بيان صحفي
سوء تصرف الحكومة يُظهر الوجه الحقيقي لإسلاموفوبيا الدولة السويدية
(مترجم)
حتى يومنا هذا، لا يزال المصحف الشريف يُحرق بشكل متكرر في شوارع السويد. وتعلن الحكومة أن التهديدات ضد السويد قد زادت، ورفعت شرطة الأمن مستوى التهديد الإرهابي من 3 إلى 4. وتحاول الحكومة السيطرة على الوضع من خلال دعوة ممثلي المسلمين وإجراء محادثات مع الدول الأخرى وإرسال رسائل إلى المسلمين في البلاد.
وشارك رئيس الوزراء في برنامج أجندة على قناة SVT في نهاية الأسبوع للتعليق على مستوى التهديدات بعد عمليات حرق المصحف وأعلن أن أي شخص لا يقبل "انتقاد الإسلام" فهو موجود في البلد الخطأ. وعلقت نائبة رئيس الوزراء أيضاً على الوضع في خطابها الصيفي حيث قالت إن تفسير الإسلام الذي لا يقبل حرق المصحف لا مكان له في السويد وحثت فيه المسلمين أيضاً على "غض الطرف".
وقد حاولت السويد، في ظل حكومات مختلفة، تفتيت المسلمين على أمل استيعابهم والقضاء على هويتهم الإسلامية. كل شيء؛ من اختطاف الأطفال، وإغلاق المدارس الإسلامية، وحظر ارتداء الحجاب والقمع القائم على الشرف، إلى حرق المصحف، هي تعبيرات مختلفة عن ذلك.
وتصر الحكومة على أن حرق المصحف أمر قانوني، لكنها تحاول في الوقت نفسه إرسال رسالة إلى العالم الخارجي مفادها أن السويد ليست دولة معادية للإسلام. وهي الحكومة نفسها التي تتعاون مع ديمقراطيي السويد الذين يحرضون باستمرار ضد الإسلام والنبي والقرآن والمسلمين. فقد وصف رئيس الوزراء أولف كريسترسون الهجوم المثير للاشمئزاز الذي قام به ريتشارد جومشوف ضد النبي محمد ﷺ، حيث وصفه بأنه لص وأمير حرب وقاتل جماعي، بأنه انتقاد للإسلام في برنامج أجندة مساء الأحد. وفي المقطع نفسه كان لديه رسالة للمسلمين مفادها: "أولئك الذين لا يستطيعون قبول ذلك يعيشون في البلد الخطأ".
كما وجهت نائبة رئيس الوزراء إيبا بوش رسالة مماثلة إلى المسلمين في خطابها الصيفي، حيث حثتهم على غض الطرف وأن يديروا ظهورهم، وأن منظور الإسلام الذي لا يقبل حرق المصحف الكريم لا مكان له في السويد.
إن رسالتهم واضحة؛ وهي أن الإسلام العلماني مرحب به في السويد، والمسلمون الذين يتخلون عن قيمهم الإسلامية مرحب بهم كذلك، بينما أولئك الذين يختارون التمسك بالإسلام فإنهم "إسلاميون" ولا مكان لهم في السويد. ومن الواضح أن السماح بحرق المصحف الشريف هو تطبيع وإجبار المسلمين على قبول الاستهزاء بعقيدتهم وإجبارهم على التمسك بحرية التعبير ضد الإسلام. لا يمكن إنكار أن الحكومة السويدية حكومة معادية للإسلام وتنتهج سياسة معادية للإسلام.
ما لا تفهمه الحكومة، بقيادة رئيس الوزراء ونوابه، هو أن قيمنا ليست للبيع كما هي قيمهم. إن المسلمين لم ولن يتخلوا أبداً عن القيم الإسلامية كما يفعل الساسة الغربيون عندما يقوضون مبادئهم الديمقراطية في حربهم ضد الإسلام. إن الحكومات الغربية، حاملة لواء الحرية، بما في ذلك حكومة السويد، تنخرط في استبداد الرأي الذي يسعى إلى تجريم وجهات النظر التي تخرج عن إطار العلمانية. ليس من طبيعة المسلمين أن يركعوا أو يديروا ظهورهم عند مواجهة الشدائد. لأكثر من قرن، تعرض المسلمون لجميع أشكال القمع، وحتى اليوم، يقفون شامخين ويعتزون بكل تفاصيل الإسلام. لقد رفض الإسلام، على النقيض من النصرانية واليهودية، أن يدير ظهره في وجه التقدم العنيف للعلمانية بهدف نزع تسييسها وعلمنتها. وهذا هو السبب الحقيقي وراء الحرب على الإسلام.
وفي هذا السياق، قال كارل ب. هاميلتون، عضو البرلمان السابق في الحزب الحاكم الثالث، إن الحدود تُرسم إذا كانت الهجمات ضد اليهود.
إن الحرب على الإسلام تريد القضاء على الإسلام لكنهم يعلمون أنهم أضعف من أن ينجحوا. لذلك، يحاولون بدلاً من ذلك علمنة الإسلام ومحو عناصره السياسية مثل الخلافة والجهاد والشريعة.
إن محاولة الحكومة اليائسة لبث صورة صديقة للإسلام إلى العالم محكوم عليها بالفشل لأن المسلمين يستطيعون رؤية الصواب من خلال نفاقها. وممثلو المسلمين الذين يقبلون دعوة الحكومة لا ينفذون إلا أوامرها. فالحكومة لا تدعو ممثلي المسلمين لسماع آرائهم أو حل المشكلة، بل تفعل ذلك فقط لاستغلالهم من أجل خداع العالم بأنها ليس لديها مشكلة مع المسلمين وأن مشكلتها هي فقط مع المسلمين "المتطرفين". ولم تعد هذه المحاولات اليائسة تخدع أحدا، ويمكن للمسلمين أن يروها بشكل واضح. إن السر وراء صبر المسلمين وإصرارهم هو إيمانهم القوي بقيم الإسلام التي لا تقهر، وقبل كل شيء إيمانهم الراسخ بالله سبحانه وتعالى وأنه ينصر عباده المؤمنين، وأن النصر أصبح بالتأكيد في متناول اليد الآن بعد أن حفر المبدأ الرأسمالي قبره بنفسه.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في السويد