بيان صحفي
أهل فلسطين ليسوا بحاجة إلى عزائكم بل بحاجة إلى نصرتكم
في بيان له يوم أمس 7/10/2023م، تقدم الأزهر بخالص العزاء وصادق المواساة في شهداء فلسطين الأبية، الذين نالوا الشهادة في سبيل الدفاع عن وطنهم وأمتهم، وقضيتنا وقضيتهم، قضية شرفاء العالم القضية الفلسطينية، ويدعو الله أنْ يلهم الشعب الفلسطيني الصمود في وجه إرهاب الصهاينة، مطالبا العالم المتحضر والمجتمع الدولي بالنظر بعين العقل والحكمة في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، احتلال الصهاينة لفلسطين، وأنَّ هذا الاحتلال هو وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين ولا يعرف سوى ازدواجية المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.
يا علماء الأزهر: إن العالم الذي تخاطبون لا يكيل بمكيالين بل مكياله واحد فلا كيل عنده لأمة الإسلام أصلا بل غايته هزيمتها واستعبادها واستعمار أرضها ونهب خيراتها، وإن هذا النظام الدولي هو الشريك الضامن الحقيقي للكيان الغاصب الذي قتل من تقدمون لهم واجب العزاء، أي أنه شريك في قتالهم وقتلهم وقبلها أسرهم واحتلال أرضهم.
يا علماء الأزهر: إن واجبكم هو خطاب الجيوش وتحريضها على نصرة أهل فلسطين وتحرير أرضهم واقتلاع كل ما يعوق تحركهم ويحول بينهم وبين نصرة المستضعفين.
يا علماء الأزهر: ألم يبلغكم نبأ عمرو بن سالم حينما استنصر رسول الله ﷺ فماذا فعل ﷺ؟ ألم يقل له «نصرت يا عمرو بن سالم»؟ ألم يخرج بجيش فاتحا مكة وناصرا خزاعة وعمرو بن سالم ومن استضعفوا في مكة؟ أليس هذا واجبا على كل من استنصر في الدين؟ ألم يبلغكم قول الله عز وجل ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾؟! ألم يبلغكم ما فعله المعتصم حينما استنصرت به امرأة واحدة أسرها الروم في عمورية وكيف جيّش جيشا وفتحها وانتصر للمرأة؟! ألم يبلغكم قوله ﷺ: «مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِماً فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ»؟! ألا فلتعلموا أنكم خذلتموهم وخذلتم أمتكم، والله سائلكم عنهم يوم القيامة، والنبي حجيجكم دونهم فاستعدوا وأعدوا جوابكم.
أيها المخلصون في جيش الكنانة: إن الخطاب لكم أنتم قبل أي أحد، فأنتم من بيدكم القوة والقدرة على النصرة والقدرة على تحرير أرض الإسلام ونصرة المستضعفين، والله سائلكم عنهم يوم القيامة، واسمعوا لقول رسول الله ﷺ وكأنه يخاطبكم: «مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ أَذَلَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فلا أذلكم الله يوم المشهد ولا فضحكم على رؤوس الخلائق، وإن الحكام الذين تطيعون وتوالون لن ينفعوكم لا هم ولا ما يمنحونكم إياه من مميزات، والله ستلقون وإياهم في نار جهنم وستودون لو تفتدون بكل الدنيا وما فيها ندما حيث لا ينفع الندم، فاخلعوا هؤلاء الحكام وانحازوا لأمتكم وأقيموا لها دولتها التي تنصرها وتنتصر لها؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ألا فلتعيدوا سيرة أجدادكم عمرو بن العاص وصلاح الدين والمظفر قطز، فمن للإسلام إن لم يكن أنتم، ومن ينصره غيركم؟! فليكن انحيازكم لأمتكم وقضاياها ونصرتها وتحرير مقدساتها ونصرة المستضعفين فيها، نصرة خالصة لله عز وجل ترجون بها وجهه، تمحو عنكم رجس الحكام وأوزارهم وما وصموكم به من عار وما لحق بكم من سحتهم، فانصروا الله ينصركم ويغفر لكم ما قد سلف وتفوزوا فوزا عظيما، وستذكرون ما نقول لكم ونفوض أمرنا إلى الله.
﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر