بيان صحفي
الرئيس والحكومة والبرلمان، مطالبون بتوضيح العلاقة مع أمريكا
استقبل وزير الدّفاع الوطني عماد ممّيش مساء يوم الاثنين 6 آذار/مارس 2023 بمقرّ الوزارة جوي هود سفير أمريكا في إطار زيارة بمناسبة تعيينه حديثاً على رأس سفارة بلاده في تونس.
وبحسب بلاغ الوزارة، فقد رحّب وزير الدفاع الوطني بـ"الضيف" وهنأه على الثقة التي حظي بها من طرف سلطات بلاده لتعيينه على رأس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بلادنا متمنيا له النجاح في مهمته، مستعرضا بالمناسبة العلاقات التاريخية التي تجمع "البلدين الصديقين"، مثمّنا مستوى التعاون بين الجانبين، داعيا إلى مزيد تطويره لما فيه خير الطرفين وذلك في إطار الثقة والاحترام المتبادل!
من جهة أخرى، فقد استقبل وزير الدّاخليّة توفيق شرف الدّين يوم 14 آذار/مارس 2023 بمقرّ الوزارة، هذا السفير والوفد المرافق له، مستعرضا بدوره عراقة العلاقات والشراكة المتميزة بين البلدين وسبل دعمها في مجال التعاون الثنائي والمحاور ذات الاهتمام المشترك بحسب بلاغ لوزارة الداخلية، احتفى بتثمين السفير الأمريكي لمستوى الحرفية التي تتمتع بها الوحدات الأمنية في تطبيق القانون في كنف احترام الحقوق والحريات، والمهنية التي تبديها خلال التعامل مع التجمعات، مع أن صور اللقاء نفسها توحي بأن الوزير كان في وضع أقرب إلى التحقيق منه إلى الإشادة والتثمين.
وإننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تونس، يهمّنا أن نخاطب عقلاء هذا البلد، وأن نشير إلى الأمور التالية، عسى أن تعيها أذن واعية وأن تجد صداها عند المخلصين الغيورين على هذا البلد المختطف:
أولا: إن جوي هود، ليس مجرد دبلوماسي جاء ليحسن صورة بلده، بل هو سياسي مخضرم ومتمرس قضى معظم حياته في الشرق الأوسط، إلى أن شغل منصب القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى وهو آخر منصب يعتليه قبل أن يشد الرحال إلى تونس، هذا دون أن ننسى أنه هو من قاد وفدا رفيع المستوى عند لقاء الرئيس في قصر قرطاج أياما قليلة بعد الإعلان عن مسار 25 تموز/يوليو. وقد شارك في صياغة مبادئ توجيهية لإدارة بايدن في العراق بوصفه سفيرا سابقا لواشنطن في هذا البلد، وهو معروف بمواقفه الداعمة للوجود العسكري الأمريكي في العراق وسوريا وبجهوده الدبلوماسية الساعية إلى تطبيع العلاقات مع كيان يهود.
ثانيا: إن رأس الكفر أمريكا، هي من أكبر أعداء الأمة الإسلامية، وإن أيديها تقطر من دماء المسلمين في كل مكان، وإن جهودها منصبّة عالميّا على محاربة الإسلام والمسلمين تحت غطاء (محاربة الإرهاب)، وعلى جعل ذلك محور تركيز الجيوش في بلاد المسلمين، لتضعفها وتنهكها وتضيّع بوصلتها وتصرفها عن نصرة مشروعها الحضاري بما يُعلي راية الإسلام والمسلمين ويغيظ الكفار المستعمرين.
ولذلك فإن أمريكا جادة أكثر من أي وقت مضى، في إعادة صياغة المنطقة وفق رؤيتها الاستعمارية المزاحمة لأوروبا على مناطق نفوذها، وهو ما يفسر تتالي زيارات قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا الجنرال مايكل لانجلي إلى بلدان شمال أفريقيا، وإشرافه مطلع هذا الشهر على جهود توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا.
وعليه، فإن أمريكا التي تمنّ علينا بين الحين والآخر بمساعداتها العسكرية، لن تتوقف عن سياسة الجزرة والعصا مع تونس حتى ترفع العلم الأمريكي على قطعة من أرضها، كقاعدة عسكرية لقوّاتها تكون منطلقا نحو الجزائر الحبيبة (بلد المليون شهيد) لا سمح الله.
ثالثا: إن محاولة استمالة المؤسسات العسكرية في البلاد الإسلامية واختراقها، وتأزيم الوضع الاقتصادي فيها عبر الوصفات المسمومة لصندوق النقد الدولي، هي سياسة أمريكية معلومة لكل ذي لب وبصيرة، ولذلك فإن اختيار وزارات يُفترض أن تكون سيادية كمنطلق لزيارات السفير الجديد، يُعفي أمريكا من المساءلة عن كل تهم المشاركة في التآمر على أمن الدولة، وينسف كل الخطابات الرئاسية التي تتحدث عن السيادة، ويضعها في خانة المزايدات السياسية مع الخصوم، وليس أدل على ذلك من إعلان "حرب التحرير" أو "الحرب الضروس" في الداخل، ثم فتح أبواب وزارات السيادة لأعداء الأمة في الخارج، بمنطق: أسد عليّ وفي الحروب نعامة.
رابعا: إن الرئاسة والحكومة والبرلمان الجديد مطالبون جميعا بكشف فحوى الاتفاقية العسكرية التي تم توقيعها مع أمريكا يوم 30 أيلول/سبتمبر 2020، لتدوم عشر سنوات، وألا يغطوا عن هذه الجريمة التي حصلت في عهد قيس سعيد بالحديث عن حكام "العشرية السوداء"، حتى لا يستفيق الشعب على عشرية أشد حلكة وسوادا.
ختاما، نُذكر الجميع في هذا البلد حكّاما ومحكومين بأن الاتفاقيات والترتيبات العسكرية والأمنية المبرمة مع دول الكفر وعلى رأسها أمريكا هي خيانة عظمى وحرام شرعا، وأن فاعلها يستحق العقاب الشديد في الدنيا والخزي والعذاب في الآخرة، لأنها تعني سيطرة الكفار على المسلمين وبلادهم، وأن الخلافة القائمة قريبا بإذن الله هي الوحيدة القادرة على قطع الأيادي الممتدة إلى البلاد الإسلامية ومنها تونس.
قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تونس