ضلال السياسيين وحتمية وعي الأمة
الخبر:
المالكي يفتح النار على تركيا لتوغلها في شمال العراق، وانتهاك سيادته.
البرزاني إذا لزم الأمر سنحمي الإقليم بالدم. (وكالة بغداد الإخبارية 2022/6/19م)
التعليق:
إن ديدن الساسة في العراق هو التضليل السياسي للأمة بعد أن ضلوا بسيرهم بطاحونة الدستور الذي وضعته أمريكا معصوبي العيون والعقول.
فالمتتبع للحركة السياسية في البلد يراها لا تخرج عن برمجة الدستور القائم على الطائفية والعرقية والمحاصصة السياسية، وهذا واضح من التصريحات التي نسمعها في الأخبار عن رؤساء الكتل وممثليهم تجاه الآخر وأسيادهم الإقليميين من دول الجوار، وما هجوم المالكي على تركيا لتوغلها في شمال العراق، والتوعد بالرد بقوة إلا شاهد على ذلك، في الوقت الذي يعتبر خلافه مع الصدر مسألة بسيطة، لأنه من مكونه الطائفي، إذا ما قورن هذا التصريح مع تصاريح أخرى من أهل السنة تجاه إيران ومليشاتها الشيعية التابعة لها، وانتهاك مناطق أهل السنة، وكذلك تصريح البرزاني "سنحمي الإقليم بالدم إذا لزم الأمر".
كل ذلك يدل دلالة واضحة على استمرار السياسة العرقية والطائفية التي كرستها أمريكا، وأوكلت إيران وتركيا بتغذيتها لاستمرار الفوضى في البلد.
وواقع العملية السياسية الآن من فوضى وانسداد، فهو بيد أمريكا، فإن شاءت فتحت هذا الانسداد، كما فتحته في انتخابات عام 2016 وفرضت العبادي، ولكنها تريد أن تبقيه في حالة فوضى لأهداف خاصة داخلية وخارجية؛ فالداخلية إبراز الصدر بالقائد المخلص المنقذ عند الضرورة، والتي تحاول أمريكا به لفت نظر الشارع إليه حتى لا يخرج الشارع عن سيطرتها، بعد أن أسكتت الشارع العراقي ببعض القرارات البرلمانية وخاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي. وأما الخارجية فأمريكا مشغولة جدا بالحرب الروسية الأوكرانية ولا بد لها من ترتيب أوضاع المنطقة، وهذا ما بينه كيسنجر بقوله "إن الشرق الأوسط سيشهد أحداثا كبيرة وجسيمة تتطلب إجراءات عملية".
أيها المسلمون في العراق: إن الوعي السياسي يتطلب منكم أن تفكروا جديا بالتخلص من النظام السياسي الذي فرضته عليكم أمريكا، والذي يضمن تبعيتكم لها ما دمتم تسيرون فيه ولا يمكن أن تنهضوا إلا بالثورة على قادته السياسيين، باتخاذ العقيدة الإسلامية وأحكامها الشرعية أساس تحرككم وبوصلة توجهكم، ولتقيموا دولتكم وخلافتكم التي هي أساس عزتكم، والتي بها نصركم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد الحمداني