بيان صحفي
أيها الناس! احذروا من قروض الدول الكافرة المستعمرة أو من المؤسسات الدولية الرأسمالية؛ صندوق النقد والبنك الدوليين، فهي أدوات للمستعمرين الجدد
والحكام العلمانيون هم المتعاونون معهم!
أدى فساد حكومة حسينة ونهب المال العام باسم المشاريع الضخمة إلى إضعاف اقتصاد بنغلادش بسرعة مروعة، وأدى ما يسمى بـ"التنمية" مع القروض الأجنبية الربوية التي بلغت 42.86 مليار دولار أمريكي للمشاريع الضخمة إلى تآكل قيمة عملة البلاد وضعف شديد في القوة الشرائية للناس، ولكنها عززت مصالح النخب القوية. وستؤدي القروض الخارجية الربوية إلى إبقاء بنغلادش غارقة في مستنقع الديون عقداً بعد عقد حتى بعد سداد الدين الرئيسي مرات عدة. وللتخلص من عبء الديون هذه، جرّتنا حكومة حسينة الآن إلى حلقة مفرغة حيث نضطر بشكل متكرر إلى اقتراض المزيد من النقود للوفاء بالتزامات الديون السابقة! وبحجة أزمة الديون الخارجية الوشيكة بسبب استنزاف احتياطيات النقد الأجنبي، يطالب مركز الفكر الموالي لأمريكا وأعضاء المجتمع المدني المشبوه أيضاً بالتفاوض مع المؤسسة الاستعمارية الجديدة سيئة السمعة صندوق النقد الدولي، لاقتراض أموال لتعويض عجز ميزان المدفوعات، وقد طلبت الحكومة بالفعل 4.5 مليار دولار أمريكي من "مساعدة القروض" من صندوق النقد الدولي.
ومع خيانة الأنظمة العميلة العلمانية المتعاقبة في بنغلادش، تسبب البنك وصندوق النقد الدوليان بأضرار جسيمة لاقتصادنا ولا سيما قطاعات الطاقة الغنية في البلاد، وبدلاً من الاستثمار لتعزيز قدرة استكشاف الغاز والنفط من خلال شركتنا المملوكة للدولة بسرعة، وحتى يتمكن الناس من تحمل تكلفتها بسهولة، فإن الأنظمة العميلة الحالية والسابقة في بنغلادش جعلت موارد الطاقة معتمدة على الاستيراد وخصخصتها وفقاً لشروط صندوق النقد الدولي، وهي الشروط التي تصب في مصالحة النخب الرأسمالية. والأمر الذي جعل قطاع الطاقة عرضة للنقص وأيضاً باهظ التكلفة على الناس، هو وصفاتهم التي تقضي بابتزاز عامة الناس لدفع ثمن الأزمة التي سببتها النخب القوية. ولقد ترك برنامج الخصخصة الهائل الذي فرضه صندوق النقد الدولي، الحكومة معتمدة على الضرائب والقروض الأجنبية فقط. وقطاع الطاقة على وشك الانهيار الآن، وعلينا أن نتحمل وطأة أزمة ميزان المدفوعات، ويخبرنا مثقفونا الزائفون الآن أنه لتجنب أزمة شبيهة بأزمة سريلانكا، فإنه يجب أن نقترض من صندوق النقد الدولي؛ وهي الحجج نفسها التي قدمتها القنوات الإخبارية الأمريكية لسريلانكا لمتابعة سحب المزيد من قروض صندوق النقد الدولي المدعومة من واشنطن.
أيها الناس: هذه القروض ذات الشروط القاسية من المؤسسات الاستعمارية الجديدة لا يمكن النظر إليها من منظور اقتصادي فقط، فهي تحتوي أيضاً على مخاطر جغرافية وسياسية خطيرة، فقد كان على سكان شبه القارة الهندية أن يدفعوا الثمن من سيادتهم لأنهم اعتبروا شركة الهند الشرقية البريطانية كياناً تجارياً فقط. وقد غادرت تلك الشركة منذ فترة طويلة لكنها نصّبت الحكام العملاء الغربيين مثل مجيب وضياء وحسينة وخالدة، من الذين تعاونوا مع المؤسسات الاستعمارية الجديدة، البنك وصندوق النقد الدوليين، ومخططهم الشرير هو تدمير اقتصادنا والسيطرة على بلدنا وأهلنا، وينطق التاريخ، بأنه لم يتدخل صندوق النقد الدولي أبداً لصالح أي دولة فقيرة أو نامية في وقت الأزمات لمساعدتها على التغلب على مشاكلها الاقتصادية، ويعتبر صندوق النقد الدولي أداة استعمارية للحفاظ على هيمنة الدول الرأسمالية الغربية على الاقتصاد العالمي، ولا سيما لشل اقتصادات البلاد الإسلامية الغنية، حتى لا يتمكن المسلمون من الوقوف على أقدامهم ويصبحوا منافساً حقيقياً للهيمنة الغربية. وبالتالي، لم نشهد مطلقاً أن إصلاحات البنك وصندوق النقد الدوليين تجبر أي حكومة في بنغلادش على الاستثمار في التنقيب عن النفط والغاز، حتى نتمكن من الحصول على التكنولوجيا والخبرات الحديثة للاعتماد على الذات في قطاع الطاقة. وبدلا من ذلك دفعوا من أجل الخصخصة والاعتماد على الاستيراد لقطاع الطاقة الاستراتيجي، لضمان تدفق الأموال في اتجاه واحد، باتجاه جيوب النخب المحلية والأجنبية القوية والمستعمرين. وعلاوة على ذلك، فإن شروط قروضهم الخبيثة مثل تدابير التقشف، وزيادة الضرائب على المرافق، ورفع الدعم عن الوقود والاحتياجات الأساسية الأخرى قد زادت من البؤس الاقتصادي وأعاقت التنمية الفعلية.
أيها المسلمون: فقط بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة يمكن أن يتم إنقاذ بنغلادش من الضيق الاجتماعي والاقتصادي والكارثة التي تسبب بها المستعمرون الكفار وعملاؤهم. وسيكون للخلافة رؤية اقتصادية إسلامية مستقلة تقودنا إلى تقدم وازدهار حقيقيين. وستقطع الخلافة جميع العلاقات مع البنك وصندوق النقد الدوليين ومؤسسات الكفر الأخرى إلى جانب سياساتها وبرامجها التي تضر بسيادة الأمة. وبصرف النظر عن تحريم الربا بجميع أشكاله، فإن الخلافة ستنهي نظام القروض القائم الذي يريدون من خلاله إبقاءنا خاضعين إلى الأبد مع أعباء الديون. وستبدأ الخلافة في الاستثمار في القطاعات الإنتاجية مثل الصناعات الثقيلة ذات التركيز العسكري والتصنيع والبناء على نطاق واسع، ما يضمن فرص عمل وإيرادات كبيرة لرعاية شؤون الناس. وستبدأ برنامج تنمية القدرات لتحويل الشركة المحلية للتنقيب عن النفط والغاز، إلى كيان يعتمد على الذات، حتى نصبح مستقلين في مجال الطاقة، وفي طريقنا لنصبح قوة هائلة في المنطقة. لقد عانينا من الكثير من إخفاقات النظام العلماني الحاكم المدعوم من الغرب، وقد حان الوقت لأن نطالب بحقنا في هذا العالم بالعودة إلى القيادة الراشدة للخلافة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية بنغلادش