بيان صحفي
على خطا النظام السابق، الحكومة الانتقالية تجعل ثروات البلاد نهباً لشركات الدول الاستعمارية!
كشف وزير المالية جبريل إبراهيم، عما أسماه "بشريات اقتصادية كبيرة" تُسهم في حل العديد من المشاكل التنموية بالبلاد. وخاطب الوزير، يوم الأحد 2022/7/24م، اجتماعاً تفاكرياً حول تسريع إجراءات تنفيذ عقد وزارة المعادن مع شركتي أوركا جولد الكندية وبيرسيس الأسترالية للتعدين عن الذهب في المنطقة بين ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر بحضور وزير المعادن ومدير الشركة السودانية للموارد المعدنية ومندوبي الشركتين.
إن الحكومة الانتقالية ما زالت سادرة في غيها؛ لا تنتفع بالنصح ولا تلقي بالاً للناصحين، فهي بمؤتمر باريس فتحت شهية الدول الاستعمارية وشركاتها لنهب ثروات السودان باسم الاستثمار، فهي تسير على خطا النظام السابق حيث ينهب الذهب من أماكن الإنتاج عبر طائرات خاصة، ولا يجد أهل البلاد منه شيئاً، بل إذا طالب أهل البلاد بأحقيتهم في التنقيب في هذه المناطق يُقتلون؛ إما برصاص هذه الشركات الأجنبية، أو برصاص الحكومة: فقد قتل عدد من أهالي وادي السنقير برصاص شركة تنقيب روسية في 2018/3/4م، وفي منطقة قبقبة بولاية نهر النيل أصابت الشرطة عددا من المعدّنين لتطردهم من مربع امتياز يتبع لشركة تعدين مغربية، ويؤكد ذلك المدير التنفيذي لشركة أوركا جولد الكندية ريتشارد كلارك الذي قال: "إن من العوامل المشجعة هو أن الحكومة السودانية التزمت بما وعدت به وهو إخلاء المربع من كل أشكال التعدين العشوائي التي هجمت عليه وأن الحكومة تمكنت خلال الثلاثة الأشهر الماضية من إخلاء الآلاف من المعدنين العشوائيين من المنطقة دون أي حوادث أو صدامات" (سودان تريبيون 2021/7/23م).
فلتبق هذه الثروات في باطن الأرض تستفيد منها الأجيال القادمة، بدلاً من أن تكون نهباً للدول الاستعمارية، فقد بات التنقيب عن الذهب حرفة لكثير من أهل البلاد، فلماذا تريد الحكومة محاربتهم في أرزاقهم؟! قال رئيس الشركة الكندية "إن السودان ينتج حاليا ما يزيد على 100 طن من الذهب كلها تأتي من التعدين التقليدي" (سودان تريبيون 2021/7/23). فما بالك لو اهتمت الدولة بجهد أعلى وإمكانيات أضخم؟!
لقد بلغ استخفاف هؤلاء الحكام بعقول الناس مبلغاً عظيماً، فوزير المالية يصف هذا النهب للثروات بأنه: "بشريات اقتصادية كبيرة"! ومحاولاً تضليل الناس وذر الرماد في عيونهم بقوله: "إن هذا المشروع سيخلق الكثير من فرص العمل والوظائف".. فمنذ متى كانت استثمارات الشركات الرأسمالية تعود على أهل البلاد بخير؟! ثم إن هذه الثروات تهرّب إلى خارج البلاد وأهل البلاد يعيشون الفقر ويهددهم الجوع، فقد قال المدير التنفيذي لشركة أوركا الكندية: "إن الشركة شيدت مطاراً بطول 2 كيلومتر وبتكلفة تصل إلى 7.5 مليون درهم في موقع المشروع" (2021/10/20).
إن المعادن التي لا تنقطع تُعدّ من الملكيات العامة، التي هي إذن الشارع للجماعة في الانتفاع بها، روى الترمذي عن أبيض بن حمال «أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَاسْتَقْطَعَهُ الْمِلْحَ فَقَطَعَ لَهُ، فَلَمَّا أَنْ وَلَّى قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمَجْلِسِ: أَتَدْرِي مَا قَطَعْتَ لَهُ؟ إِنَّمَا قَطَعْتَ لَهُ الْمَاءَ الْعِدَّ. قَالَ: فَانْتَزَعَهُ مِنْهُ» والماء العد، الذي لا ينقطع، وشبه الملح (وهو معدن) بالماء العد لعدم انقطاعه، وما شابهه من مناجم المعادن المختلفة كالحديد والنحاس واليورانيوم والذهب...إلخ، يُمَكَّن الجميع من الانتفاع بها مباشرة أو من خلال تنظيم معين تقوم به الدولة، وهذه الأحكام لا يمكن أن تطبقها إلا دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فيا أهل السودان: اعملوا مع حزب التحرير لإقامتها، فهي وحدها التي تقطع يد الكافر المستعمر، وتدير ثرواتنا لمصلحة الأمة. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان