تقسيم الحدود أم تقسيم الإخوة؟
(مترجم)
الخبر:
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ممتاز زهرة بالوش في مؤتمر صحفي أسبوعي، ردا على سؤال حول الاشتباكات بين قوات الأمن الباكستانية والأفغانية في منطقة شامان سبين بولداك "لقد اتفقنا على الاستمرار في إنشاء آلية مؤسسية مع أفغانستان لمنع مثل هذه الحوادث". (ديلي تايمز)
التعليق:
إن الاشتباكات الإقليمية في المناطق المختلفة والتي تديرها قوى أجنبية لا تقع في الواقع تحت ما يسمى بالنزاع الإقليمي أو القبلي. فهذه اشتباكات شبيهة بالاشتباكات التي تحصل في السجن، يراقبها السجان عن كثب ويتلاعب بها. المسلمون حول العالم في حالة أسر سواء أكان مرئياً أم غير مرئي. وكذلك الحال مع باكستان وأفغانستان، فالافتخار بالدفاع عن حدودهما على أمل اكتساب القوة، يؤدي في الواقع إلى إضعافهما. لقد كانت شبه القارة الهندية وأفغانستان قريبتين بعضهما من بعض وتساعد كل منهما الأخرى حتى اكتسبتا مكانة الدول القومية.
أفغانستان، والمعروفة باسم "قمرة القيادة في آسيا" هي من الناحية الاستراتيجية والنفسية والثقافية والجغرافية والسياسية، واحدة من أهم الدول المجاورة لباكستان، ويمكن أن تكون بوابة للعديد من الدول المجاورة، وبالتالي تصبح السيطرة عليها من أجل سهولة الوصول لغيرها أمراً مهماً بالنسبة للغرب. عبر التاريخ، جاء الغزاة والتجار والزوار إلى شبه القارة الهندية عبر أفغانستان. بينما كانت بريطانيا مشغولة في نهب شبه القارة الهندية، فإن اقتراب روسيا من أفغانستان جعل بريطانيا غير آمنة بشأن تجارة الأفيون الخاصة بها، وبالتالي بدأت لعبة كبيرة طويلة جداً بين بريطانيا وروسيا، لكسب السيطرة على آسيا الوسطى، ما أدى إلى فرض خط دوراند سيئ السمعة. وبعد خروج بريطانيا من المنطقة، بدأت أمريكا بالتوجه نحو أفغانستان، واعترفت بها كدولة مستقلة عام 1921 كخطوة أولى لها. ومع تغير الزمن تغيرت الاهتمامات وكذلك الاستراتيجيات. بالنظر من منظور أوضح يتضح لنا أن من نقوم بمقاتلتهم باسم الحرب يعتبر انتحاراً ومن نقتله كعدو هو شقيقنا فالقاتل هو قفاز بيد العدو. إن وجود اسم عربي إسلامي لمنظمة ما لا يجعلها رمزاً أو حاملة للإسلام. فالإسلام هو أسلوب حياة والمسلم هو الشخص الذي لا يحاول فقط أن يعيش حياة إسلامية ولكنه يسهل على الآخرين أن يعيشوا تحت الإسلام أيضاً وإن كونك مسلماً لا يعني تكوين جماعة والمطالبة باسم العلامة التجارية للمجموعة، ولكن أن يكون لك تأثير كرة الثلج على المجتمع. بدأ الإسلام من مكة وانتشر في جميع أنحاء العالم باتباع أمر الله سبحانه وتعالى. سواء أكانت القوات الباكستانية أو الأفغانية، فيجب عليهم ألا يأخذوا بعضهم بعضا كمنافسين ولا يحتاجون إلى إبرام ميثاق للتعايش، ولكن عليهم أن يعملوا كحلفاء لحماية أرواح المسلمين وثرواتهم. تم إنشاء جماعات مثل حركة طالبان باكستان من خلال استغلال العواطف، وتتغذى هذه الجماعات على الفوائد المادية.
ستعمل دولة الخلافة على تجميع كل الفصائل وتحولهم إلى قوة إسلامية ضخمة لا تقسم بخطوط ولا أسلاك. سيحرص الخليفة على عدم وجود تسلل للمفاهيم الأجنبية، وتحت إشرافه وحمايته ستنمو الأمة في قوتها المادية والنفسية والفكرية. سيعين الخليفة الولاة الذين سيضمنون عدم استخدام أي جزء من أراضي المسلمين بطريقة مؤذية. بمثل هذه التحركات ستظهر دولة الخلافة قوة لا يستهان بها. الآن وقد شهدت الأمة كيف يمكن أن يكون الكفار متلاعبين وماكرين، فإن دولة الخلافة ستراقب عن كثب أي حركات خاطئة أو ضارة. سيؤدي التوزيع الصحيح للموارد وتقديم التسهيلات إلى بناء ثقة الناس في الدولة وزيادة حبهم واهتمام بعضهم ببعض.
عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ قال: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ مَالُهُ وَعِرْضُهُ وَدَمُهُ حَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان