعزيز.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرحمن الأيوبي

آخر الإضافات