العصفور أزاح الفرسان والعَلم!
الخبر:
طرح البنك المركزي الأردني في الأسواق المالية إصداراً جديداً من العملة النقدية الورقية فئة دينار واحد، وعليها صورة العصفور الوردي السينائي بدلاً مما يسمى بعلم الثورة العربية الكبرى. وبدأ تداول الإصدار الجديد من العملة رسميا في الأسواق المالية، الاثنين 26 كانون الأول/ديسمبر الجاري.
ووفق بيان أصدره البنك، فإن "الإصدار الجديد تضمن أحدث العلامات الأمنية المستخدمة في عالم صناعة النقد، بالإضافة إلى تحسين جودة أوراق النقد المتاحة للتداول، وإطالة عمره".
التعليق:
الدينار الأردني هو العملة الرسمية في الأردن، ويصدره البنك المركزي الأردني ويقسم إلى 1000 فلس، أو 100 قرش. ويوجد الدينار بشكل ورقي، وكذلك تتوفر أشكال معدنية للعملة.
وبعد هدم الخلافة وتقسيم البلاد إلى دويلات بمسميات وأعلام ورؤساء، صار هناك ما يسمى بإمارة شرق الأردن، وقد كانت العملة المتداولة فيها هي الجنيه الفلسطيني وبقيت كذلك حتى عام 1949، حيث صدر قانون النقد الأردني رقم 35 لسنة 1949 فتشكل بموجبه مجلس النقد الأردني في لندن، ليصبح في عام 1950 الجهة المخوّلة بإصدار النقد الأردني وليحل محل مجلس النقد الفلسطيني الذي كان يقوم بهذا الدور في الفترة من 1927 حتى 1950 حيث بدأ التداول بالدينار الأردني وبدأ يحل تدريجياً محل الجنيه الفلسطيني الذي أوقف التداول به في 30 أيلول من العام 1950.
في عام 1964، تأسس البنك المركزي الأردني ليصبح الجهة الجديدة المخولة بإصدار النقد الأردني حتى زمننا هذا، وجرى إلغاء أوراق النقد الصادرة عن مجلس النقد الأردني في عام 1971.
وقد تم ربط صرف الدينار الأردني مع الجنيه الإسترليني في عام 1967، ومن ثم تم ربط سعر الدينار الأردني مع وحدة حقوق السحب الخاصة، وبعدها تم ربطه مع سلة العملات الأجنبية والتعويم الكلي، ومن ثم في عام 1995 تم ربطه بنظام سعر الصرف الثابت مع الدولار حيث إن 70 قرشاً أردنياً تساوي دولاراً أمريكياً واحداً.
ويأتي هذه الإصدار الخامس من البنك المركزي بعد أربعة إصدارات سابقة، حيث قام البنك بإصدار الطبعة الثانية عام 1974، ثم صدرت السلسلة الثالثة عام 1992، وفي إصداره الرابع كان الدينار الأردني يحمل صورة من الثورة العربية الكبرى، تُظهر مجموعة جمال ورجال يحملون علم الثورة وهو ما تم استبدال صورة الطائر الوردي به في الإصدار الخامس.
وقد سيطرت حالة من السخرية والتهكم على مواقع التواصل المختلفة بعد طرح الإصدار الجديد لتضمينه صورة طائر، متسائلين حول سبب اختيار صورة العصفور رغم وجود الكثير من الدلالات التاريخية والأثرية في الأردن، منتقدين إزالة ما يسمى علم الثورة العربية الكبرى والفرسان ووضع صورة الطائر مكانها.
ويأتي هذا التغيير مواكبا للاحتجاجات التي شهدها الأردن منذ مطلع الشهر الحالي وأدت إلى مقتل ضابط وإصابة 49 آخرين بعد رفع أسعار المشتقات النفطية التي ارتفعت حوالي 16 مرة خلال عامين، حيث يواجه الأردن تحديات اقتصادية بسبب قلة الموارد والإمكانات، وارتفاع المديونية، والعجز المالي للموازنة وتأزم مشكلتي الفقر والبطالة. وتدّعي الحكومة أنها بحاجة إلى الحفاظ على الانضباط المالي في إطار برنامج للإصلاح الاقتصادي الهيكلي يدعمه صندوق النقد الدولي، يساعدها على حماية اقتصادها، أي تنتظر من سبب المشكلة أن يحلها، ومن الجاني أن يخفف عن الضحية!! فكل ما يحصل هو نتيجة لتبعيتها لصندوق النقد هذا ومن يتحكم فيه وفي مصير بلاد وثروات، وانتشار الفساد وتغلغله لفساد الراعي والحاكم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)