عودة العلاقات السعودية الإيرانية ولجم نتنياهو
الخبر:
في وقت شكرت فيه كلٌّ من السعودية وإيران الصين على الدور الذي لعبته وجهودها في التوصل لاتفاق، اعتبر كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي الاتفاق بمثابة "نصر للحوار ونصر للسلام"، قائلاً إن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم وستظهر تحليَها بالمسؤولية بصفتها دولة كبرى. وأضاف: "العالم لا يقتصر فقط على قضية أوكرانيا".
التعليق:
العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين السعودية وإيران منذ عام 2016، والاتفاق الثلاثي الذي تمّ التوصل له الجمعة، سبقته مباحثات بين طهران والرياض خلال عامي 2021 و2022. وأعلنت الدولتان أنهما ستعيدان فتح السفارات والممثليات الدبلوماسية في غضون شهرين. وينصّ اتفاقهما الذي تمّ التوصل إليه برعاية صينية، على تنفيذ اتفاقية أمنية مبرمة عام 2001 ومرتبطة بمراقبة الحدود و(مكافحة الإرهاب).
واعتبر يويل غوزانسكي، خبير الشأن الخليجي في معهد دراسات الأمن القومي أن القرار السعودي يُمثل ضربةً لكيان يهود من الناحية الرمزية، دون أدنى شك و"يبعث القرار برسالة مفادها أن (إسرائيل) ستكون بمفردها في المعركة ضد إيران بالمنطقة".
من جهة أخرى سارع البيت الأبيض للتأكيد على أن واشنطن كانت على اطّلاع على المباحثات بين الأطراف، وهنا مربط الفرس.
فبالنظر إلى الحالة القريبة من الفوضى في كيان يهود، ومحاولة نتنياهو جمع صفوف اليهود خلفه من خلال صب الزيت على النار الملتهبة أصلا في الساحة الفلسطينية وفشله في ذلك بل ارتداده عليه، فإنه أخذ يعمل على "تعديل خطته بسرعة باتجاه ضرب إيران باعتبار ذلك طريقة لرص صفوف يهود خلفه وضمان احتفاظه بالحكم (كما ورد في جواب سؤال أصدره أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة بعنوان "أهداف زيارات المسؤولين العسكريين الأمريكان رفيعي المستوى لكيان يهود").
فجاء الرد الأمريكي متمثلا بزيارات مكثفة لمسؤولين عسكريين أمريكيين رفيعي المستوى من وزير الدفاع لويد أوستن، بعد زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي لدولة يهود بأربعة أيام، من أجل ثني نتنياهو عن بدء حرب هجومية على إيران تحرج إدارة بايدن المنشغلة بالحرب الروسية على أوكرانيا.
وفي الأثناء دفعت أمريكا مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية لتخفيف التصريحات النووية وتلطيفها مع إيران، ثم كان تصريح مدير الوكالة اللافت للنظر، فوفق الجزيرة نت، 2023/3/5 (وقال غروسي خلال زيارته إلى طهران أمس السبت إن "أي هجوم عسكري على المنشآت النووية محظور". فرد عليه نتنياهو قائلاً: "إن رفائيل غروسي أدلى بتصريحات غير مناسبة".
لذلك نتوقع بأن خبر تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية من شأنه أن يغلق الدائرة على نتنياهو - حاليا على الأقل - حتى لا يقوم بحرب هجومية على إيران. علما أن اتفاق التطبيع يشمل اتفاقية أمنية لمراقبة الحدود، فأي حدود تلك بين إيران والسعودية سوى مياه الخليج ومراقبة الجو؟ والمرور فوق الأجواء السعودية لضرب إيران لا بد منه لكيان يهود.
وكون أمريكا - وبحسب تصريحات البيت الأبيض - كانت مطلعة على المفاوضات، يعني أنها وافقت على أن تكون الصين في الواجهة وأعطت الضوء الأخضر لحكام السعودية وإيران لقبول عودة العلاقات المقطوعة.
فلا الصين تملك نفوذا سياسيا في منطقة الشرق الأوسط كما نسمع من بعض الأبواق الإعلامية، ولا حكام البلدين أو الصين يستطيعون تجاوز أمريكا ومصالحها في المنطقة، ولا هم حريصين على السلام ونصرته.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى