حريّة التّعبير أم الكراهية الصّارخة للإسلام؟
(مترجم)
الخبر:
في 27 كانون الثاني/يناير، نظّم حزب التحرير في ماليزيا مسيرة سلمت خلالها مذكرات احتجاج إلى سفارتي السّويد وهولندا في كوالالمبور. وتمّت تغطية الحدث من خلال مواقع التواصل الإلكتروني ووسائل الإعلام الرئيسية في اليوم نفسه. وجاءت مذكرات الاحتجاج رداً على الأعمال الشنيعة المتمثلة في تدنيس المصحف الشريف التي ارتكبها سياسيون يمينيون متطرفون في السويد وهولندا. ففي 21 كانون الثاني/يناير 2023، قام راسموس بالودان، زعيم الحزب اليميني المتطرف الدنماركي، الخط المتشدد، بحرق نسخة من القرآن الكريم تحت حماية الشرطة السويدية. وفي رسالة منافقة، انتقد رئيس وزراء السويد الحرق لكنه أيّد في الوقت نفسه حق راسموس في القيام بهذا العمل الشنيع باسم حرية التعبير. وبعد يوم من ذلك، ارتكب إدوين واغنسفيلد العمل الشنيع نفسه في هولندا، مرةً أخرى تحت حماية الشرطة الهولندية، وتحت ستار حرية التعبير.
التعليق:
ليست هذه هي المرة الأولى التي تتغاضى فيها الحكومة السويدية عن مثل هذه الجريمة. فقد سُمح لراسموس بالودان بتنفيذ الفعل الدنيء نفسه في عام 2022 ما أدى إلى اضطرابات مجتمعية شديدة. وفي عام 2020، سُمح للشخص نفسه أيضاً بتنفيذ مثل هذا العمل الحاقد. في الواقع، ليس من المستغرب أن تصبح مثل هذه الأعمال المعادية للإسلام مكاناً شائعاً في جميع أنحاء أوروبا. من الواضح جداً، أنه على الرغم من الانتقادات المنافقة من الحكومتين السويدية والهولندية للجناة، فإنهما تعملان باستمرار كمنصة، باسم حرية التعبير لمهاجمة الإسلام وتقويضه. في الواقع، تنتقي الحكومات الغربية المنافقة وتختار متى تقرر ما يجب أو ما لا يجب أن يوضع على أنه حرية التعبير. فالسويد، على سبيل المثال، كدولة تطمح إلى أن تصبح جزءاً من الناتو، لم تختر معاداة تركيا على وجه التحديد، وبدلاً من ذلك اختارت عن عمد إهانة ما يقرب من ملياري مسلم من خلال السماح لراسموس بتنفيذ العمل الحقير. من الواضح أن الحكومتين السويدية والهولندية، اللتين تجسدان الموقف الغربي تجاه الإسلام، ترفعان راية حرية التعبير فقط عندما تتمّ إهانة المسلمين والإسلام، ولكن تعتبر الانتقادات لمحرقة اليهود، على سبيل المثال، "غير حساسة وغير مناسبة". يا له من نفاق!
يجب على الغرب أن يدرك أن حرمة الإسلام والمسلمين ستأخذها الأمة على محمل الجدّ. فرغم الهجمات التي لا هوادة فيها من أعدائها وخيانة حكامها، فإنها لن تسكت أبداً على الإساءة لدينها ومقدساتها. وفي الآخرة أعد الله سبحانه لأعدائه عذاباً مهيناً. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً﴾.
يجب تذكير الغرب بأن هذه الأمّة تبذل جهوداً مستمرة لاستعادة سلطانها من خلال الإطاحة بحكامها العملاء وإقامة الخلافة وإعادة مجد الإسلام. سيقف المسلمون دائماً للدفاع عن الإسلام. وبغض النظر عن مدى سخافة الهجمات والرغبات في إضعاف مقدسات هذا الدين، فإن تحقق وعد الله بالنصر هو مجرد مسألة وقت. قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَه بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا