الحرب الروسية على أوكرانيا بين المد والجزر
الخبر:
شددت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" على عزمها مواصلة دعم الجيش الأوكراني بالأسلحة إذا شن عملية عسكرية في شبه جزيرة القرم. جاء ذلك على لسان مساعدة الناطق باسم الوزارة سابرينا سينغ، في مؤتمر صحفي الخميس. وأوضحت سينغ أن شبه جزيرة القرم جزء من الأراضي الأوكرانية، وأن موقف الولايات المتحدة حيال هذا الأمر واضح منذ سنوات. وتابعت: "سندعم الأوكرانيين في استعادة أراضيهم بغض النظر عن الأدوات أو الأسلحة التي يستخدمونها. وقد صرحنا بذلك منذ بداية الحرب".
ورداً على سؤال مراسل الأناضول عمّا إذا قدمت واشنطن تكتيكات ونصائح للجيش الأوكراني بشأن استعادة شبه جزيرة القرم، قالت سينغ: "لم نمارس أي ضغط على الجيش الأوكراني بشأن كيفية تنفيذ عملياته، هذا سيكون قراراً أوكرانياً"، وأردفت: "القرم جزء من أوكرانيا، وإذا قررت كييف شن عملية على شبه الجزيرة، فسيتوصلون إلى هذا القرار فيما بينهم. إنها جزء من بلدهم احتلته روسيا بشكل غير قانوني عام 2014. ولأوكرانيا الحق في استعادتها".
وفي 24 شباط/فبراير 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو. وتشترط روسيا لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلا" في سيادتها. (رأي اليوم)
التعليق:
تقوم أمريكا مجددا بشد الحبل حول خناق روسيا بتعهدها بدعم أوكرانيا وجيشها إذا ما حاول استهداف القرم، وهي بذلك تسعر الحرب على روسيا وتضغط عليها بشدة.
في السابق وتحديدا بعد إرجاع القوات الأوكرانية لمدينة خيرسون جنوب البلاد تعالت الأصوات من الغرب بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات والعمل على إنهاء الحرب، حتى إن هذه التصريحات أثارت حفيظة الأوكرانيين واعتبروها أمرا غير مقبول. فما الذي حدث لتغيّر أمريكا من لهجتها؟
إن أمريكا دولة استعمارية رأسمالية لا توجد عندها قيم أو أعمال خير وإنما تقوم بهذه الأعمال بناء على ما تقتضيه مصالحها بغض النظر عما سيسبب ذلك لغيرها حتى إن كانوا حلفاءها.
يبدو أن روسيا وافقت على شروط أمريكا بخصوص الحرب فكانت تنازلات روسيا عن خيرسون وعادت لسيطرة أوكرانيا كبادرة حسن نية من روسيا، ولكن في الفترة الأخيرة قامت روسيا بمناورات مع الصين حملت في طيها تهديدا لأمريكا وحلفائها وذلك بعد أن قررت اليابان تغييراً في استراتيجيتها العسكرية الدفاعية برعاية أمريكية، ما فهم أنه تهديد حقيقي لكل من الصين وروسيا فقامت بالمناورات المشتركة ومحاكاة حرب حقيقية، فمما لا شك فيه أن ملف الحرب الأوكرانية أصبح مربوطا بملف تايوان والصين وتداخل العلاقات اليابانية الأمريكية والعلاقات الصينية الروسية، ما يزيد الوضع صعوبة وزيادة احتمال الاحتكاك المباشر بين الدول العظمى والذي يهدد بحرب غير تقليدية ولربما عالمية إن استمر التصعيد بين هذه الدول.
اللهم عجل بدولة الخلافة الراشدة لكي يرتاح العالم والبشرية جمعاء من الحروب العبثية، التي لا تجلب للبشر والشعوب سوى الخراب والدمار ومزيد من الجوع والتشرد والضياع.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد الطميزي