بيان صحفي
إطلاق النار على المتظاهرين
هو نهج الطغاة واستحلال لدماء المسلمين المعصومة
أصيب يوم الجمعة 3/6/2022م عدد من الأشخاص بجروح إثر إطلاق الرصاص الحي على متظاهرين غاضبين احتجاجاً على رفع أسعار الكهرباء وطول ساعات انقطاعها، وذلك في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
وبالتزامن مع أحداث عفرين، خرجت مظاهرة أخرى أمام شركة الكهرباء في مدينة جنديرس بريف عفرين، قوبلت بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، أسفر عن إصابات، فيما ارتقى أحد المتظاهرين إثر تأثره بإصابة تعرض لها، ثم تبعتها مظاهرات في مناطق مختلفة.
وإزاء هذه الأحداث كان لا بد من التأكيد على ما يلي:
أولاً: إن مواجهة حراك المتظاهرين بالرصاص الحي، وفزعات المدن والقرى والبلدات، وانتفاضها في وقت واحد نصرةً لحراك أهلنا في عفرين، يعيداننا بالذاكرة إلى أيام الثورة الأولى، ويؤكدان لنا تشابه عقلية الإجرام ووحدة نهجه رغم تنوع من يمتهنه، ووحدة الثورة رغم مكر أعدائها لتمزيق رقعتها والتفريق بين مناطقها.
ثانياً: إن تحرك الناس لرفع الظلم الواقع من المنظومة الفصائلية والشركات الربحية وغيرها يدل على حيوية أبناء الأمة، وأن جذوة الثورة لا زالت متقدة في نفوسهم.
ثالثاً: إن الحركة الجماعية الواعية والمخلصة هي الحركة الفاعلة والمنتجة، بخلاف الحركة الفردية أو الحركة المبنية على ردات الأفعال، وهي الضمانة والحصن لعدم امتطائها أو احتوائها من أي جهة كانت.
رابعاً: إن خلق المشاكل والأزمات لا يصح أن يلهي أهل الثورة عن قضيتهم الأساسية، وهي إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهذه قضية المسلمين المصيرية التي ينبغي أن يتخذ المسلمون حيالها إجراء الحياة أو الموت.
خامساً: إن ما يحصل من أعمال حرق وتكسير وما نتج عنها من إطلاق رصاص وقتل، يتحمل مسؤوليته النظام التركي والمنظومة الفصائلية الذين غابت عنهم عقلية الرعاية، وسيطرت عليهم عقلية الجباية.
سادساً: إن المنظومة الفصائلية المرتبطة بمخابرات الدول؛ هي شريك في الضغط على الناس لكسر إرادتهم، وخلق مشاكل جانبية لإلهائهم عن هدفهم الأساس المتمثل في إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام.
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:
إن جميع أنواع الطاقة من بترول أو غاز أو كهرباء أو مياه أو غيرها مما يستعمل كوقود في البيوت أو المصانع.. لا يحل للدولة شرعاً ولا لأية جهة أخرى أن تعطيه للأفراد أو المؤسسات أو الشركات، لأن هذه الطاقة هي من الملكية العامة للأمة، فعن بعض الصحابة قال: «غَزوْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلاَثٍ: فِي الكَلأِ، وَالمَاءِ، وَالنَّارِ» رواه أحمد وأبو داود، وكلمة (النار) تشمل كل أنواع الطاقة المذكورة أعلاه، فالدولة في الإسلام مطالبة شرعاً أن تستخرج هذه الطاقة وتوزعها على الناس، ولا تأخذ منهم إلاّ رسوماً قليلة لا تتجاوز التكلفة من أجل تنظيم هذا التوزيع وليس من أجل الربح.
أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
إن أنواع الظلم والإرهاق التي تحصل للناس ليس سببها فقط فساد المنظومة الفصائلية وفساد حكوماتهم ومؤسساتها وشركاتها، بل فساد الأنظمة والقوانين التي يسنونها والتي تضمن لهم نهب أموال الأمة لحساباتهم الخاصة.
إن الأنظمة والقوانين المطبقة فيما يسمى المناطق المحررة وفي بقية بلاد المسلمين هي أنظمة وضعية رأسمالية علمانية تفصل الدين عن الدولة، يسنها البشر حسب مصالحهم وحسب أهوائهم وشهواتهم، على حساب مصالح الناس ومعاناتهم، ما يؤدي إلى الشقاء والحرمان وضنك العيش، قال تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.
ولذلك وجب على جميع المسلمين إن أرادوا مرضاة الله عز وجل، والعيش حياة كريمة سعيدة في ظل حكم الإسلام، بعيدة عن الشقاء، وجب عليهم أن يعملوا مع العاملين لتغيير الواقع الفاسد وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
وختاماً، فإننا ندعو أهلنا الثائرين في عموم المناطق المحررة أن يكونوا على مستوى الوعي والحدث، فيبصروا مكر أعدائهم وفخاخهم السياسية وعلى رأسها الحل السياسي القاتل ودستور الكفر العلماني الذي تهندسه أمريكا عبر أدواتها وصنائعها، وأن يبقوا على عهدهم في الاستمرار بثورتهم حتى النهاية والحفاظ على تضحيات شهدائهم بأن لا تكون ثمرتها إلا حكماً بالإسلام رغم أنوف كل من يبغونها عوجاً من أعداء الإسلام وأذنابه في ديارنا. ففي ذلك عز الدنيا ونعيم الآخرة بإذن الله عز وجل.
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية سوريا