اختارت الهيئة العامة لما يسمى ائتلاف المعارضة بتاريخ 2023/9/12م هادي البحرة رئيسا جديدا له. وقد وصل الخلاف ذروته قبيل اختيار هادي البحرة حتى إن بعضهم نعى الائتلاف وحكم بموته.
أيها الصادقون في أرض الشام:
إن ائتلاف المعارضة ما هو إلا كيان سياسي مصنّع على أعين مخابرات الدول وفي أقبيتها، الغاية منه إيجاد قيادة سياسية لقوى الثورة كأداة تنفذ ما يحاك ضد ثورة الشام من مؤامرات سياسية.
فمن أعضائه تم اختيار بعض المفاوضين في المؤتمرات الدولية التي جرّت مخرجاتها الويلات على ثورة الشام وكانت سبباً في تراجعها بعد أن كانت على أبواب دمشق، ومنه تم اختيار الوفد الذي يفاوض على إجراء بعض التعديلات الدستورية الشكلية فقط مع المحافظة على علمانية الدولة وتثبيت فصل الدين عن الدولة والحياة متجاهلين مطالب أهل الشام وثوابت ثورتهم بإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه.
وما الخلافات داخل هذا الكيان المسخ إلا تصارع الأدوات على المصالح الشخصية والمكاسب الخاصة، وما هو إلا تنافس لدى الأسياد على العمالة لخدمتهم وخدمة مصالح الدول المتآمرة على ثورة الشام، التي تسعى للقضاء عليها عبر الحل السياسي الأمريكي وتطبيق بنود القرار الدولي 2254. وليس لهذا الائتلاف ولا لأعضائه أي علاقة بالثورة وثوابتها وأهداف الصادقين من أبنائها، وقد نسي هؤلاء أنهم مجرد أدوات مرحلية تستخدمها الدول المتآمرة ثم تستبدل بها غيرها حسب مقتضيات المرحلة وتتخلص منها بأساليب كثيرة.
أيها الثائرون الصادقون في أرض الشام:
إن التضحيات الكبيرة التي قدمتموها والبطولات العظيمة التي سطرتموها خلال سنوات الثورة الطويلة تحتاج إلى قيادة سياسية صادقة من إخوانكم وأبنائكم، تكون صاحبة مشروع ينبثق من عقيدتكم، عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله، تعمل من أجل إرضاء الله وحده، نسير معها على بصيرة لاستعادة قرار ثورتنا لنمضي معا على بصيرة، متوكلين على الله وحده، نواصل ثورتنا حتى نحقق ثوابتها وعلى رأسها إسقاط نظام الإجرام بدستوره وبكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، ولن يحقق ذلك مَنْ رهن قرارنا لأعداء ثورتنا وتعلق بحبالهم وجعل من نفسه أداة لتنفيذ مخططاتهم، بل يتحقق نصرنا على أيدي الصادقين الواعين من أبنائنا الذين آمنوا أن النصر بيد الله وحده لن يتنزل إلا على الأيدي المتوضئة والقلوب المتعلقة بالله وحده، الواثقة أن وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ متحققة لا محالة.
قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية سوريا