جواب سؤال
خلفيات تحرير أذربيجان لإقليم قرا باغ
السؤال:
أخلى أكثر من 100 ألف من الأرمن إقليم قرا باغ والبالغ عددهم 120 ألفا حتى يوم 2023/9/30، تركوا الإقليم ولجأوا إلى أرمينيا بعد العملية العسكرية التي قامت بها أذربيجان يوم 2023/9/19 في الإقليم لاستعادته وتطهيره من القوات الانفصالية الأرمنية التي ألقت سلاحها وأعلنت استسلامها، ولم تتدخل قوات حفظ السلام الروسية الضامنة لأمنهم، وقد نأت أرمينيا بنفسها عن القتال وعن مفاوضات السلام التي جرت بين أذربيجان والقوات الانفصالية. فما الذي حصل؟ ولماذا نأت أرمينيا بنفسها؟ ولماذا لم تتدخل القوات الروسية؟ وما موقف أمريكا وأوروبا وخاصة فرنسا التي هي مع أمريكا عضوان في مجموعة مينسك؟
الجواب:
حتى يتضح الجواب نستعرض الأمور التالية:
1- قلنا في جواب سؤال 2020/10/5 "إن تمرد الأرمن ضد أذربيجان قد بدأ في شهر شباط عام 1988 بدعم من روسيا، وأعلنوا سيطرتهم على منطقة قرا باغ الجبلية عام 1991، كما أعلنوا فيها جمهورية مستقلة لهم واستمرت الحرب حتى عام 1994، ففقدت أذربيجان أكثر من 20% حتى 24% من أراضيها التي تضم إقليم قرا باغ الذي يتكون من 5 محافظات، بجانب 5 محافظات أخرى غربي البلاد، بالإضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي آغدام وفضولي، وقد هجّروا نحو مليون من أهالي هذه المناطق المسلمين". فقد قام الأرمن بعملية تطهير عرقي ضد المسلمين في تلك السنوات فقتلوا عشرات الآلاف منهم وطردوا جميع المسلمين تقريبا من الإقليم ومن المناطق المحيطة به واستولوا على أراضيهم وأملاكهم وذلك بمساعدة الروس. ولهذا فبعدما قامت أذربيجان بعمليتها الأخيرة أصبح الأرمن الذين استولوا على الإقليم منذ 30 عاما يخشون من العقاب أو الانتقام، فبدأوا ينزحون عن الإقليم متجهين نحو أرمينيا.. وقد فتحت لهم أذربيجان ممر لاتشين للنزوح.. فقال رئيس وزراء أرمينيا ("إنه لن يبقى أي أرمني في كراباغ خلال أيام" وادّعى أن "هناك تطهير عرقي وتهجير"... الجزيرة 2023/9/28) فردت عليه الخارجية الأذرية وقالت في بيان ("إن رئيس وزراء أرمينيا باشينيان يدرك تماما أن السكان الأرمن يتركون كراباغ بمحض إرادتهم.. إن أذربيجان لم تستهدف إطلاقا المدنيين في عمليتها الأخيرة في كراباغ مستشهدة بتصريح رئيس الوزراء الأرمني باشينيان نفسه بأنه "لا يوجد تهديد مباشر للسكان المدنيين في قراباغ". وأضاف البيان "نحن مستعدون لتوفير ظروف معيشية لهم بشكل أفضل مما كانوا عليه عندما كانوا رهائن لدى المجلس العسكري الذي أنشأته أرمينيا".. "وقال الكرملين "إنه لا يرى سببا يدعو الأرمن للفرار من المنطقة"... الأناضول، الشرق الأوسط 2023/9/28)، وذكرت وكالة فرانس برس 2023/9/29 أن "الذين التقت بهم في بلدة غوريس الحدودية الأرمنية التي يتمتع فيها جميع الرجال بخبرة في الجيش والقتال أحرقوا زيهم الرسمي ووثائقهم العسكرية وحتى أكثر من ذلك بكثير". وهكذا يظهر أن القوات الأذرية لم تستهدف قتل الأرمن أو تهجيرهم كما فعلوا هم قبل 30 عاما ضد المسلمين.
2- كانت أمريكا تعمل على سحب أرمينيا من تحت نفوذ روسيا وبسط نفوذها فيها بواسطة تركيا عن طريق عقد اتفاقات بين الطرفين للتقريب بينهما كما حصل عام 2009، ولكن البرلمان الأرميني لم يوافق على الاتفاق فلم ينفذ، بل إن أرمينيا ألغت هذا الاتفاق نهائيا. فقد أشرنا إلى ذلك في جواب السؤال الذي أصدرناه يوم 2020/10/5 فقلنا "لكن بعد تسع سنوات؛ في آذار 2018، وبضغط من روسيا، فقد ألغت أرمينيا الاتفاق رسميا بسبب خضوعها للنفوذ الروسي. وبذلك ضاعت الفرصة على أمريكا بأخذ أرمينيا من روسيا بواسطة هذا الاتفاق مع تركيا، بل قامت روسيا بتعزيز نفوذها في أرمينيا فعززت ترسانتها الصاروخية في قاعدتها قاعدة غيومري الأرمينية، ومن ثم وقعت اتفاقية دفاع جوي مشترك في كانون الأول 2015 مع أرمينيا فنشرت سربا من طائرات ميج 29 وآلاف الجنود والمدرعات وأنظمة الدفاع الجوية والصاروخية بعيدة المدى من طراز إس300 إلى جانب دفاعات جوية متوسطة المدى من طراز إس إي-6. وقد أدخلتها روسيا في سوقها "الاتحاد الأوراسي الاقتصادي" الذي دخل حيز التنفيذ يوم 2015/1/1 بجانب بيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان. فأصبحت هذه الدول بما فيها أرمينيا سوقا لتصريف المنتوجات الروسية تحت مسمى حرية حركة السلع والخدمات في كافة المجالات ويعتبر الناتج المحلي الإجمالي لهذه السوق أكثر من 5 تريليون دولار أمريكي، وأغلبه لصالح روسيا". وقلنا في جواب السؤال المذكور "إن روسيا تقف وراء أرمينيا البلد صغير المساحة والسكان والقوى والمقدرات بالنسبة لأذربيجان. فروسيا هي التي تمول وتدعم أرمينيا بالسلاح والعتاد وكل ما يلزم للبقاء، وهي عضو في منظمة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا ولها وجود عسكري كبير هناك". فإذا توقف هذا الدعم تسقط أرمينيا ولا تقوى على الوقوف في وجه أذربيجان التي أصبحت مدعومة من تركيا ومن ورائها أمريكا. فجاءت ظروف عام 2020 التي تمكنت فيها أذربيجان من استعادة منطقة من المناطق وذلك في العملية العسكرية التي قامت بها أذربيجان بدعم من تركيا والتي بدأت يوم 2020/9/27 واستمرت 44 يوما ومن ثم عقدت اتفاقية بين أذربيجان وأرمينيا يوم 2020/11/9 تنسحب بموجبها أرمينيا من المناطق المحتلة الأذرية باستثناء إقليم قرا باغ الذي أصبح ذا غالبية من الأرمن الذين أعلنوا فيها جمهورية، واتفقت روسيا مع الطرفين ومع تركيا على إدخال قوات تابعة لها بنحو ألفي جندي إلى الإقليم حتى تجري مفاوضات تقرر مصير الإقليم واكتفت روسيا بذلك.
3- ولكن بعد حرب روسيا على أوكرانيا وما لاقته من صعوبة في حسم المعركة، وما زالت مستمرة منذ بدأت في 2022/2/24 حتى اليوم فقد وجدت أمريكا فيها فرصتها في أن (تسحب) أرمينيا من النفوذ الروسي أو تشاركها فيها، وتعوض فشلها في محاولتها السابقة التي بدأت في 2009 كما ذكرنا أعلاه.. خاصة وأن أمريكا كانت قد أوجدت مدخلاً إلى باشينيان رئيس وزراء أرمينيا.. فقد شرعت أمريكا بإجراء مناورات مشتركة مع أرمينيا يوم 2023/9/11 لمدة 10 أيام قرب العاصمة الأرمنية يريفان. فأثار ذلك غضب روسيا حيث نددت بها عندما أعلن عنها قبل أسبوع من إجرائها، ما يدل على أن أرمينيا اتخذت هذا القرار بدون إعلام روسيا في خطوة تظهر نيتها التخلي عن تبعيتها لروسيا واتباع أمريكا. فقال المتحدث باسم الكرملين بيسكوف يوم 2023/9/7 ("من الواضح أن إجراء مثل هذه المناورات لا يسمح باستقرار الوضع في المنطقة أو تعزيز أجواء الثقة المتبادلة.. وإن روسيا ستواصل مهامها بوصفها ضامنا للأمن"... الشرق الأوسط، 2023/9/7) وكان رئيس وزراء أرمينيا باشينيان قد نفى بشكل مباشر إعلان روسيا أن أرمينيا ستستضيف تدريبات منظمة الأمن الجماعي لهذا العام، ما اضطر روسيا إلى إجرائها في بيلاروسيا يومي (1، 2023/9/6) ورفض باشينيان إرسال قوات أرمينية للمشاركة!
4- في هذا الجو أوحت أمريكا إلى علييف عن طريق تركيا بالهجوم لتحرير إقليم قرا باغ، فأعلنت أذربيجان يوم 2023/9/19 قيامها بعملية عسكرية لتحرير إقليم قرا باغ المحتل من قبل الأرمن، وطالبت باستسلام أرمني كامل وغير مشروط، وأعلنت سيطرتها على نحو 90 موقعاً أرمينياً في المنطقة. بينما أعلنت السلطات الأرمنية في قرا باغ أن ("حصيلة ضحايا العملية العسكرية الأذرية التي استمرت يوما واحدا في الإقليم ارتفعت إلى 213 قتيلا و400 جريح، وتم إجلاء أكثر من 7 آلاف شخص من 16 قرية". علما أنه يسكن الأقليم نحو 120 ألفا أغلبهم من الأرمن بعدما طردوا أهله المسلمين بمساعدة روسيا قبل 30 عاما. بينما أعلنت أذربيجان أنها فقدت نحو 192 جنديا وأصيب أكثر من 500 جندي في العملية العسكرية التي جرت لاستعادة قرا باغ. وأعلن رئيس أذربيجان علييف يوم 2023/9/20 أن بلاده استعادت سيادتها على كراباغ، وتحدثت باكو عن بدء المسلحين الأرمن تسليم أسلحتهم... الجزيرة، العربية 2023/9/21) ولم تعترض روسيا فهي لا تريد الانشغال حالياً في حرب ما دامت مشغولة في حرب أوكرانيا.
5- لم تشترك أرمينيا نفسها في القتال الأخير ضد أذربيجان، ونأت بنفسها عنه حتى إنها لم تدن العملية، وكأن المقصود هو كشف روسيا وإحراجها لانشغالها في أوكرانيا ومن ثم خذلانها للأرمن بعدم الدفاع عنهم كتمهيد لتحول الأرمن عن روسيا كليا أو جزئياً.. وأرمينيا لا تقوى على الحرب في وجه أذربيجان بدون دعم روسي. ولهذا دعا رئيس وزراء أرمينيا باشينيان إلى سلام ودائم بين أرمينيا وأذربيجان، وضمان الحقوق والأمن لسكان قرا باغ.. فأرمينيا لا تقدر على مجابهة أذربيجان دون مساعدة روسيا، وما دامت روسيا و"قوات السلام الروسية" لم تتحرك بجانب الأرمن في الإقليم، بل ابتعدت، عليه فقد استسلمت قوات الأرمن الانفصالية، وبدأت بتسليم أسلحتها، ومن ثم قالت السلطات الأرمنية بمنطقة ناغورنو قرا باغ، الخميس 2023/9/28: (إن رئيس الجمهورية المعلنة من جانب واحد سامفيل شهرامانيان وقع مرسوماً بحل جميع مؤسسات الدولة اعتباراً من 1 يناير (كانون الثاني) 2024. ووفقاً للمرسوم، فإن الجمهورية المعلنة من جانب واحد لن يكون لها وجود بداية من ذلك اليوم، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء... الشرق الأوسط، 28 أيلول/سبتمبر 2023م) وأعلن الكرملين (أنه أخذ علماً بإعلان سلطات كراباغ أنها ستحل نفسها في الأول من يناير/كانون الثاني 2024. ودفع عدم تدخل روسيا في العملية العسكرية الأذربيجانية أرمينيا إلى اتهام موسكو حليفتها التقليدية بالتخلي عنها... الشرق الأوسط، 2023/9/28) وهكذا ظهرت روسيا أمام الأرمن كأنها تخلت عن الدفاع عنهم لأنها مشغولة في أوكرانيا!
6- إن أمريكا تُرى وهي تواصل اتصالاتها بالطرفين الأذري والأرمني وكأنها هي التي تدير الصراع، فقام وزير خارجيتها بلينكن باتصالات هاتفية مع رئيسي الطرفين علييف وباشينيان ودعاهما إلى الحوار، وأكد للأخير "دعم واشنطن لسيادة أرمينيا". وذكر أن "السلام العادل سيعود بفائدة كبيرة على البلدين وسيكون بمثابة تغيير قوي نحو الأفضل في مسار التاريخ بعد ثلاث سنوات من الاشتباك". فلم تدافع أمريكا باسم وزير خارجيتها عن سيادة الأرمن في قرا باغ، بل دافعت عن سيادة أرمينيا فقط، وطالبت بتحقيق السلام بين أذربيجان وأرمينيا. ما يدل على أنها، أي أمريكا، موافقة على العملية العسكرية الأذرية وأن ذلك يصب في مصلحتها لفرض الهيمنة الأمريكية على المنطقة. فأمريكا تسعى لكسب أرمينيا كما كسبت أذربيجان عن طريق أردوغان، وتجعلها تتخلى عن تبعيتها لروسيا عندما ترى الأخيرة تخذلها.. وقد نجحت أمريكا إلى حد ما في ذلك حيث تراءى للأرمن أن روسيا قد خذلتهم ولا تستطيع ضمان أمنهم وهم شعب فقير، محصور بين الجبال، قليل العدد والعتاد، ضعيف القوى بالنسبة لأذربيجان التي تتفوق عليهم مرات في التعداد والعتاد والقوى والغنى والبحر والمناخ. وبدأت أمريكا تتصل بهم وتعقد الاجتماعات بين مسؤوليهم والأذريين من بعد العملية الأذرية عام 2020 لسحب البساط من تحت أقدام الروس. فحصل أن جمع وزير خارجيتها بلينكن نظيريه الأذري والأرمني في واشنطن يومي 2022/9/20، و2022/11/8.
7- لقد حاولت أوروبا التدخل لكنها فشلت.. إن فرنسا كانت من أكثر الدول انزعاجا من العملية، إذ أعلن رئيسها ماكرون أنه ("يدين بأشد العبارات العملية العسكرية التي بدأتها أذربيجان في إقليم كراباغ" ودعا إلى "وقف فوري للهجوم"... فرانس24، 2023/9/20) ومع ذلك فلم تستطع التواصل مع البلدين، وحاولت بمساعدة ألمانيا لعب دور فعال في القضية، فدعت مع ألمانيا مسؤولين دبلوماسيين من أذربيجان وأرمينيا إلى بروكسل يوم 2023/9/26 لتناقش معهم سير الأحداث الأخيرة.. ودعت فرنسا أيضا إلى ("تحرك دبلوماسي دولي في مواجهة تخلي روسيا عن أرمينيا. واعتبرت أن النزوح في كراباغ يحدث على مرأى من روسيا المتواطئة والتي تنشر قوة حفظ سلام في المنطقة" ودعت ألمانيا على لسان وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك إلى "السماح بإرسال مراقبين دوليين إلى قراباغ" واعتبرت أن ذلك "سيشكل دليل ثقة على أن أذربيجان جادة في التزامها بأمن سكان قراباغ" وأنها سترفع مساعداتها للأرمن من مليوني يورو إلى 5 ملايين يورو عبر الصليب الأحمر"... العربية، والجزيرة 2023/9/27) ففرنسا تريد أن يبقى لها دور مهما كان، وتحرض ألمانيا لمشاركتها في أن يكون لهما دور.. ومع ذلك فما زال هذا الدور غير فاعل أمام الدور الأمريكي الذي يكاد يمسك بكل أوراق القضية!
8- والخلاصة هي أن أحداث قرا باغ تدل على الأمور التالية:
أ- أن روسيا قد أدركت على الأرجح أن هذه الحرب موجهة ضدها ومخطط لها من قبل أمريكا عن طريق تركيا أردوغان وأذربيجان التي أصبحت وصية عليها، وسوف تشغلها بدون طائل وتشتت قواها، وهي تركز الآن على حربها في أوكرانيا، وهي حرب مصيرية ولا تريد أن تخسرها، وتعلم أنها إذا خسرتها فسوف تخسر كل شيء وإذا ربحتها فإنها ستتمكن من إعادة نفوذها في المناطق التي فقدتها. وفي الوقت نفسه لا تريد أن تصطدم بتركيا وهي محتاجة لها في هذه الظروف والحصار المفروض عليها، وهي بوابتها إلى العالم الغربي، وكذلك تريد أن تبقي على علاقاتها مع أذربيجان حيث إن لها هناك استثمارات، خاصة في موارد الطاقة بقيمة 6 مليارات دولار، وحجم التبادل التجاري بينهما أكثر من 4 مليارات دولار. وأما أرمينيا فهي عالة عليها في كل شيء.. ولا يستبعد أن تعيدها إلى كامل نفوذها كما كانت إذا ربحت الحرب في أوكرانيا.
ب- وأنه يفهم من تصرفات أمريكا أنها وراء هذه الحرب، وتريد أن تشغل روسيا بها إذا ما قامت والتزمت بمعاهدة الأمن الجماعي التي من ضمنها أرمينيا.. وينص ميثاقها على أن "الاعتداء على أي عضو فيها يعتبر اعتداء على بقية الأعضاء". فيقتضي منها التدخل لحماية الأرمن كما تدخلت في بداية عام 2022 في كازاخستان العضو الآخر في هذه المنظمة. سيما وأن لها قاعدة عسكرية في أرمينيا، وعززتها بإقامة موقعين جديدين في جنوب أرمينيا بالقرب من حدود أذربيجان باعتبار الموقعين ضمانا أمنيا إضافيا.. وإذا تدخلت حسب المعاهدة فإن قواها تضعف في أوكرانيا.. وواضح من كل هذا أن أمريكا استغلت ظروف روسيا الحالية في أوكرانيا فدفعت أذربيجان للهجوم.
ج- إن محاولات أوروبا، وخاصة فرنسا وألمانيا، ليكون لها دور في الأحداث، هي محاولات غير ناجحة كما بيناه أعلاه.
د- إن الكفار المستعمرين بأسهم بينهم شديد، فمصالحهم تقودهم حتى وإن كانت شيطانية وحشية، وقيمهم تخلو من الحق والحقيقة، ولذلك فإن دفعهم أذربيجان لتحرير إقليم قرا باغ من الأرمن في الوقت الذي فيه روسيا مشغولة في حرب أوكرانيا، هو ليس حباً في أذربيجان البلد المسلم، بل تمهيداً لإدخال النفوذ الأمريكي إلى أرمينيا وسحب تبعية أرمينيا لروسيا بعد خذلان روسيا لأرمينيا فلم تنصرها في الإقليم، ولو تغيرت الظروف فكان احتلال أرمينيا للإقليم يحقق هدفاً لأمريكا فعندها تدعم احتلال أرمينيا لقرا باغ من جديد! فقد استمر الاحتلال الأرمني للإقليم نحو 30 سنة ولم تتدخل أمريكا كما تدخلت اليوم.. هكذا هم الكفار المستعمرون.. لا قيم ثابتة للخير والشر عندهم.. ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.
في التاسع عشر من ربيع الأول 1445هـ
الموافق 2023/10/4م