المكاتب الاخرى

بيان صحفي

 

ناتو للشرق الأوسط.. في سبيل أمريكا وكيان يهود

 

 

قال ملك الأردن عبد الله الثاني يوم أمس إنه سيكون من الأوائل المؤيدين لإنشاء نسخة شرق أوسطية من حلف الناتو، مضيفا أن الأمر ممكن مع الدول التي تتقاسم طريقة التفكير نفسها، وشدد في مقابلة مع شبكة سي إن بي سي الأمريكية على ضرورة أن تكون مهمة هذا الحلف العسكري واضحة جدا، ودوره يجب أن يكون محددا بشكل جيد وإلا سيكون مربكا للجميع "بخاصة بشأن الروابط مع بقية العالم وبشأن وضعنا في الحلف، لتفادي أي لبس".

 

وأضاف أن الأردن لديه قوة انتشار سريع، ويعمل بنشاط منذ سنوات طويلة مع الناتو في جميع أنحاء العالم، وتربطهما شراكة، وقال إنه يودّ أن يرى مزيدا من البلدان في المنطقة تدخل في هذا الإطار.

 

وفي السياق ذاته، أشار موقع بريكينغ ديفنس الأمريكي إلى أن منطقة الشرق الأوسط مقبلةٌ على تطورات سياسية وعسكرية مهمة، موضوعُها إيران وأيضا نفوذ روسيا والصين.

 

إن هذا الإعلان ليس بمعزل عن اتفاقية الدفاع المشترك العسكرية بين الأردن وأمريكا التي جعلت من الأردن كله القاعدة العسكرية الأضخم لتموضع القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، بل وجعلت منها قاعدة تخزين وانطلاق لأحدث التجهيزات العسكرية واللوجستية والأمنية الأمريكية، وقد جاء الإعلان عن هذا التحالف على خلفية العديد من التحركات والاتصالات بين قادة المنطقة تحت مسميات التحالف العربي (الإسرائيلي) والاجتماعات المتكررة بين الملك الأردني والرئيس الإماراتي محمد بن زايد، واجتماعات التعاون الاقتصادي مع الرئيس السيسي والكاظمي، ومؤخرا زيارة ابن سلمان للأردن ومصر وتركيا التي لعق بعدها أردوغان كل الاتهامات المتعلقة بمقتل خاشقجي!

 

والحلف ليس كما يوحي الإعلام الرسمي وتصريحات السياسيين خاصة اليهود أن المقصود منه إيران التي تستخدمها أمريكا كقوة طامعة ومصدر قلق للخليج واليهود، وقد استخدمتها في احتلال أفغانستان وحماية النظام السوري من السقوط، بل إنه أسلوب أمريكا الحديث في تنفيذ هيمنتها وسيطرتها على مناطق نفوذها في العالم بتشكيل التحالفات وتسخيرها قوات أهل المنطقة للدفاع عن مصالحها سياسيا وعسكريا وأمنيا عند الحاجة، وتحديدا في صراعها مع روسيا وتبعات حربها في أوكرانيا، ومع منافستها للصين التي تعتبرها الخطر الأول عليها كدولة أولى في العالم، بالإضافة إلى دمج كيان يهود ككيان طبيعي في منظومة الشرق الأوسط، مع حكام دوله المطبعين، بل وجعله جزءا طبيعيا في كافة المشاريع الاقتصادية والسياسية لحماية أمنه واستقراره، وأهم من ذلك كله محاولة الحيلولة دون قيام دولة إسلامية.

 

ويأتي أول إعلان لناتو الشرق الأوسط رسميا من الملك ليكشف جزءا عما كان وراء اجتماعاته أثناء زيارته لأمريكا الشهر الماضي التي بدأت بلقاءات منفردة مع الدوائر العسكرية الأمريكية، وكان من بينهم رئيس أركان القوات المركزية ورئيس أركان القوات الخاصة في الجيش الأمريكي، ما يدل على أن أمريكا هي من وراء ما يسمى بحلف ناتو الشرق الأوسط، وهي ما تزال في إطار الانسجام مع الإملاءات الأمريكية لاستقرار نظام الحكم في الأردن، والتي ستكون لها تفصيلات أثناء لقاء الرئيس الأمريكي بايدن مع قادة مصر والأردن والعراق والإمارات والسعودية أثناء زيارته الشهر القادم للسعودية.

 

وفي سياق ذلك وقبل إعلان ناتو الشرق الأوسط، بحث الملك عبد الله الثاني مع قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق مايكل كوريلا، بالعاصمة عمان الثلاثاء الماضي، التعاون العسكري والدفاعي بين البلدين وجهود (محاربة الإرهاب)، كما زار مستشار الأمن القومي لكيان يهود إيال خولتا، المملكة الأردنية، يوم الاثنين الماضي، والتقى بكبار المسؤولين في قصر الملك لتعزيز العلاقات بين الجانبين.

 

لم يكن الإعلان عن هذا التحالف العسكري تحت مسمى ناتو الشرق الأوسط وليد الساعة، فقد دأب حكام المسلمين في المنطقة على الانصياع لأوامر الكافر المستعمر منذ وجود أنظمتهم على رأس الحكم، وقد بلغ خضوعهم واشتراكهم مع كيان يهود ودمجه ككيان طبيعي في المنطقة مبلغاً يشكل سابقة ذليلة تستدعي من الأمة الوقوف بحزم ووعي على ما تتآمر عليه هذه الأنظمة من خنوع، وسيكتب لهذا التحالف المزمع تشكيله الفشل سياسياً، فالتحالف وإن كانت لأمريكا الكلمة الأولى فيه، لكنه سيكون تصادما واضحا أيضا بين عملاء وأعوان أمريكا من جهة وعملاء بريطانيا من جهة أخرى، فالاشتراط على "أن تكون مهمة هذا الحلف العسكري واضحة جدا، ودوره يجب أن يكون محددا بشكل جيد وإلا سيكون مربكا للجميع"، ربما كان ثغرة هذا الصراع البريطاني الأمريكي في سياق ناتو الشرق الأوسط الأمريكي.

 

لكن الأهم من ذلك كله في وأد هذه التحالفات الاستعمارية، هو وعي الأمة وأهل المنطقة وسأمهم من براثن مؤامرات حكامهم في الانخراط في مشاريع المستعمر الكافر وإذلال الناس بالانصياع لكيان يهود الجبان، فلطالما كان تبجح الحكام بعدم المقدرة على قتال يهود، فها هم يدعون لتشكيل ناتو عسكري في الشرق الأوسط ليس للقتال في سبيل الله وتحرير المقدسات وفلسطين بل وسائر المحتل من بلاد المسلمين، وإنما لتسخير أبناء الأمة وقواتها التي تتوق للشهادة في سبيل الله كمرتزقة للقتال في سبيل مخططات أمريكا وبريطانيا للسيطرة والهيمنة الاستعمارية الكافرة على بلاد المسلمين.

 

ولطالما كانت دعوات حزب التحرير المستمرة والمتكررة بتحريك الجيوش لتحرير القدس وفلسطين يسمع صداها في جنبات الأرض وتسمعها الأمة وكأنها ضرب من الخيال تستهين بها، ليثبت لهم حكامها الخانعون أنهم يستطيعون التجهيز العسكري والأمني والقتال سوية، ولكن في سبيل الطاغوت الاستعماري الأمريكي والغربي، وليس في سبيل الله!

 

أيها المسلمون، يا أهلنا في الأردن:

 

نعم سنكرر دعوتنا مرات ومرات حتى تتحرك الجيوش؛ أبناء هذه الأمة الخيرة ومن ورائها أهلنا في كل بلاد المسلمين، لإزالة كل العقبات المادية والحكام الذين يحولون بينها وبين تحقيق قضيتها المصيرية ومشروع نهضتها بقيام دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة وتحرير بلادها وعلى رأسها فلسطين وطرد القوى العظمى المستعمرة من بلادنا إلى الأبد، فخلال أقل من عقدين من قيامها قضت دولة الخلافة الأولى على أعظم قوتين آنذاك وهما دولتا فارس والروم.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية الأردن
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
http://www.hizb-jordan.org/
E-Mail:  عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

آخر الإضافات